واشنطن ـ يوسف مكي
تراجعت أسعار النفط بشكل غير مسبوق، وسط فرار المستثمرين من السوق الذي عصفت به زيادة الإمدادات الفائضة، وآفاق الطلب غير الواضحة.
وقال موقع "بلومبرغ" في هذا السياق "إن العقود الآجلة أنخفضت بنسبة 7.1% في نيويورك يوم الثلاثاء في أكبر انخفاض في يوم واحد خلال ثلاث سنوات، وجاءت توقعات أوبك الوخيمة لعام 2019، في وقت يرتفع فيه الإنتاج والأحتياطي الأميركي من النفط".
وفي هذه الأثناء، قد يؤدي انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تغريدة على "تويتر"، لخطة المملكة العربية السعودية للحد من الإنتاج، إلى عدول الدول الأخرى عن مثل هذا لقرار، نظرا إلى تأثير تعليقات ترامب السابقة على إجراءات أوبك.
وقال وارت باترسون أحد كبار الخبراء الاستراتيجيين في بنك (آي إن جي) "بالتأكيد هذه التغريدة لن تساعد الأسعار"، مضيفا "بالنظر إلى الفائض العالمي المتزائد خلال النصف الأول من عام 2019، من المرجح أن تتجاهل أوبك دعوة الرئيس ترامب قدر الإمكان".
وأنهت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل تعاملات اليوم على انخفاض ملحوظ بنسبة 7.1%، أو ما يعادل 4.24 دولار عند مستوى 55.69 دولار للبرميل، وهو أدنى مستويات الإغلاق منذ يوم 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
وأثرت تغريدات ترامب على أوبك في الماضي، إذ في شهر يونيو/ حزيران، أقنعت المملكة العربية السعودية زملائها منتجي النفط بإنهاء 18 شهرا من تخفيضات الإنتاج، والتوجه إلى ضخ المزيد من الخام؛ استجابة لانخفاض الإنتاج في فنزويلا وإيران، وقد أوضح قادة أوبك أن تغريدات ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي كانت الدافع في تغييرات كمية الإنتاج.
وجاء انخفاض يوم الثلاثاء، بعد أن تخلت صناديق التحوط بشكل كبير عن الأسعار المرتفعة، والتي يقول البعض إنها قد تصل إلى 100 دولار للبرميل.
وقال نيك جينتيل الشريك الإداري ومستشار الأسعار في شركة "كابيتال مانيجمنت" في نيويورك "تحرك اليوم مجرد استسلام، وهذا ما يسميه التجار بالتصفية الطويلة".
وأغلق خام برنت للتسوية في يناير/ كانون الثاني، بانخفاض 4.65 دولار، حيث وصل سعره إلى 65.47 دولار، في بورصة ICE للعقود الآجلة في لندن، وتم تداول الخام القياسي العالمي عند 9.63 دولار، بالإضافة إلى خام غرب تكساس الوسيط للشهر ذاته.
ولم يسفر الاجتماع بين منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها، بما في ذلك روسيا، يوم الأحد، عن أي تغيير رسمي في سياسة الإنتاج، لكن المندوبين حذروا من أنهم قد يحتاجون إلى استراتيجيات جديدة، كما كشفت المملكة العربية السعودية عن خطة خلال عطلة نهاية الأسبوع للحد من شحناتها بنحو 500 ألف برميل يوميا في الشهر المقبل.
وأشار رؤساء النفط من فنزويلا وعُمان إلى أنهم قد يقفون بجانب السعودية بشأن قضية تخفيض الإنتاج، بينما لفت وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، إلى أن بلاده لن تدعم فكرة تخفيض الأنتاج، قائلا:" علينا الأنتظار لنرى كيف سيعاني السوق من فائض الإنتاج"، وقال جون كيلدوف شريك في مؤسسة "أجين كابيتال"، "رفض روسيا لخفض الإنتاج يرسل إشارة سلبية إلى السوق"