المجسمات العقارية

احتلت «المجسمات العقارية» لسنوات طويلة صدارة الوسائل التي تستخدمها الشركات العقارية للترويج لمشاريعها الجديدة، لاسيما بالمعارض العقارية، قبل أن تتراجع أهمية هذه «الماكيتات» مع توسع الشركات في استخدام الجرافيك والفيديوهات التخيلية للمشاريع، فضلاً عن تقنيات الواقع الافتراضي، والتي توفر خدمة التجول الافتراضي داخل المشاريع المكتملة أو تلك الجاري تنفيذها.

وشهدت الفعاليات العقارية مؤخراً اهتماماً كثيراً من الشركات باستعراض فيديوهات تخيلية لمشاريعها الجديدة، فضلاً عن توفير خدمات التجول الافتراضي من خلال تقنيات التجول الافتراضي ثلاثي الأبعاد في العقارات، وهي التقنية التي تتيح للمهتمين بشراء وحدة عقارية معاينتها والتجول في أروقتها افتراضياً، كما حرصت كثير من الشركات على توفير رابط على مواقعها الإلكترونية، حيث يمكن المستخدم من خلالها القيام بزيارة افتراضية تفاعلية للعقار قبل شرائه، مع إتاحة فرص الاطلاع على تفاصيل العقار، من حيث الموقع والمساحة والتشطيبات وتقسيمات الغرف.

ورغم استمرار الشركات العقارية في استخدام المجسمات المعمارية في الترويج لمشاريعها، فإن ذلك يكاد يقتصر حالياً على المشاريع الكبرى، والتي تضم مدناً ومجمعاتٍ سكنية كبيرة، بحسب فادية الحناوي مهندسة التصميم الداخلي بشركة البحري للاستشارات، والتي تشير إلى تراجع الطلب على صناعة «الماكيتات» العقارية للمشاريع الجديدة، في ظل تفضيل كثير من الشركات استخدام التقنيات الحديثة في الترويج العقاري.

وتضيف: من خلال هذه التقنيات يمكن للعميل، من خلال ارتداء «نظارة» خاصة، القيام بجولة أشبه بالواقع، داخل المشروع، والاطلاع على أدق التفاصيل من حيث المساحة والموقع والتشطيبات وغيرها، وكأنه يقوم بزيارة فعلية للعقار.

وتوضح الحناوي أن التوسع في التسويق العقاري الإلكتروني مؤخراً، ساهم كذلك في تركيز الشركات العقارية على إنتاج الفيديوهات التخيلية للمشاريع العقارية على حساب المجسمات، حيث يتم عرض هذه الفيديوهات على المواقع الإلكترونية للشركات، فضلاً عن إمكانية إرسالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي للعملاء المستهدفين. فيما يشير المهندس فراس حارث

الراوي، رئيس مجلس إدارة شركة كاريزما للاستشارات الهندسية، إلى أهمية تطابق الصور والفيديوهات التخيلية للمشروع مع الواقع، موضحاً أن بعض الشركات تبالغ أحياناً في إضافة تفاصيل غير حقيقة ومبالغ فيها في عروضها الترويجية، عبر إضافة العديد من المساحات الخضراء، والشواطئ، والملاعب، والديكورات الحديثة، بشكل مبالغ فيه، فضلاً عن إضافة طيور وحيوانات أليفة وسيارات فارهة، بصورة جذابة، بل وخادعة أحياناً.

ويوضح أن السوق يتجه حالياً لاستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي تقدم صورة أقرب للواقع، مشيراً إلى ضرورة التزام الشركات بعد انتهاء المشروع، بوضع الصور التخيلية مع الواقعية، لكسب ثقة العملاء، والتأكيد على مصداقيتها في تنفيذ الأعمال وفق المخططات والصور والفيديوهات التخيلية للمشروع.

ويرى الراوي أن تكلفة تصنيع المجسمات المعمارية تعد مرتفعة مقارنة بإعداد فيديو تخيلي للمشروع، ما يشجع الشركات، لاستخدام الجرافيك والفيديوهات التخيلية للمشاريع والتي قد لا تزيد تكلفة إعدادها على 10 آلاف دولار، على حساب «المجسمات» والتي قد تصل تكلفة تجهيزها إلى نحو 200 ألف دولار.

قد يهمك أيضًا :

جمعية مصارف لبنان تؤكّد أنها تحاول تسيّير الشؤون الحياتية للموظفين مع الإغلاق