الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو

وقّع قادة الولايات المتحدة وكندا والمكسيك رسميا اتفاقهم التجاري الجديد الجمعة في قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس في الأرجنتين، مما يمثل خطوة رئيسية نحو إصلاح العلاقات الاقتصادية بين الدول الثلاث.

يأتي توقيع الاتفاقية بعد أن أبرمت الولايات المتحدة وكندا صفقة بشأن اتفاقية تجارية جديدة في سبتمبر/ أيلول، والتي أدت إلى جانب اتفاقية سابقة بين الولايات المتحدة والمكسيك، إلى فتح الباب لتحل الاتفاقية الجديدة محل اتفاية التجارة الحرة لدول أميركا الشمالية "نافتا"، في حين أن الاتفاقية الجديدة، التي أطلق عليها "اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا"، وقع عليها رسميا القادة الثلاثة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو، إلا أنه يجب أن تتم الموافقة عليه من قبل المجالس التشريعية في كل بلد حتى تدخل حيز التنفيذ.

ووصف ترامب ومسؤولون أميركيون آخرون أن الاتفاقية الأميركية الجديدة هي إصلاح شامل لاتفاقية نافتا، وقال ترامب للصحافيين على هامش قمة العشرين: "وقعت للتو واحدة من أهم وأكبر الصفقات التجارية في الولايات المتحدة والعالم"، وأضاف ترامب الجمعة: "عملت الولايات المتحدة والمكسيك وكندا معا بشكل جيد في صياغة هذه الوثيقة العظيمة"، لكن إعلان ترامب الدائم لا يزال يحتفظ بتفاصيل كبيرة عن الصفقة الأصلية وهي أكثر تحديثا للصفقة الحالية، لكن هناك بعض الاختلافات الرئيسية.

وفي ما يلي بعض التغييرات الأساسية في الصفقة حسبما ذكر موقع "بيزنيس إنسايدر":

بند المراجعة تتضمن الاتفاقية الجديدة "USMCA" تاريخ انتهاء صلاحية لمدة 16 عاما، وحكم يتطلب مراجعة الصفقة كل ست سنوات، عندما يمكن تمديدها، على عكس اتفاقية نافتا كان كل طرف يضطر إلى إعادة تأكيد الصفقة كل خمس سنوات لإبقائها سارية المفعول.

تسوية المنازعات: سيبقى نظام تسوية النزاعات في نافتا، الذي يسمح للدول الأعضاء بتقديم شكاوى ضد الأعضاء الآخرين بسبب الممارسات التجارية غير العادلة، كما هو في الاتفاقية الجديدة، وهو انتصار للكنديين. وسيتم التخلص التدريجي من نظام تسوية المنازعات بين المستثمرين والدول، والذي يسمح للمستثمرين بتقديم شكاوى ضد حكومات الدول الأعضاء، بالنسبة إلى الولايات المتحدة وكندا، بينما ستتمكن بعض الصناعات، مثل الطاقة، من رفع دعاوى ضد المكسيك.

الوصول إلى منتجات الألبان: ستتمكن الولايات المتحدة من تصدير ما يعادل 3.6٪ من سوق منتجات الألبان في كندا، صعودا من المستوى الحالي البالغ نحو 1٪. وهذا أعلى قليلا من الوصول إلى الأسواق بنسبة 3.25٪ الذي كان من المفترض أن تقدمه كندا للولايات المتحدة كجزء من الشراكة عبر المحيط الهادئ، والتي أسقطها ترامب في الولايات المتحدة من العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، ستتخلص كندا من نظام التسعير القديم الذي كان يُنظر إليه على أنه محبط للآمال.

الوصول إلى السلع الزراعية الأخرى: ستمنح كندا الولايات المتحدة مزيدا من فرص الوصول إلى أسواق الدجاج والديك الرومي والبيض، وستسمح شركة بريتيش كولومبيا ببيع الخمور الأميركية في متاجر الخمور المملوكة للدولة. 

ووافقت المكسيك على السماح باستيراد أنواع معينة من الجبن الأميركي.

القواعد التلقائية: يجب على الأعضاء إنتاج 75٪ من السيارة حتى تمر عبر البلدان المعفاة من الرسوم الجمركية، بزيادة من 62.5٪. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن ينتج 40٪ من كل سيارة من قبل العمال الذين يحصلون على 16 دولارا في الساعة أو أكثر لتجنب الرسوم.

صفقات جانبية للتعريفات: توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاقات جانبية مع المكسيك وكندا من شأنها أن تحمي البلدين بشكل جدي من التعريفات الجمركية على السيارات المستوردة وقطع غيار السيارات. سيُسمح لكندا بشحن 2.6 ملايين سيارة إلى الولايات المتحدة دون تعريفات، أعلى من 1.8 ملايين سيارة أرسلتها في العام الماضي، وإرسال قطع بقيمة 32.4 مليارات دولار دون أن تتعرض للتعريفات. كانت صفقة المكسيك متشابهة، باستثناء أنها تستطيع إرسال قطع بقيمة 108 مليارات دولار.

الالتزام بعدم التلاعب بقيمة العملة: في حين أن الولايات المتحدة والمكسيك وكندا لا تتدخل بنشاط لتعزيز أو تخفيف عملاتها، فإن الاتفاقية "لتحقيق والحفاظ على فترة سعر الصرف المحددة بالسوق" يمكن أن تكون نموذجا للاتفاقيات المستقبلية مع الدول الأكثر نشاطا في أسواق العملات.