القاهرة -سهام أبوزينه
مثَّل فوز الإمارات بمقعد في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو"
للمرة الخامسة، إنجازًا نوعيًا جديدًا يجسد مكانة الدولة الرائدة ضمن اللاعبين الكبار في قطاع الطيران العالمي وذلك بحصولها على 152 صوتا من أصل 177 صوتا والذي يأتي تتويجًا لجهودها ومساهماتها الفاعلة في رسم ملامح مستقبل قطاع الطيران المدني الدولي.
وتعمل الإمارات من خلال مكتبها التمثيلي في المنظمة على دعم ورعاية مصالح الدول العربية لدى منظمة الطيران المدني الدولي بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة في المجلس التنفيذي لـ"إيكاو" واللجان الفنية التابعة له ودعم وتطوير استراتيجية عمل المنظمة وتطوير الأنظمة الداخلية والتدريب التخصصي للدول الأعضاء في "إيكاو".
وباتت تجربة الإمارات الاستثنائية في قطاع الطيران الذي يشهد تطورا كبيرا وسريعا نموذجا ملهما للعديد من دول العالم التي تطمح للارتقاء بصناعة النقل الجوي لاسيما مع امتلاك الإمارات لناقلات عالمية بأساطيل تجارية ناجحة ومطارات متطورة وبنى تحتية تواكب أحدث التطورات والابتكارات عالميا.
وتستعرض وكالة أنباء الإمارات في التقرير التالي إنجازات قطاع الطيران في الإمارات بمناسبة فوز الدولة بمقعد في مجلس " إيكاو" واحتفال الإمارات بيوم الطيران المدني غدا السبت الذي يوافق 5 أكتوبر من كل عام ويتوافق مع ذكرى هبوط أول طائرة في مطار المحطة بإمارة الشارقة عام 1932 كانت تابعة للخطوط الإمبراطورية البريطانية.
وتتبوأ الإمارات مكانة عالمية مرموقة في مجال صناعة الطيران بفضل الرؤى الصائبة والتوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة بإرساء أسس البنية التحتية السليمة والأنظمة والاستثمارات الهادفة إضافة إلى اتباع أعلى المعايير المعتمدة في مجال السلامة والأمن ومواصلة تفعيل الابتكار وجعل قطاع الطيران مكونا استراتيجيا وداعما للنمو الاقتصادي في الدولة لتحقيق التنمية المستدامة.
وتعكس المؤشرات والأرقام حجم التطور الهائل والنمو المستمر الذي يشهده قطاع الطيران في الإمارات بنهاية العام 2018 إذ تسير الناقلات الوطنية الإماراتية رحلاتها إلى 108 دول و224 مدينة حول العالم فيما يضم قطاع الطيران المدني في الدولة 8752 طيارا و37972 مضيفا ومضيفة و4472 مهندسا بالإضافة إلى 352 مرحلين جويين و49 مركز صيانة و18 مركزا طبيا متخصصا و56 مركز تدريب واستشارات.
وبلغت قيمة استثمارات الإمارات في قطاع الطيران 270 مليار دولار بينما وصل عدد الشركة العالمية التي تقوم بالتشغيل إلى مطارات الدولة 1048 شركة كما تم تنفيذ 883 ألف حركة جوية في العام الماضي حيث جاء مطار دبي في المركز السادس عالميا في الشحن بما يعادل 68.658.083 مليون كيلو غرام.
وتعد الإمارات من الدول التي تمتلك أكبر أسطول من الطائرات عريضة البدن في العالم من نوع بوينج 777 بعدد 191 طائرة وإيرباص380 بعدد 119 طائرة، حيث تمتلك الناقلات الوطنية الـ 4 في الإمارات ما يقارب 498 طائرة، فيما تواصل مطارات الدولة الثمانية تألقها على خارطة صناعة الطيران العالمية محققة معدلات نمو سريعة وقفزات نوعية في تصنيفها الدولي متفوقة على مطارات دولية ذات تاريخ عريق.
وحققت الإمارات المراكز المتقدمة في عدد المسافرين وقد بلغ عددهم عبر مطارات الدولة في العام الماضي 134 مليونا ليتصدر مطار دبي المركز الأول عالميا في عدد المسافرين في العام 2018حيث تجاوز الـ 89 مليون مسافر.
