المجلس الأعلى للبترول

أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول، أن دولة الإمارات تمثل عنصر استقرار في سوق النفط العالمية، ودولة رائدة في مجال استشراف مستقبل الطاقة، وتنويع مصادرها.وترأس سموه، أمس، اجتماع المجلس الأعلى للبترول، واطلع خلاله على أداء شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” خلال الفترة المنتهية من العام الجاري، وعلى خططها المستقبلية.

وأعلن المجلس الأعلى للبترول عن اكتشاف وإضافة احتياطات هيدروكربونية جديدة تقدر بسبعة مليارات برميل من النفط الخام و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، ما يضع دولة الإمارات في المركز السادس عالميًا من حيث احتياطات النفط والغاز العالمية، كما اعتمد قرارًا تاريخيًا بإطلاق آلية تسعير جديدة ل”خام مربان” القياسي الذي تستخدمه “أدنوك” لبيع إنتاجها من النفط الخام، وصادق على إلغاء القيود الحالية للوجهات على مبيعات “مربان”.

مركز عالمي للنفط

وتفصيلًا، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلى للبترول، دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، خطط وجهود تطوير قطاع النفط والغاز، وزيادة القدرات الإنتاجية فيه، ومساعي شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” لاستثمار موارد الطاقة، بما يضمن تحقيق قيمة مستدامة لدولة الإمارات وشعبها.

وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال ترؤسه اجتماع المجلس الأعلى للبترول في مقر “أدنوك” الرئيس، أمس، بإطلاق آلية تسعير جديدة ل”خام مربان” القياسي، التي ستسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وأبوظبي و”أدنوك”، مركزًا عالميًا في قطاع النفط العالمي، من خلال تمكين “مربان أبوظبي” كخام يتداول في الأسواق.

وأثنى سموه على الجهود التي تبذلها شركة “أدنوك” والشركات الوطنية الرائدة لتطوير أدائها، خصوصًا ما يتعلق بالتركيز على الاستثمار في الكوادر البشرية المواطنة، وتعزيز المرونة والقدرات التنافسية، لضمان استمرار دورها في مسيرة النمو والتطور، من خلال تحقيق أقصى قيمة من الموارد الهيدروكربونية.

وأكد سموه أن دولة الإمارات تمثل عنصر استقرار في سوق النفط العالمية، ودولة رائدة في مجال استشراف مستقبل الطاقة، وتنويع مصادرها، وإيجاد حلول مستدامة لها، في الوقت الذي تسعى فيه إلى الاستثمار الأفضل والأمثل لمواردها من النفط والغاز.

طموحات اقتصادية

وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى دور “أدنوك” المحوري في تحقيق الطموحات الاقتصادية والتنموية لدولة الإمارات، وجهودها لاستقطاب الاستثمارات الخارجية، من خلال نهج التوسع في بناء الشراكات الاستراتيجية، وتوفير فرص استثمارية مشتركة، تسهم في تحقيق أقصى قيمة من أعمالها في جميع جوانب ومراحل قطاع النفط والغاز.

وأكد سموه أن الكوادر البشرية الإماراتية المؤهلة في قطاع النفط والغاز لها دورها المحوري في تنفيذ خطط الدولة الطموحة في هذا المجال، التي تتكامل مع رؤاها وخططها للتنمية الوطنية الشاملة والمستدامة.

قرار تاريخي

إلى ذلك، أعلن المجلس الأعلى للبترول، خلال الاجتماع، عن اكتشافات وزيادات في احتياطات النفط والغاز في إمارة أبوظبي، من خلال جهود “أدنوك” التي أسهمت في تحقيق إنجاز تاريخي تمثل في تقدم دولة الإمارات من المركز السابع إلى السادس عالميًا من حيث احتياطات النفط والغاز، وتعزيز مكانتها موردًا عالميًا موثوقًا لإمدادات دائمة ومستقرة من الطاقة.

