"شركة أبوظبي لطاقة المستقبل"

أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" السبت خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة 2017، الذي يقام خلال الفترة 12-21 يناير، تنظيم مسابقة لتصميم المرحلة الثانية من شبكة النقل من دون سائق التي تخدم مدينة مصدر، إحدى أكثر مدن العالم استدامة في أبوظبي، حيث دعت الشركة المختصين في هذا المجال لتقديم ما لديهم من أفكار ومشاريع مقترحة.

وتتطلع المسابقة لتلقي حلول قابلة للتنفيذ وتنسجم مع الأسس الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للاستدامة التي تقوم عليها مدينة "مصدر". وجاء هذا الإعلان خلال الدورة العاشرة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، الحدث الرئيسي ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة.

وسيتم اختيار الشركة الفائزة في المسابقة عبر لجنة متخصصة للاستشارة والمراجعة تضم ممثلين عن مجموعة من أهم الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا النظيفة.
وتعتمد مدينة "مصدر" منذ نوفمبر 2010 على نظام النقل الشخصي السريع، وهو نظام نقل تجريبي يتكون من مركبات عديمة الانبعاثات من دون سائق وتربط موقف السيارات الشمالي للمدينة مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا.

وذكر يوسف باصليب، المدير التنفيذي لإدارة التطوير العمراني المستدام في "مصدر"، الجهة المسؤولة عن تطوير مدينة مصدر: "نحن نعتبر الرواد في استخدام المركبات من دون سائق التي أطلقناها في عام 2010 ويعد نظام النقل الشخصي السريع من المعالم التي تميز مدينة مصدر".

وأضاف أنه "من المثير للاهتمام أن نظام النقل الشخصي السريع والمبتكر في مدينة مصدر قام بنقل أكثر من 2 مليون راكب ووفر كماً هائلاً من البيانات القيمة التي سيكون لها دور كبير في تطوير حلول مستقبلية للمركبات من دون سائق في المدينة ومناطق أخرى. ويسرّنا الآن أن ندعو كبار استشاريي حلول النقل للمساعدة في وضع خريطة طريق مستقبلية للتنقل في مدينة مصدر، وذلك تماشياً مع النمو المتوقع في المدينة خلال الأعوام المقبلة. وسيعزز هذا من قدرتنا على الاستفادة من التطور السريع الذي تشهده المركبات من دون سائق في السنوات الأخيرة، بما ينسجم مع رؤيتنا في إنشاء نظام نقل منخفض الكربون".

وسيتم الإعلان عن معايير المشاركة والتقييم رسمياً نهاية شهر فبراير 2017، وسوف يتعين على المشروع الفائز أن يحقق معايير ومتطلبات محددة، منها أن تعمل المركبات من دون سائق وأن تكون بلا انبعاثات كربونية ولديها القدرة على العمل في الهواء الطلق في الأراضي القاحلة، والمناخ الصحراوي في منطقة الخليج، وعلى المشروع الفائز تطبيق أنظمة السلامة في أبوظبي، وأن يتكامل نظام النقل المقدم مع ممرات المشاة وأنواع المركبات في مدينة مصدر. وسيمتد نظام النقل على طول 1 كيلومتر ليربط بين معهد مصدر ومقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) ومركز التسوق "ماي سيتي سنتر مصدر" الذي تم الإعلان عنه مؤخراً.

وذكر باصليب: "تثبت مدينة مصدر من خلال تقديمها لحلول نقل مستدامة ومجدية تجارياً مثل المركبات الكهربائية والهجينة، قدرات هذه المركبات، مؤكدةً دورها البارز في تعزيز عملية انتشارها واعتمادها".

وتشير أرقام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، التي يقع مقرها في مدينة مصدر، إلى أن قطاع النقل يسهم بنحو 30% من إجمالي الاستهلاك العالمي للطاقة، وحسب وكالة الطاقة الدولية، فقد ارتفعت انبعاثات الكربون الصادرة عن وسائل النقل بنسبة 28% منذ العام 2000.

ووفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، سيستحوذ السوق العالمي للسيارات الكهربائية والهجينة على 35% من المبيعات العالمية للسيارات بحلول 2040، أي أكثر بـ90 مرة من حجم مبيعاتها في 2015.

ويشكل اعتماد حلول نقل مستدامة ومجدية تجارياً محوراً رئيسياً للنقاشات خلال فعاليات دورة هذا العام من أسبوع أبوظبي للاستدامة. وسيتم في داخل منطقة النقل المستدام ضمن القمة العالمية لطاقة المستقبل العاشرة التي تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض عرض مجموعة واسعة من المنتجات والحلول.

ولتسليط الضوء أكثر على أهمية حلول النقل المستدامة خلال أسبوع أبوظبي للاستدامة، سيلقي زار تاكيشي يوتيشي أمادا، رئيس مجلس إدارة شركة "تويوتا"، كلمة رئيسية خلال ملتقى أبوظبي للإجراءات العملية في 16 يناير الجاري.

ويعد التنقل المستدام أحد العناصر الأساسية لمشاريع التوسع في مدينة مصدر. فإلى جانب ممرات المشاة والمسارات المخصصة للدراجات، يتضمن المخطط الرئيسي للمدينة شبكة للسكك الحديدية الخفيفة ونظاماً للنقل العام السريع، هذا إلى جانب خط المترو الذي يجري حالياً التخطيط له ومن المقرر أن يربط بين مطار أبوظبي الدولي ووسط مدينة أبوظبي.