واشنطن ـ يوسف مكي
أعلن «الاحتياطي الفيدرالي» (البنك المركزي الأميركي)، أن رئيسه جيروم باول ذكّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع في البيت الأبيض، بأن قرارات السياسة النقدية تتخذ خارج نطاق الاعتبارات السياسية، حيث أوضحت المؤسسة المالية الأميركية، أن باول قال، إن زملاءه في اللجنة النقدية - وهو شخصياً - سيواصلون وضع السياسة النقدية بموجب الصلاحيات القانونية لـ«الاحتياطي الفيدرالي»، وخصوصاً لدعم حد أقصى من التوظيف وتأمين استقرار الأسعار. وأضاف «الاحتياطي الفيدرالي»، أنهم سيتخذون القرارات «بالاستناد حصراً إلى تحليل دقيق وموضوعي وغير سياسي».
من جهته، تحدث الرئيس الأميركي في تغريدة مساء الاثنين، اتسمت بطابع ودي غير معتاد، عن «اجتماع جيد جداً وودي في البيت الأبيض مع جاي (جيروم) باول». وأضاف ترمب «ناقشنا كل شيء، بما في ذلك معدل الفوائد والمعدلات السلبية والتضخم الضعيف وتعزيز الدولار وتأثيره على القطاع الصناعي والتجارة مع الصين والاتحاد الأوروبي وغيرهما».
وينتقد ترمب في أغلب الأحيان قرارات «الاحتياطي الفيدرالي» ورئيسه الذي عيّنه بنفسه. وقبل أشهر قال ترمب، إنه ندم على تعيين باول، وحمّل «الاحتياطي الفيدرالي» مسؤولية التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وفي تغريدة ثانية مساء الاثنين، كتب ترمب، إنه عبّر خلال الاجتماع عن أسفه «لأن معدلات فائدة (الاحتياطي الفيدرالي) مرتفعة جداً بالمقارنة مع معدلات الفائدة في بلدان منافسة». وأضاف: «في الواقع، يجب أن تكون أسعار الفائدة لدينا أقل من الآخرين جميعهم (نحن الولايات المتحدة). دولار قوي للغاية يضر بالمُصنعين والنمو!».
وأوضح «الاحتياطي الفيدرالي»، أن اجتماع الاثنين الذي كان يهدف إلى مناقشة الاقتصاد والنمو والوظيفة والتضخم، عقد بطلب من الرئيس وبحضور وزير الخزانة ستيفن منوتشين.
وأكد أن باول كرر التصريحات التي أدلى بها خلال جلسات الاستماع الأخيرة في الكونغرس الأسبوع الماضي. وأضاف أنه «لم يناقش توقعاته في مجال السياسة النقدية إلا ليؤكد على أن مسار السياسة سيكون مرتبطاً بالكامل بالمعلومات التي تؤثر على الآفاق الاقتصادية». ويعود الاجتماع السابق بين ترمب وباول إلى فبراير (شباط) الماضي. كان مجلس «الاحتياطي الأميركي» قد خفض أسعار الفائدة في العام الحالي ثلاث مرات بنسبة 0.25 في المائة في كل مرة. ويتراوح سعر الفائدة الاسترشادي حالياً بين 1.50 و1.75 في المائة، لكن المجلس لم يعد في آخر مرة بإجراء تخفيض جديد على الفائدة. وتأتي تلك الأنباء بينما تنتظر الأسواق العالمية اليوم صدور محضر اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» الأخير الذي عقد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ وذلك لاستشفاف أي مؤشرات حول توجهات المجلس نحو أسعار الفائدة في الفترة المقبلة. وستبحث السوق عن تأكيدات حول ما إذا كان البنك المركزي الأميركي سيوقف مؤقتاً دورة التيسير النقدي، حسبما ذكرت صحيفة «فايننشيال تايمز». وأشار باول في مؤتمر صحافي عقده عقب الاجتماع الشهر الماضي، إلى أن ما يسمى «تصحيح منتصف الدورة» قد انتهى الآن؛ مما يعني أن «الفيدرالي» لن يقوم بخفض رابع لأسعار الفائدة في اجتماعه الشهر المقبل؛ على الأرجح.
قد يهمك أيضًا :