لندن ـ كاتيا حداد
أعلن مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي، أن قيادة الاتحاد في بروكسل ستعيق اي اتفاق على خروج بريطانيا منه، إذا ما انهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حق حرية الحركة قبل الخروج. ويشعر مسؤولو الاتحاد الاوروبي بالقلق من ان رئيسة الوزراء يمكن ان تستغل المادة 50 وهي الآلية الرسمية التي ستخطر بها الاتحاد الاوروبي بقرار بريطانيا بالرحيل والاعلان عن الموعد النهائي لحرية تنقل الافراد.
ويصرُّ الوزراء على أن يتوصلوا الى اتفاق سريع لضمان حقوق المواطنين الاوروبيين المقيمين في بريطانيا، وتلك التي يتمتع بها البريطانيون الوافدون في الدول ال 27 المتبقية. ومع ذلك، فإن هناك مخاوف من أن منح حقوق كاملة لأولئك الذين ينتقلون إلى المملكة المتحدة تحت قانون حرية الحركة حتى اليوم الأخير من العضوية، سوف يفتح البلاد لتدفق المهاجرين في وقت متأخر.
وقال أعضاء البرلمان الأوروبي المؤثرون، الذين سيضطرون إلى التصديق على اي اتفاق لخروج بريطانيا من "اتفاق بريكسيت" أن تتفق مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، إنهم لن يقبلوا قواعد مختلفة لمواطني الاتحاد الأوروبي وقت وصولهم إلى بريطانيا.
وقال جياني بيتيلا، زعيم التجمع الاشتراكي في البرلمان الأوروبي، ثاني أكبر كتلة في التجمع، "لقد سمعنا أن تيريزا ماي تنظر في موعد نهائي لتاريخ الإخطار". وأضاف "نحن نختلف تماما في هذا، ونحن نعتقد أن المواطنين البريطانيين من الدول ال 27 الأخرى هم مواطنو الاتحاد الأوروبي حتى يوم الخروج. وخلال هذه الفترة فإن المملكة المتحدة دولة عضو لها كل الحقوق وعليها كافة الالتزامات الكاملة".
وقال لصحيفة الغارديان البريطانية: "لن نسمح لتيريزا ماي بالقيام بخروج صعب لمواطني الاتحاد الأوروبي. حيث أننا اذا لم نصر على حقوق العمال في المملكة المتحدة، نخشى أن الخدمات الصحية فيها سوف تنهار، نظرًا للعدد الكبير من مواطني الاتحاد الأوروبي الذين يعملون كممرضات. لذلك هناك مصلحة مشتركة في هذا الامر".
وحذر صادق خان، عمدة لندن، الاتحاد الأوروبي من عدم معاقبة بريطانيا على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث طرح مطالب العاصمة بالمفاوضات المقبلة. وطالب الاتحاد الاوروبي بالارتفاع فوق الاغراء خلال مفاوضات الانسحاب فى خطاب القاه فى بروكسل. وقال خان، وهو شخصية بارزة في حملة "الاشخاص الداعمين للبقاء": "لقد آن الأوان لأن نكون واثقين في الاتحاد الأوروبي، وأن نعمل بثقة. ليس هناك حاجة الى القلق.
واستخدم خان كلمات للتأكيد على أن "لندن ستبقى المدينة الوحيدة في أوروبا بعد الانسحاب، وأن كلا الجانبين يحتاجان إلى بعضهما البعض لتعزيز ازدهارهما". واضاف "مدينتي ليست فقط قلب الاقتصاد البريطاني، ولكن الجهاز الوحيد الأكثر أهمية للنمو في جميع أنحاء أوروبا. وأقول ذلك بصداقة واحترام كامل".
ودعا رئيس البلدية السيدة ماي إلى إبداء حسن النية عندما تحتج بالمادة 50 من خلال ضمان حقوق نحو 3.3 مليون مواطن من الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة. كما حث الاشخاص في جميع انحاء الاتحاد الاوروبي على دفع قادتهم الى ابرام اتفاق عادل مع بريطانيا يكون في مصلحة الجميع.
وفي الوقت نفسه، تراجعت الهدنة غير المستقرة بين أعضاء البرلمان المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي والنواب المؤيدين للبقاء في لجنة العموم التي تم تشكيلها للتدقيق في خروج بريطانيا من الكتلة أمس، حيث خرج عددٌ من النواب من جلسة خاصة احتجاجا على مشروع القرار.
وخرج النواب من الاتحاد الاوروبي من الاجتماع صباح الثلاثاء بعد ان اقترحت هيلاري بن النائبة العمالية المؤيدة للرئاسة ورئيس اللجنة، تقريرًا من 155 صفحة اعتبروا انه غير متفائل بما فيه الكفاية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وأوضح أليستير بيرت، عضو محافظ في اللجنة التي دعمت "ريماين"، أن "بقية اللجنة لا تزال تجلس وتؤدي وظيفتها للنظر في التقرير".