معرض أديبك

منصور بن زايد يفتتح أضخم دورات المعرض بمشاركة 167 دولةحوارات «أديبك» تبحث متغيرات قطاع الطاقةبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، افتتح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، أمس فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين لمعرض ومؤتمر أبوظبي للبترول «أديبك 2019» أضخم دورات المعرض منذ تأسيسه، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بحضور أكثر 80 وزيراً ورئيساً تنفيذياً وأكثر من 2200 شركة عارضة وعشرات الآلاف من ممثلي الشركات العالمية والخبراء والمتخصصين في صناعة النفط في العالم من نحو 167 دولة.

وتركز حوارات المؤتمر على المتغيرات العالمية التي يشهدها قطاع الطاقة.

وألقى معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» ومجموعة شركاتها، الكلمة الرئيسية في الافتتاح، مؤكداً مواصلة شركة أدنوك العمل على تحقيق المزيد من الإنجازات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ودعمها اللامحدود والعزيمة القوية والجهود المخلصة لجميع كوادرها، والتعاون الوثيق مع شركائها.

ورحب معاليه بالمشاركين في دورة هذا العام من الوزراء والرؤساء التنفيذيين وواضعي السياسات وصناع القرار وممثلي الشركات، مشيراً إلى النجاح الذي يحققه «أديبك» منذ انطلاقته ليصبح اليوم واحداً من أهم المنصات العالمية المختصة بالنفط والغاز في العالم، وليسهم في ترسيخ مكانة ودور دولة الإمارات وأبوظبي مركزاً للحوار العالمي حول قطاع الطاقة.

وسلط معاليه الضوء على المتغيرات الكبيرة التي يشهدها قطاع النفط والغاز على مستويات عديدة، وذلك بتأثير التكنولوجيا الرقمية الحديثة ونماذج الأعمال المبتكرة والأشكال الجديدة للطاقة والمتغيرات الجيوسياسية الجديدة التي تتجلى من خلال الدور المتنامي لآسيا.

وقال: «مع أن هذه التغيرات لا تزال في بدايتها، إلا أنها ستتسارع بمرور الوقت، ومع ذلك، يمكن للشركات العاملة حالياً في قطاع النفط والغاز ضمان نجاحها المستقبلي إذا ما انصب تركيزها على مبادئ أساسية تشمل: خفض التكاليف، والارتقاء بالأداء، وتطبيق التكنولوجيا الرقمية في عملياتها الأساسية، وتضمين الاستدامة في كل مراحل ومجالات الأعمال، والاستفادة من الشراكات، وتمكين الكوادر البشرية، وتطوير العلاقات مع العملاء».

وأضاف: «أطلقنا على مبادئ التطوير هذه في العام الماضي مفهوم «النفط والغاز 4.0» نظراً للدور الكبير الذي تلعبه في ضمان مستقبل الطاقة. ومن خلال مضاعفة الجهود في هذه المجالات، سيستمر النفط والغاز بالقيام بدوره كمكوّنٍ أساسي في مزيج الطاقة المتنوع في المستقبل».

 

توسعة آفاق النمو

وتابع قائلاً: «يعتبر قطاع الطاقة ممكناً أساسياً للنهضة والتقدم في كل أنحاء العالم، فلقد ساهمنا على مر التاريخ في توسعة آفاق النمو وتمكين التقدم، وخلال هذا الأسبوع، أمامنا فرصة لنسهم في زيادة توسعة هذه الآفاق. فمن خلال العمل المشترك والشراكات المبتكرة، سنسهم في تعزيز النمو الاقتصادي بشكل مسؤول وسنبقى في صدارة جهود الابتكار وسنستمر بالقيام بدور محوري في تحقيق التقدم والازدهار».

وأضاف معاليه: «بحلول عام 2040 سيزداد الطلب العالمي على الطاقة بما يعادل إجمالي الاستهلاك الحالي للولايات المتحدة الأمريكية والهند واليابان مجتمعة، وحتى في أسرع سيناريوهات التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، سيكون النفط والغاز المصدر الأساسي لأكثر من نصف الطلب العالمي على الطاقة.

كل هذه حقائق مُثبتة غير مختلف عليها، وهي تؤكد صوابية وجدوى الاستثمار في مستقبل القطاع».

واستعرض معاليه جهود ومبادرات أدنوك لمواكبة التحول في القوة الاقتصادية من الغرب إلى الشرق، موضحاً أن أدنوك تعمل على ترسيخ شراكاتها الاستراتيجية عالمياً مع التركيز بشكل خاص على آسيا حيث نمو الطلب على الطاقة هو الأسرع، مؤكداً أن أدنوك تمضي حسب المخطط في زيادة السعة الإنتاجية من النفط الخام إلى 4 ملايين برميل يومياً بنهاية العام المقبل، كما تواصل استكشاف احتياطيات جديدة من الغاز الطبيعي والاقتراب من تحقيق هدف ضمان الاكتفاء الذاتي لدولة الإمارات من الغاز مع إمكانية التحول إلى مصدّرٍ له.

