معرض المطارات

انطلق في دبي، الثلاثاء، "معرض المطارات" في دورته السادسة عشرة، بمشاركة 300 عارض من أكثر من 55 دولة، في وقت شهد فيه العالم حوادثًا متفرقة استهدفت فيها جماعات إرهابية عددًا من المطارات والطائرات، ما دفع صناع القرار إلى التركيز على أمن المطارات وتحويلها إلى "مطارات ذكية". ويأتي المعرض، الذي افتتحه رئيس "هيئة دبي للطيران المدني"، ورئيس "مطارات دبي" الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، في وقت رصدت فيه العديد من دول العالم استثمارات ضخمة لتطوير المطارات القائمة وإنشاء مطارات جديدة، وتقدر هذه الاستثمارات بنحو 440 بليون دولار، تشمل 340 مشروعًا لمطارات جديدة، ونحو 1520 مشروعًا إنشائيًا في مطارات قائمة بالفعل، وذلك حتى منتصف العام الجاري، والجدير بالذكر أن 100 مشروع منها يخص منطقة الشرق الأوسط، نصفها عبارة عن مطارات جديدة.

 

وأكد الشيخ أحمد بن سعيد أن المطارات في المنطقة العربية تنمو بشكل لافت، إذ شرع عدد من دول المنطقة في إطلاق برامج توسيع وتطوير ضخمة للمطارات، ما سيكون له أثر اقتصادي إيجابي على المنطقة بأسرها مشيرًا إلى أن تطوير المطارات لعب دورًا مهمًا في خطط دبي الاستراتيجية، حيث وفر الآلاف من فرص العمل من جهة، وساهم في تأمين محرك النمو الاقتصادي الحيوي لدبي من جهة أخرى.

 

ومن جانبه قال مدير مجموعة المعارض في شركة "ريد إكزيبيشنز الشرق الأوسط" دانييل قريشي إن الشرق الأوسط أظهر قابلية غير مسبوقة لنمو الطيران، لافتًا إلى أن الهيئات الإقليمية المسؤولة تقوم حاليًا بعمليات التطوير اللازمة المطارات، وذلك لمجاراة الارتفاع الضخم المتوقع في أعداد المسافرين، خلال العقد المقبل.

 

وتوقع تقرير لـ "مركز المحيط الهادئ للطيران" أن يشهد قطاع تشييد المطارات في منطقة الشرق الأوسط منحى تصاعديًا، مع وجود استثمارات في المطارات في الإمارات وحدها بقيمة 32.7 بليون دولار، لافتًا إلى أن تطوير المطارات يعد أحد أهم عوامل التنمية وجذب الاستثمارات في المنطقة.

 

ويندرج مطار آل مكتوم الدولي في دبي ضمن أبرز مشاريع المطارات في المنطقة، مع استثمار بقيمة 8 بلايين دولار، وكان المطار، الذي يتمتع بطاقة استيعاب سنوية متوقعة تبلغ 12 مليون طن من الشحن، وما بين 160 - 260 مليون مسافر، قد انتهى مؤخرًا من تشييد مبنى مسافرين مساحته 66 ألف متر مربع، ومواقف تسمح بركن 64 طائرة، ومدرج بطول 4.5 كيلومتر. ويعمل مطار دبي الدولي حاليًا على برنامج تطوير تبلغ ميزانيته 7.8 بليون دولار، لتوسيع المطار والمجال الجوي، بهدف تعزيز القدرة الاستيعابية للمطار من 60 مليون إلى 90 مليون مسافر بحلول العام المقبل. وتتضمن الخطة تشييد مباني مسافرين ومناطق "كونكورس" إضافية على مساحة تبلغ 675 ألف متر مربع.

 

ومن المتوقع إنجاز مشروع مطار عجمان الدولي، الذي تبلغ كلفته الاستثمارية 600 مليون دولار، عام 2018، وسيقوم المطار بخدمة ما يزيد على مليون مسافر سنويًا. ومن المنتظر أن يحظى مطار أبو ظبي عام 2017 بمجمع مبانٍ جديد، ويُتوقع أن يضاعف المشروع، الذي تبلغ قيمته 2.9 بليون دولار، من القدرة الاستيعابية للمطار، وهو مقر طيران الاتحاد، لتصل إلى 30 مليون مسافر سنويًا.

 

وعلى صعيد ذي صلة، بدأ مطار الملك عبدالعزيز الدولي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية تنفيذ عملية تطويره الثلاثية المراحل، التي تبلغ الميزانية المرصودة لها 1.5 بليون دولار. ويهدف المشروع إلى التعامل مع ما يزيد على 30 مليون مسافر سنويًا. وتتضمن المرحلة الأولى مجمع مبانٍ، وبرج مراقبة، وطرقًا ومرافق تبلغ مساحتها 400 ألف متر مربع.

 

ومن جانبها شرعت سلطنة عُمان بتنفيذ مشاريع طيران يمتد العمل بها لخمس سنوات مقبلة، بكلفة بلغت 6.1 بليون دولار، حيث تتضمن عمليات تطوير جوهرية للمباني في مطاري مسقط وصلالة الدوليين، وإنجاز أربعة مطارات إقليمية جديدة في صحار، ورأس الحد، والدقم، وأدم. كما تعمل مملكة البحرين على تنفيذ مشروع قيمته 1.1 بليون دولار لتوسيع مطار البحرين الدولي، بهدف وصول قدرته الاستيعابية إلى 13.5 مليون مسافر سنويًا.