أبوظبي – صوت الإمارات
السفر والاحتكاك بالثقافات الأخرى أصبحا هاجساً ملحاً لدى كثير من الشباب الإماراتيين، الذين أدركوا أنه الوسيلة الأمثل لاكتساب الخبرات العملية في الحياة، وتطوير المهارات الشخصية، لذلك لم تتردد الإماراتية، آمنة الدباغ، في الانضمام إلى"برنامج التدريب في البندقية"، الذي يقدم من خلاله الجناح الوطني لدولة الإمارات في المعرض الدولي للعمارة في دورته الـ15، التي تقام خلال الفترة من 28 أيار/مايو الماضي حتى 27 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، فرص تدريب لشباب الإمارات، عبر دورات مدة الواحدة منها شهر كامل، يعملون خلالها مشرفين على الجناح.
وأشارت الدباغ إلى أن المشاركة في برنامج التدريب تمثل فرصة مهمة جداً لجميع دارسي الهندسة المعمارية والفنون، نظراً إلى أهمية بينالي البندقية حدثاً فنياً وثقافياً على مستوى العالم، ومشاركة عدد ضخم من الدول بأجنحة تتضمن أعمالاً من الصعب أن تتجمع في حدث آخر.
وأوضحت الدباغ، التي درست الفنون الجميلة بالجامعة الأميركية في دبي، قسم الاتصال المرئي، والهندسة المعمارية تخصصاً فرعياً، إن المشاركة في الإشراف على الجناح الرسمي لدولة الإمارات في البينالي مصدر فخر وشرف كبير تحصل عليه هي وزملاؤها المشاركون معها، لافتة إلى أنها كانت تسعى للمشاركة في البرنامج منذ خمس سنوات عندما بدأت دراستها الجامعية، وتحققت هذه الرغبة في العام الجاري.
وأوضحت أن الاستفادة من تجربتها في بينالي البندقية لم تقتصر على الجانب المهني لديها فقط، لكنها استفادت كفنانة تعتمد في أعمالها الفنية على المزج بين الغرافيك والتصميم والهندسة المعمارية، كما تركز فيها على استغلال المساحة كأحد عناصر جماليات العمل الفني ومكوناته، إذ وجدت في أجنحة الدول المشاركة في البينالي الكثير من الأفكار المبتكرة التي أضافت لها الكثير. وأوضحت "كنت أقضي ساعات أتجول بين أجنحة البينالي وأتأمل الأعمال المعروضة، وربما أعود إلى أعمال بعينها مرة أخرى"، مشيرة إلى أن أهم ما يميز البينالي هو الاختلاف الواسع في زوايا التناول للثيمة الرئيسة التي وضعها القيّم على المعرض أليخاندرو أرافينا، وهي "استشراف آفاق المستقبل".
وأضافت الدباغ "تركز مشاركة الجناح الرسمي لدولة الإمارات في البينالي على ثيمة البيوت الشعبية في الإمارات وتطورها، ويتميز الجناح بتقديم أبحاث ثرية ومتعددة عن البيوت الشعبية، ويعد من أكثر الأجنحة التي تقدم أبحاثاً ومراجع، ولذلك استفدت منه كثيراً ومن المعلومات المستفيضة التي يقدمها".
وذكرت أن المشاركة في الإشراف على الجناح الرسمي سبقتها فترة إعداد وتدريب للمشاركين، تركزت في تدريبهم على استقبال زوار الجناح وتقديم المعلومات الخاصة به بأسلوب شيق، والتعامل مع مختلف المواقف التي يمكن أن تواجههم خلال وجودهم في الجناح، لافتة إلى أن هذه الأمر لم يكن صعباً؛ فكثير من هذه المهارات موجودة لديها. المشاركة في بينالي البندقية للعمارة هذا العام لا تمثل المشاركة الأولى لآمنة الدباغ؛ بحسب ما أوضحت، إذ سبق أن شاركت في الدورة الصيفية لبرنامج التعددية الثقافية ومهارات القيادة بكلية آل مكتوم للدراسات العليا في أسكتلندا، التي استمرت شهراً، وسافرت إلى ألمانيا في تدريب مع الجامعة الأميركية بدبي، كما زارت أذربيجان ضمن برنامج "الفنان المقيم" حيث أقامت أول معرض فردي لها هناك، وتحديداً في باكو، بعد العديد من المشاركات في معارض فنية جماعية في الإمارات.
وأشارت الدباغ إلى أن دعم أسرتها لها يلعب دوراً مهماً في تشجيعها على المشاركة في هذه الفعاليات والأحداث، مضيفة: "لم أجد أي معارضة من الأسرة لفكرة سفري أو المشاركة في الفعاليات والبرامج التدريبية التي انخرطت فيها، فأسرتي تدرك تماماً أهمية مثل هذه التجارب والعائد الكبير الذي أحصل عليه منها، سواء على مستوى تنمية وتطوير شخصيتي، وكذلك في اكتساب الخبرات العملية التي تؤهلني للنجاح في العمل والحياة عموماً". كما اعتبرت أن السفر خلال شهر رمضان لم يمثل مشكلة لها.