غرفة تجارة وصناعة دبي

بحثت غرفة تجارة وصناعة دبي في مقرها عدداً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بالتعاون والشراكات الاقتصادية بين مجتمع الأعمال في دبي، ونظيره في كل من الباراغواي وكوستاريكا، وذلك خلال استقبال الغرفة الأربعاء لوفدين رفيعي المستوى برئاسة فخامة الرئيس هوراسيو كارتيس، رئيس جمهورية الباراغواي، وفخامة لويس غييرمو سوليس ريفيرا، رئيس جمهورية كوستاريكا.
وكان في استقبال الوفدين الزائرين ماجد رحمه الشامسي، النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي بحضور أعضاء مجلس إدارة غرفة دبي وحمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي، وعدد من أبرز قيادات ورجال الأعمال في الإمارة، حيث ركز النقاش على كيفية الاستفادة من العلاقات القوية المشتركة في تحفيز الشراكات الاقتصادية في قطاعات ومجالات مختلفة أبرزها الأمن الغذائي.
وخلال الاجتماع مع فخامة الرئيس هوراسيو كارتيس، رئيس جمهورية الباراغواي، دعا الرئيس مجتمع الأعمال في دبي إلى القدوم إلى بلاده، والاطلاع عن كثب على الفرص الاستثمارية، موجهاً دعوة مفتوحة لغرفة دبي لتنظيم بعثة تجارية تضم رجال الأعمال المهتمين بالاستثمار المشترك، مبدياً استعداد بلاده لتوفير كل الدعم والتسهيلات للقطاع الخاص في دبي، مشيراً إلى أن بلاده تمتلك إمكانات هائلة في قطاعات حيوية تهم مجتمع الأعمال في دبي.
واعتبر فخامته إن بلاده قادرة على أن تبهر المستثمرين بقدراتها وإمكاناتها، مشدداً على الرغبة بإنشاء علاقة استراتيجية طويلة المدى مع دبي، منوهاً بالاتفاقيات التي وقعت مؤخراً مع دولة الإمارات، والتي تؤشر لمرحلة جديدة وانطلاقة قوية للعلاقات الاقتصادية المشتركة.
وتحدث معالي غوستافو ليتي وزير الصناعة والتجارة في الباراغواي عن مزايا الاستثمار في بلاده، مشيراً إلى وجود 3 ركائز للتطوير في الباراغواي وهي توفير الطعام والأغذية للعالم، والتحول لمصنع للمنطقة بالإضافة إلى تعزيز مكانة بلادهم كمركز لوجيستي لأميركا اللاتينية، متحدثاً عن أن قطاع الأغذية يعتبر أحد القطاعات الرئيسة في اقتصاد الباراغواي، حيث تعتبر سوقاً رائدةً في مجال لحوم الأبقار، وهي تحتل المرتبة الرابعة عالمياً كأكبر دولة منتجة لفول الصويا، والمرتبة السادسة كأكبر دولة مصدرة للحوم البقر، بالإضافة إلى كونها الدولة الاستوائية الوحيدة التي تصدر القمح، معدداً كذلك قطاعات الطاقة النظيفة والخدمات اللوجستية كأبرز قطاعات التعاون المشترك.
وأكد ماجد رحمة الشامسي اهتمام غرفة دبي بأسواق القارة اللاتينية باعتبارها سوقاً خصبة للمنتجات الزراعية والغذائية بجانب احتوائها على فرص مجزية في قطاعات البنية التحتية والتجارة والنقل والخدمات، لافتاً بأن دبي تتطلع لتأمين احتياجاتها الغذائية، خصوصاً أنها تولي اهتماماً كبيراً بمسألة الأمن الغذائي، مشيراً إلى أن الباراغواي يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في هذا المجال. وخلال كلمته أمام الوفد الزائر، دعا الشامسي إلى تأسيس شراكاتٍ بين الشركات الإماراتية ونظيراتها من الباراغواي لتطوير الأفكار وفرص الأعمال المشتركة، معتبراً إن بعد المسافة ليست عائقاً أمام التعاون الثنائي الاستراتيجي في مجالات مختلفة تخدم المصالح المشتركة لمجتمعي الأعمال في البلدين.
وحث الشامسي شركات الباراغواي على القدوم إلى دبي، واتخاذها قاعدةً للتوسع نحو أسواق المنطقة، مشيراً في هذا المجال إلى أن دبي تتيح مزايا تنافسية للاستثمار بسبب توفر عدة عوامل أهمها الموقع الجغرافي والاستراتيجي المهم بين الشرق والغرب، والدعم الحكومي المتميز، والفرص الاستثمارية الهائلة، بالإضافة إلى وجود الرغبة لدى القطاع الخاص بالتوجه نحو الأسواق اللاتينية الواعدة.
وأضاف النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة دبي أن التجارة والسياحة والخدمات المالية واللوجستية توفر الركائز الأساسية لاقتصاد دبي، وهي القطاعات التي تملك إمكاناتٍ كبيرة للاستثمار والنمو، مشيراً إلى أن التعاون التجاري الحالي بين دبي والباراغواي لا يرقى إلى مستوى الطموحات والإمكانات التي يمتلكها الجانبان، حيث تحتل الباراغواي المرتبة 151 على لائحة الشركاء الاستراتيجيين للإمارة.
واعتبر الشامسي أن المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية قد وفر منصة مثالية لاستكشاف الفرص المشتركة، وتعزيز الوعي حول أهمية السوق الباراغوانية كمصدر رئيس لواردات الأغذية والصناعات الغذائية لإمارة دبي، مؤكداً إن اللقاء اليوم يعتبر محطة سيتبعها محطات أخرى من التعاون الثنائي المشترك. ودعا بوعميم إلى البناء على مناخ التعاون القائم لتعزيز الشراكات التجارية والاقتصادية بين الجانبين، خصوصاً أن دبي تستورد نحو 90% من ما تستهلكه، وبالتالي فإن مسألة الأمن الغذائي تعتبر مسألة حيوية بالنسبة لتجار دبي.
وكشف مدير عام غرفة دبي أن الغرفة تدرس حالياً إمكانية إرسال بعثة تجارية إلى كل من الباراغواي وكوستاريكا قبل نهاية النصف الأول من العام الحالي، بغرض استكشاف الفرص الاستثمارية المشتركة المتاحة في هذه الأسواق الواعدة. وخلال اللقاء مع فخامة لويس غييرمو سوليس ريفيرا، رئيس جمهورية كوستاريكا، اعتبر فخامة الرئيس إن العلاقات بين بلاده ودولة الإمارات دخلت مرحلة جديدة من النمو والتطور بعد توقيع اتفاقية الإعفاء من تأشيرة الدخول المسبقة لمواطني البلدين، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تدل على الثقة بين الجانبين، وتعكس الآمال المتوقعة لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
وأكد ماجد رحمة الشامسي، النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة دبي أن العلاقات الاقتصادية مع كوستاريكا تستمد قوتها من متانة العلاقات السياسية الوطيدة بين الجانبين، معتبراً أن كوستاريكا تعتبر بوابة لتجارة دبي الخارجية إلى أسواق أميركا الوسطى والبحر الكاريبي وأسواق أميركا الشمالية.