كما اعتمد المجلس قرارًا تاريخيًا استراتيجيًا بإطلاق آلية تسعير جديدة ل”مربان”، خام النفط القياسي الذي تستخدمه “أدنوك” لبيع إنتاجها من النفط الخام من الحقول البرية. وصادق المجلس على إلغاء القيود الحالية للوجهات على مبيعات “مربان”. واستعرض التقدم الذي تحقق في استراتيجية “أدنوك” للتوسع في عملياتها بمجال التكرير والبتروكيماويات.

احتياطات جديدة

وأعلن المجلس الأعلى للبترول عن اكتشاف وإضافة احتياطات هيدروكربونية جديدة تقدر بسبعة مليارات برميل من النفط الخام، و58 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز التقليدي، ما يضع دولة الإمارات في المركز السادس عالميًا من حيث احتياطات النفط والغاز العالمية، بإجمالي احتياطات يبلغ 105 مليارات برميل من النفط، و273 تريليون قدم مكعبة من الغاز التقليدي. وتعد هذه الاكتشافات الكبيرة إنجازًا تاريخيًا منذ الإعلان عن آخر تحديث حول احتياطات الدولة قبل ثلاثة عقود. كما أعلن المجلس عن اكتشاف موارد غاز غير تقليدية قابلة للاستخلاص تقدر ب160 تريليون قدم مكعبة قياسية. وتعد هذه الاكتشافات الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، في مؤشر لبداية مرحلة جديدة في تطوير الموارد الهيدروكربونية غير التقليدية.

الأداء المتميز

وأكد المجلس خلال الاجتماع أهمية الثقافة المؤسسية القائمة على الأداء المتميز، والمستندة إلى الكوادر البشرية من أصحاب الكفاءات المتخصصة، كما أثنى على جهود “أدنوك” المستمرة لتوظيف التكنولوجيا وأحدث التطبيقات الرقمية في أعمالها في مختلف مجالات ومراحل قطاع النفط والغاز، ومبادراتها لتطوير وتمكين الكوادر المواطنة، وتعزيز القيمة من موارد أبوظبي الهيدروكربونية.

 

استراتيجية تجارية

 

واعتمد المجلس الأعلى للبترول استراتيجية “أدنوك” التجارية الجديدة، التي تأتي في أعقاب تأسيس “أدنوك للتجارة العالمية” في يوليو الماضي، المشروع التجاري المشترك الجديد مع كل من “إيني” الإيطالية و”أو إم في” النمساوية، والذي سيركز على المبيعات المباشرة، وتداول منتجات “أدنوك للتكرير”.

 

واستعرض التقدم الذي تحقق في استراتيجية “أدنوك” للتوسع في عملياتها في مجال التكرير والبتروكيماويات، التي تهدف إلى زيادة القيمة، وتمكينها من تحقيق أكبر العائدات من كل برميل نفط تنتجه.

 

توسعة وتطوير

 

وعقب اجتماع المجلس الأعلى للبترول، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بجولة في مشروع أعمال التوسعة والتطوير لمجمع المقر الرئيس لشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، واطلع خلالها على المعالم العمرانية التي أنشئت أخيرًا، وأبرزها نافورة المياه.

 

واستمع سموه إلى شرح حول أهم المرافق الجديدة في مجمع أدنوك الرئيس، ثم قام بجولة في النفق الداخلي الذي يربط بين المواقف المخصصة للموظفين والزوار والمدخل الرئيس للردهتين الشمالية والجنوبية، تبعها جولة عبر الممر العلوي (الخارجي) الرابط بين المدخل الرئيس للمبنى ومركز أدنوك للاستقبال.

 

حضر اجتماع المجلس: سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ووزير الطاقة والصناعة سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، ووزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” ومجموعة شركاتها، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، فضلًا عن عدد من كبار المسؤولين.

كوادر مواطنة

استطاعت شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” استقطاب الكوادر البشرية المواطنة من أصحاب الكفاءات الواعدة، ودعمهم وتطويرهم، وتوظيف أكثر من 3200 مواطن ومواطنة من ذوي المؤهلات المتقدمة منذ عام 2016. وتخطط لتوظيف 1258 من الكوادر المواطنة، بمن فيهم 600 من برنامج مبتعثي “أدنوك” بنهاية عام 2019، وكذلك توظيف أكثر من 3000 مواطن ومواطنة خلال السنوات المقبلة