وعلى صعيد جهود الإمارات للارتقاء بقطاع الطيران على مستوى العالم - قدمت الإمارات التي تعد اليوم دولة رائدة في استقطاب الابتكارات، 110 ورقة عمل للمنظمة منذ عام 2007، منها 35 ورقة عمل قدمت هذا العام، متعلقة بعدد من المواضيع في مجال السلامة وأمن الطيران والحوادث الجوية والبيئة، حرصا منها على توظيف خبراتها وتجاربها في التحديات التي تواجه قطاع صناعة الطيران - التي من شأنها رفع مستوى السلامة وتعزيز فعالية وعمليات النقل الجوي الدولي وتوفير النفقات وكذلك تحفيز التقنيات الناشئة ومسائل أخرى معروضة على اللجنة الفنية في جدول الأعمال مثل تحسين أمن البيانات في إدارة الحركة الجوية ، و الجيل القادم في مركز تشغيل الشبكات، والأخيرة جاءت بعنوان "عدم ترك الدول خلف الركب" في مجال إدارة معلومات الطيران، حيث تشارك الإمارات بفعالية في عضوية ما يقارب 22 من اللجان وفرق العمل الدائمة بالمنظمة.
وتبوأت الإمارات المركز الأول عالميا في تطبيق أعلى معاير سلامة الطيران كما حققت المركز الأول عالميا في تطبيق معايير أمن الطيران وفقا لمنظمة الطيران المدني الدولي بالإضافة إلى المركز الأول في جودة البنية التحتية للنقل الجوي وفقا لتقرير التنافسية العالمي الصادر عن معهد التنمية الإدارية كما تصدرت المركز الأول في عدد اتفاقيات خدمات النقل الجوي بـ 176 اتفاقية.
وتعليقا على الإنجازات التي حققها قطاع الطيران المدني الإماراتي – قال معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني إن "قطاع الطيران المدني في الإمارات حقق إنجازات متلاحقة على كافة الصعد منها البنى التحتية والناقلات الجوية والأمن والسلامة والحلول الذكية والمراقبة الجوية وصناعة الشحن مما يعكس ريادة الإمارات عالميا في صناعة النقل الجوي".
وأضاف معاليه " أن قطاع الطيران يشكل محورا استراتيجيا في المساهمة بالاقتصاد الوطني لدولة الإمارات وبفضل الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة يسجل قطاع الطيران في الإمارات أعلى معدلات النمو على مستوى العالم ويوفر أفضل الخدمات للمسافرين".
ومن جانبه قال سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني "إن قطاع الطيران في الإمارات يواصل تحقيق الإنجازات الاستثنائية حيث أصبحت الإمارات اليوم واحدة من أكبر المراكز التي تستقطب الركاب حول العالم بينما تُصنف مطاراتنا وخطوطنا الجوية من بين الأفضل على المستوى الدولي في ظل مستقبل مشرق للقطاع".
وتعليقا على فوز الإمارات بعضوية مجلس "إيكاو"- قال فهد سعيد محمد الرقباني سفير الدولة لدى كندا أن فوز الإمارات بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي يؤكد المكانة المرموقة للإمارات في مجال الطيران المدني وريادتها عالميا في هذا المجال وتعكس ثقة المجتمع الدولي في دور الإمارات بصناعة النقل الجوي كما أنها تجسد العلاقات الدبلوماسية المتينة التي تتمتع بها الإمارات مع دول العالم في ظل القيادة الرشيدة ومالها من تأثير جلي في ازدهار جميع القطاعات بما فيها قطاع الطيران والنقل الجوي.
وجاء ملف البيئة والتغيير المناخي على رأس أولويات الإمارات، في سياق الجهود الدولية، حيث كان لها دور فعال ومؤثر في هذا المجال كونها أول دولة في المنطقة تقدم خطة عمل بشأن تقليل الانبعاثات في قطاع الطيران المدني في عام 2012 تلها خطة تفصيلية في عام 2018 والتي صنفت واحدة من أفضل الخطط على مستوى العالم من قبل منظمة الطيران المدني الدولي.
كما اختيرت الإمارات من قبل منظمة الطيران المدني الدولي لتمثيل منطقة الشرق الأوسط في مشروع اختبار خطة التعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران المدني قبل اعتماده عام 2018.
ودعمت الإمارات، محليُا وعالميًا، مشروع الوقود الحيوي الذي تبنته شركة الاتحاد للطيران منذ أكثر من 10 سنوات والذي تكلل بإطلاق أول رحلة تجارية باستخدام الوقود الحيوي في يناير من العام الجاري بينما نالت الإمارات عضوية اللجنة المعنية بحماية البيئة في الطيران المدني التابعة لمجلس منظمة الطيران المدني الدولي عام 2016.
