دبي – صوت الإمارات
رصد خبيران في قطاع الموارد البشرية وتوطين الوظائف ما وصفاه بـ"أخطاء جوهرية" يرتكبها عارضو وظائف في ملتقيات ومعارض التوظيف، أبرزها "المشاركة لأجل المشاركة"، وفق تعبيرهما، وليس لتوفير وظائف فعلية للشباب الباحثين عن عمل، لافتَين إلى مشاركة مؤسسات في المعارض من دون عرض وظائف، أو لعرض شواغر لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد، فيما يكتفي عارضون بتقديم فرص تدريبية للباحثين عن عمل من دون توفير وظائف لمرحلة ما بعد التدريب.
ويأتي ذلك في وقت زاد إجمالي عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص على 18 ألف شخص، بينما بلغ إجمالي القوى العاملة المواطنة 270 ألف مواطن، حسب بيانات سابقة لوزارة الموارد البشرية والتوطين.
وجاء رصد الخبيرين لطبيعة مشاركات عارضي الوظائف على خلفية ملتقى نظمته الوزارة، أخيراً، على مدار يومين، لعرض فرص وظيفية في القطاع المالي، في إطار عمل "المسرعات الحكومية"، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بهدف توظيف 1000 مواطنة ومواطن من الباحثين عن عمل.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة "إس إيه إم" للأبحاث، صقر أحمد المازمي، إن هدف "المشرعات الحكومية" هو خلق حلول للتحديات المجتمعية وإسعاد الناس، مضيفاً أن "أهم مرتكزاتها هو ملف التوطين في القطاع الخاص، الذي شكل لأجله فريق عمل لتحقيق نتائج ملموسة".
وأضاف: "حددت 100 يوم لرؤية النتائج المتوقع تحقيقها بنسبة 100%، المنبثقة من الأجندة الوطنية، على أن تعتمد النتائج على الابتكار في توظيف الموارد البشرية".
لكن المازمي رصد في جولة ميدانية في ملتقى التوظيف نفسه، "مشاركة مؤسسات من دون عرض شواغر وظيفية، أو الاكتفاء بفرص تدريبية للشباب فقط، أو عرض وظيفة أو اثنتين شاغرتين"، كما لاحظ "عدم تحديد نوع الوظائف المعروضة مسبقاً قبل التقدم إليها، والتعامي عن المقصود من المسمى الوظيفي والمؤهلات الدراسية المطلوبة، وغيرهما".
وتابع: "التقيت مؤسسات لا تعلم مدى احتياجها من الموظفين الجدد خلال الأعوام المقبلة، وقد لا تكون لديها خطط واضحة للتوطين أصلاً. كما لاحظت مؤسسات تتعامل مع طالبي الوظائف بصورة ورقية تقليدية، مثل طلب شهادات التخرج، والأوراق الثبوتية الأخرى، فيما لا توجد ابتكارات للتقليل من تلك الممارسات التي يجب أن تنتهي، كونها لا تتلاءم مع تطلعات الدولة نحو الابتكار والتكنولوجيا".
وأكد المازمي أن "معظم الوظائف التي عرضت ضمن الملتقى لم تناسب عدداً كبيراً من الزوار والمرشحين، إذ تعتبر في بداية السلم الوظيفي، أو في الوظائف العليا".