وقال: «تشمل الاكتشافات الجديدة هذا العام أكثر من 7 مليارات برميل من النفط الخام، و58 تريليون قدم مكعبة من الغاز التقليدي، و160 تريليون قدم مكعبة من موارد الغاز غير التقليدية. وبنتيجة هذه الاكتشافات، تقدمت دولة الإمارات من المركز السابع إلى السادس في الترتيب العالمي لاحتياطيات النفط والغاز».

وحول إعلان بورصة انتركونتننتال-آيس عن إنشاء بورصة جديدة للعقود الآجلة في سوق أبوظبي العالمي، لتكون مقراً لأول عقود آجلة لخام مربان في العالم، أوضح معاليه أن أدنوك ستنضم إلى شركات نفط عالمية كبرى ومؤسسات تجارية عالمية كشركاء مؤسسين لبورصة أبوظبي انتركونتننتال للعقود الآجلة (آيفاد).

وقال معاليه: ستكون «بورصة أبوظبي انتركونتننتال للعقود الآجلة» مقراً للعقود الآجلة لخام مربان أبوظبي مستفيدة من الموقع الجغرافي المثالي لدولة الإمارات في قلب الاقتصادات المتنامية. وتتميز هذه العقود بأنها تعتمد آلية التسعير الآجلة عوضاً عن سعر البيع بأثر رجعي، ما يتيح للمشترين التحوط من مخاطر السوق المفتوحة إضافة إلى دعم جهودنا لتعزيز القيمة من كل برميل نفط ننتجه.

وأضاف: يمثل تغيير آلية التسعير خطوة جريئة وإنجازاً تاريخياً يحقق منافع كبيرة لدولة الإمارات ولشركاء أدنوك وعملائها كما أنها ترسخ مكانة أبوظبي ودولة الإمارات مركزاً عالمياً لتداول النفط الخام.

وأوضح معاليه أن أدنوك تعمل على الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لدولة الإمارات مع توسع أعمالها في التكرير والبتروكيماويات، حيث تقوم بإنشاء مجمّع متكامل عالمي المستوى للتكرير والبتروكيماويات، وذلك من خلال تطوير منظومة صناعية تسهم في دعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز القيمة المحلية المضافة، وخلق فرص عمل محلية ومستدامة.

ودعا معاليه جميع شركاء أدنوك من الشركات العالمية والقطاع الخاص المحلي إلى الاستفادة من إنتاج أدنوك عالي الجودة من اللقيم (المواد الخام)، واغتنام فرص النمو المتميزة التي توفرها الشركة في إطار جهودها ومساعيها لتحقيق استراتيجيتها لتطوير وتوسعة أعمالها في مجال التكرير والبتروكيماويات.

وأضاف: فيما نقوم بتوسعة عملياتنا، فقد حققنا الريادة في استخدام الطائرات بدون طيار لمراقبة الانبعاثات للحفاظ على مكانتنا كواحدة من أفضل شركات القطاع من حيث كثافة انبعاث غاز الميثان، وتساعدنا هذه الابتكارات في تعزيز التزامنا الراسخ بحماية البيئة والحفاظ على إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه،، الذي أرسى مبدأ الإنتاج المسؤول للطاقة في كل مجالات ومراحل أعمالنا في أدنوك.

وأوضح معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أن أحد أهداف أدنوك الرئيسية يتمثل في استقطاب أفضل الكفاءات وتدريبها وصقلها وذلك انطلاقاً من التزامها بتوظيف الكفاءات والمواطنين من أبناء دولة الإمارات قائلاً: «نحن في أدنوك ملتزمون بتوفير بيئة عمل تتميز بالابتكار والتنوع لاستقطاب خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتشجيع التفكير المستقبلي في بيئة عمل تتيح للمرأة العمل إلى جانب الرجل في المشاريع وفي المناصب القيادية.

وحالياً تشغل النساء 15% من المناصب الإدارية العليا في أدنوك، ولدينا أكثر من 700 زميلة يعملن في مهام ميدانية في مختلف مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، والتكرير والبتروكيماويات».

وأعقب كلمة معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، حلقة نقاش وزارية بمشاركة معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، ودارمندرا برادهان، وزير البترول والغاز الطبيعي بجمهورية الهند، ومحمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة أوبيك، والدكتورة كونداليزا رايس، وزير الخارجية الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية.