وقدم قطاع الطيران المدني في الإمارات، ضمن مبادرات منظمة الطيران المدني الدولي ICAO Ready، الدعم الكامل للمبادرات بإطلاق برامج التعاون الدولي الذي يتضمن على 6 برامج وهي " برنامج الشباب العالمي في الطيران، وبرنامج المرأة في الطيران، ودعم برنامج الغذاء العالمي وبرنامج الزمالة والمساعدات الفنية والمساعدات التدريبية.
وتضمنت مبادرات الدعم الدولي إطلاق " البرنامج الدولي لقيادة الطيران المدني" والذي عقدت دورته الأولى في 24 فبراير الماضي بهدف تحقيق توجهات ورؤية الحكومة في تعزيز العلاقات الأخوية مع الدول العربية من خلال التعرف على أفضل الممارسات لتعزيز النمو في مجال الطيران المدني بينما يأتي إطلاق جائزة الشيخ محمد بن راشد العالمية للطيران والتي تعتبر الأغلى عالميا وتطرح كل 3 سنوات وتهدف إلى تقدير الدول والمؤسسات البحثية والأفراد على إسهاماتهم وإنجازاتهم في القطاع الطيران المدني بالإضافة إلى إطلاق جائزة الابتكار في الطيران المدني وتأسيس مركز الإمارات للابتكار والتجربة وإنشاء مركز التميز للطائرات بدون طيار بالإضافة إلى مركز ابتكار الاتحاد للطيران.
وتتمثل المبادرات النوعية المستقبلية في الطيران والفضاء إطلاق أول قمر صناعي عربي إماراتي 100% إذ تم اعتماد القانون المنظم لقطاع الفضاء الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة بالإضافة إلى التاكسي الطائر حيث تعد الإمارات أول دولة سعت لتنفيذ مشروع التاكسي الطائر ذاتي التحليق منذ عام 2017 وهو في مرحلة التشغيل التجريبي وإعداد قانون خاص به، تليها الطائرات بدون طيار حيث تم إنشاء بيئة محاكاة للطائرات بدون طيار في الدولة لتكون بيئة حاضنة للعمليات التجريبية فيما يأتي الذكاء الاصطناعي لاستخدامه في مجال إدارة المجال الجوي والرقابة في قطاع الطيران .
وحقق قطاع الطيران المدني إنجازات مهمة في قطاع التصنيع من خلال شركة ستراتا التي تقوم بتصنيع هياكل الطائرات التي تحمل شعار"صنع في الإمارات" بينما سيتم افتتاح أول مصنع لأجزاء محركات الطائرات في أبوظبي عام 2022 بالتعاون مع شركة رولزرويس.
وتدعم الإمارات استثمارات التعليم والتدريب في قطاع الطيران من خلال جامعة طيران الإمارات التي تعتبر الأولى والأكبر من نوعها في برامج تدريب مخصصة لقطاع الطيران بينما يأتي إطلاق برنامج الماجستير في قانون الطيران والفضاء الأول من نوعه في المنطقة وذلك بالتعاون مع جامعة الشارقة فيما توفر جامعة خليفة تخصصات متعددة في مجال الطيران والفضاء ويضم قطاع الطيران المدني 65 مركز تدريب مرخص في مجالات الأمن والسلامة و 5 مراكز تدريب على أجهزة المحاكاة و 6 مدارس/ أكاديمية طيران لتأهيل الطيارين على الطائرات ذات الأجنحة الثابتة .
وطرحت الإمارات مواضيع جديدة ومبتكرة لمؤتمرات وملتقيات سنوية بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي وتم استضافتها بالإمارات منذ عام 2008 وحتى 2019: وهي " مؤتمر المفاوضات بشأن خدمات النقل الجوي وملتقى "إيكاو" لعمليات البحث والإنقاذ وورشة عمل معلومات السلامة والمنتدى الإقليمي لسلامة المدارج ومنتدى "إيكاو" لمهابط الطائرات العمودية ومنتدى "إيكاو" للطيران الدولي والبيئة ومؤتمر أنشطة الفضاء الناشئة والطيران المدني ومنتدى "إيكاو" لتدفق الحركة الجوية وقمة ومعرض "إيكاو" بشأن الأمن الإلكتروني وقمة ومعرض تقنية البلوك تشين في قطاع الطيران في 2019.
وتتجسد علاقة قطاع الطيران المدني في الامارات مع منظمة الطيران المدني الدولي من خلال مشاركة أعضاء الدولة من خبراء الطيران في عضوية المجلس التنفيذي للمنظمة واللجان الفنية الدائمة التابعة له.
قد يهمك أيضًا :
أبوظبي تستضيف المؤتمر العام الثامن عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية