سهام أحمد - صوت الامارات
شهد رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم يوم أمس الإثنين، في افتتاح الدورة الثامنة من منتدى سراييفو للأعمال 2017 في العاصمة البوسنية، بحضور مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي رئيس مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي محمد الشيباني، ويأتي ذلك فيما تسعى دبي إلى بناء تحالفات استراتيجية مع الأسواق الواعدة، وقد ألقى رئيس جمهورية البوسنة والهرسك ملادين إيفانتش كلمة رحّب فيها بالوفود المشاركة في المنتدى، داعيًا المستثمرين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في بلاده.
ويسلّط المنتدى الذّي يستمر على مدى يومين برعاية كلّ من بنك دبي الإسلامي، ومصرف أبوظبي الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية تحت عنوان "منطقة واحدة، اقتصاد واحد" الضوء على الفرص الاستثمارية في جمهورية البوسنة والهرسك خصوصًا ودول البلقان بشكل عام، وتسعى دبي إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع البوسنة والهرسك مستفيدة من مكانتها كعاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي وإضافة إلى موقعها كمركز دولي للتجارة وعمليات إعادة التصدير حيث يشارك في الدورة الثامنة من أعمال المنتدى هذا العام عدد من المؤسسات الإماراتية أبرزها مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي ومؤسسة دبي لتنمية الصادرات بالإضافة إلى 14 شركة ضمن بعثة المؤسسة الرامية إلى استكشاف الفرص التصديرية في البوسنة وصربيا ودول البلقان.
وشارك في المنتدى فيه وفود من نحو 30 دولة بالإضافة إلى المشاركة الإماراتية المميّزة، إذ ألقى نائب المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات محمد علي الكمالي كلمة في جلسة حوارية بعنوان "الجسور والروابط التجارية في جنوب شرق أوروبا" عن التكامل الاقتصادي بين الدول الآسيوية مع أسواق دول البلقان وإمكانية مضاعفة فرص الاستثمارات التصديرية في ما بينها، منوّهًا بتجربة دبي الرائدة في الربط بين الأسواق وكيفية استحداث استراتيجيات متنوعة بين الأسواق المجاورة حيث باتت الإمارة مركزاً تجارياً رائداً في محال التصدير وإعادته نحو أسواق واعدة، مشيرًا إلى حجم الفرص التّي توفرها أسواق البلقان إلى المجتمع التصديري العالمي، مؤكدًا أهّمية تبنّي استراتيجيات متنوّعة للدخول إلى هذه الأسواق من خلال بناء تحالفات تصديرية عديدة مع الشركات في هذا الأسواق التّي يجب علينا التركيز عليها وعلى ما يقارب 30 مليون نسمة حول هذه الأسواق، لافتًا إلى دور مؤسسة دبي لتنمية الصادرات في دعم المصدرين من دبي والإمارات بشكل عام حيث قال: "تأتي مشاركتنا في رعاية ودعم هذا الملتقى من منطلق بناء تحالفات استراتيجية مع هذه الأسواق الواعدة".
وأعلنت المؤسسة خلال مشاركتها عن دعم ورعاية أعمال ملتقى سراييفو للأعمال لمدة 3 سنوات قادمة انطلاقًا من استراتيجيتها لرصد الفرص المستقبلية عبر البوسنة والأسواق المجاورة، ويسجّل هذا الملتقى مشاركة متميّزة لوفود من مختلف دول العالم، حيث تنظّم المؤسسة على هامشه لقاءات أعمال للشركات الإماراتية المشاركة بعد النجاح الكبير لها في صربيا.
وأعلن المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي عبد الله محمد العور: "عندما انطلقت مبادرة دبيّ عاصمة الاقتصاد الإسلامي في العام 2013 بهدف المساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تمّ وضع استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الاقتصاد الإسلامي عبر قطاعات حيوية"، مضيفًا أنّه "منذ ذلك الوقت وحتى اليوم تواصل دبي والإمارات تحقيق إنجازات متميّزة من حيث تطوير المنظومة التشريعية للاقتصاد الإسلامي وإطلاق مبادرات هامة مثل المنتدى الدولي لهيئات اعتماد الحلال والهيئة الشرعية العليا للخدمات المالية والمصرفية الإسلامية"، وهذه الجهود وغيرها تشكّل أساسًا متينًا لروّاد الأعمال والمستثمرين في جميع أنحاء العالم للتعاون والمساهمة في النمو المستدام للإنتاج والتجارة في الاقتصاد الإسلامي
وصرّح في كلمة ألقاها نيابة عنه المستشار في مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي خالد الجناحي قائلًا: "يشكّل المسلمون الشباب الشريحة الأسرع نموًّا على مستوى العالم، ممّا يجعلهم فئة أساسية من عملية الإنتاج والاستهلاك حول العالم، ومن خلال عملنا على تطوير منظومة الاقتصاد الإسلامي، نلمس بشكل مستمر طموح ورغبة لدى هؤلاء الشباب تجاه فرص الاستثمار المسؤول الذي يقود النمو المستدام".
وأكّد رئيس البنك الإسلامي للتنمية بندر الحجار بأنّ تحسين بيئة الأعمال في جمهورية البوسنة والهرسك من شأنه أن يعزّز من قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر فيها وكذلك في منطقة البلقان، مركّزًا على أهمّية الاستثمار المباشر لأصحاب رؤوس الأموال في تنويع محافظهم الاستثمارية، داعيًا المستثمرين إلى الاستفادة من الفرص الواعدة في دول البلقان، وأضاف قائلًا بأنّ "البنك وعلى مدار 42 عامًا منذ تأسيسه دعم الدول المنضوية تحت عضويته والبالغة 57 دولة بنحو 100 مليار دولار كتمويلات كان لها مردودًا حقيقيًّا على أرض الواقع.
استفادة من تجربة الإمارات
أكّد الرئيس الكرواتي الأسبق ستيبان مسيتش (تولّى الرئاسة خلال الفترة من 2000-2010) أنّ بلاده تسعى إلى نقل التجربة الناجحة لدبي والإمارات في التنمية الشاملة اقتصاديًا واجتماعيًا، حيث أعلن في تصريحات إلى "البيان الاقتصادي" على هامش منتدى سراييفو للأعمال أنّ تجربة دبي في جذب الاستثمارات الأجنبية وتحوّلها إلى مركز عالمي للأعمال والتجارة، جعل منها نموذجًا يحتذى للدول الراغبة في تسريع معدّلات النموّ الاقتصادي، مضيفًا بإنّ بلاده تشهد منذ سنوات انفتاحًا على العالم، وتسعى إلى جذب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات كافة، داعيًا المستثمرين الإماراتيين إلى لاستفادة من الفرص المتاحة في بلاده، لافتًا إلى أنّ هناك العديد من التسهيلات الرامية إلى جذب رؤوس الأموال، حيث ركّز الرئيس الكرواتيّ على اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية مع الإمارات، مشيرًا إلى أنّه لمس أثناء زيارته إلى الدولة اهتمامًا بالتعاون مع كرواتيا في المجالات كافّة.