وشدد معالي سهيل المزروعي في الجلسة الحوارية على أن دولة الإمارات تتبوأ مكانة رائدة في قطاع الطاقة على مستوى العالم لدورها في إيجاد حلول لتحديات استدامة الطاقة وتنويع مصادرها وصياغة مشهد جديد للطاقة من خلال التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها والابتكارات.

وتحدث معاليه عن استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 مؤكداً أنها تستهدف خفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة المقبلة وتوليد 50% من الطاقة عبر مصادر خضراء، لافتاً إلى أن الاستكشافات النفطية والاحتياطات الهيدروكربونية الجديدة تعزز مكانة الإمارات عالمياً مصدراً موثوقاً للطاقة، معرباً عن تفاؤله تجاه سوق النفط العالمي.

وقال معاليه خلال الحلقة إنه ليس قلقاً بشأن نمو الطلب على الطاقة بل الأهم تغيير طريقة الاستهلاك، مشيراً إلى أن المقارنة السابقة بين الوقود الأحفوري وغير الأحفوري (النووي) كانت بواقع 80% للأول و20% للثاني.

ولفت إلى وجود تغيير كبير في أنواع الطاقة مثل الطاقة المتجددة وطاقة الرياح والشمس وقد انخفضت تكلفتها أخيراً كثيراً، وأشار إلى أن النمو على الطاقة الخضراء يتزايد، كما أن نمو الطلب على النفط مستمر وبنسب أكبر نظراً للتركيز الكبير على البتروكيماويات.

وقال، العالم بحاجة إلى مزيد من إنتاج النفط والغاز بجانب أنواع الطاقة الأخرى، وشدد على أن هناك حاجة للاستهلاك بشكل رشيد حكيم إضافة إلى توزيع الإنتاج بشكل متوازن. ولفت إلى أن الإمارات ملتزمة بالإنتاج المسؤول والجمع بين أنتاج النفط والطاقة المتجددة ضمن استراتيجية 2050.

 

مستقبل الصناعة

وأكد محمد باركيندو الأمين العام لـ«أوبك» أهمية الدور الحيوي والمؤثر الذي يلعبه «أديبك» في تشكيل مستقبل صناعة النفط والغاز على مستوى العالم كونه يمثل منصة عالمية لجميع الأطراف في قطاع النفط والغاز على الساحة العالمية، مشيراً إلى ضرورة التعاون في دعم جهود الدول الأعضاء في أوبك والدول غير الأعضاء خارج المنظمة من أجل استعادة الثقة في أسواق النفط، معرباً عن اطمئنانه بعودة الانتعاش إلى قطاع النفط لافتاً إلى أن السوق تشهد عودة للتوازن والاستقرار.

وبعد انتهاء الجلسة الافتتاحية قام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيوخ والوزراء بتفقد أجنحة المعرض والشركات المشاركة فيه. وزار سموه جناح شركة أدنوك حيث اطلع على استراتيجية النفط والغاز 4.0 لأدنوك كما التقى الكوادر الوطنية وزار سموه أجنحة شركات وطنية وأجنبية.

وجمع مؤتمر «أديبك» أمس في أول أيامه كبار الرؤساء التنفيذيين للشركات وصنّاع القرار وواضعي السياسات التي تشكل مستقبل إمدادات النفط والغاز، ويستضيف على مدار 4 أيام أكثر من 50 متحدثاً بينهم وزراء ورؤساء تنفيذيون وقادة شركات عالمية من قطاع النفط والغاز، ممن سيشاركون خبراتهم في هذا المجال على مدى أربعة أيام حافلة بالأعمال والحوارات البناءة والفعاليات التي تركز على نقل المعرفة وتبادل الآراء الرامية إلى وضع حلول لتحديات الطاقة الراهنة وصياغة ملامح مشهد القطاع الهيدروكربوني المستقبلي.

تطبيق أحدث الابتكارات

قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: نحن في أدنوك، نعمل باستمرار على تطبيق أحدث الابتكارات لنحافظ على مكانتنا ضمن المنتجين الأقل كثافة في مستويات انبعاث الكربون في العالم.

وسنقوم بتوسعة أول منشأة في الشرق الأوسط لالتقاط واستخدام وتخزين الكربون على نطاق تجاري، لتصبح قادرة على التقاط ما لا يقل عن 4.3 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول عام 2030، أي ما يعادل كمية ثاني أكسيد الكربون التي تلتقطها سنوياً 5 ملايين فدان مزروعة بالأشجار أو غابة تزيد مساحتها عن ضعف مساحة دولة الإمارات

قد يهمك أيضًا :

تقرير يؤكّد أنّ دول الخليج نجحت في تجاوز آثار انخفاض أسعار النفط

كبريات شركات النفط الروسية تتسابق للتحالف مع "أرامكو"