الرياض -صوت الإمارات
أوضح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، حول الوضع الحالي في “أوبك” حيث تسود حرية الإنتاج للجميع من دون أي تعاون أو خطط وهل سيبقى الحال كذلك، قائلًا: “نحن ننظر إلى واقع أوبك كمنظمة تضم مجموعة دول. هناك دول تشهد - بغض النظر عن سياسة أوبك والإنتاج والأسعار - انخفاضًا في إنتاجها لأسباب متعددة منها جيولوجية أو احتياطية. وهناك دول مثل المملكة لديها احتياطات ضخمة وقدرة إنتاجية كبرى وقدرة لتلبية حاجات السوق بأفضل صورة ممكنة. الواقعية تعني ان السعودية ستكسب حصة أكبر خلال تنامي الطلب العالمي في حين ان هناك دولًا في أوبك وخارجها ستشهد انخفاضًا في حصصها بسبب تراجع احتياطاتها”، وقال: “أنا لا أرى ذلك حرية ضارة، بل بالعكس هو تجاوب من أوبك كمجموعة مع السوق إذ تستبعد الإنتاج المرتفع الكلفة من السوق. ففي السنتين الأخيرتين كسبت أوبك حصة إنتاجية تساوي مليوني برميل يوميًا ، فيما يحدث انخفاض في الحصص لدى دول خارج أوبك، مثل الدول المنتجة للنفط الصخري وكندا والدول المنتجة من بحر الشمال وغيرها بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج وتراجع الاستثمارات، بعدما كانت حصصها تزيد. وأعتقد بأن إستراتيجية أوبك التي تدفع بها المملكة ودول الخليج منذ العام 2014 هي إستراتيجية فاعلة كما ظهر من تراجع الإمدادات المرتفعة الكلفة وبدء ارتفاع أسعار النفط”.
وأفاد الفالح: “من الصعب ان أعطي سعرًا محددًا لكن الأسعار لن تخرج على الأرجح عن حدود النطاق الذي شهدناه في الفترة الأخيرة، ففيما يتعلق بالحد الأعلى، شجعت الأسعار التي سادت خلال العقد السابق استثمارات وزيادات طائلة في الإنتاج ولم تكن متوازنة مع الطلب وأدت إلى انهيار الأسعار عام 2014. ولهذا فإن ذلك المستوى السعري غير قابل للاستمرار. وفي الوقت ذاته، فإن الأسعار المنخفضة التي شهدناها أخيرًا هي الأخرى غير قابلة للاستمرار، لأنها لا تجتذب استثمارات رأسمالية كافية لبناء مزيد من الطاقة الإنتاجية. والسعر المستقبلي الذي أتوقعه يتراوح بين هذين الحدين الأقصى والأدنى. ومع ذلك ليس مفيدًا توقع سعر محدد، فالسوق يجب ان تسعى إلى بلوغ مستوى يضمن توازن العرض والطلب، وبدلًا من أن نحدد مسبقًا مستوى السعر، علينا ان نتحرك بليونة لتوجيه السوق لبلوغ هذا التوازن”.
وسُئل إذا كانت “أوبك” لا تزال منظمة مفيدة فقال الفالح: “أوبك هي منظمة اقتصادية مرت بظروف بالغة الصعوبة، وحاولنا دائمًا أن نجعل تركيزها ينصب على أهدافها الاقتصادية فقط، وعلى مدى 55 سنة تجاوزت أوبك كثيرًا من التحديات أصعب من التي نراها اليوم. سنتجاوز المرحلة التي نمر بها وهذا يتطلب ان تعود كل دول المنظمة إلى ميثاقها وتتعاون وتتقاسم أعباء تحقيق الاستقرار في السوق”. وأضاف: “لا أشعر بقلق كبير إزاء الاختلافات بين أعضاء أوبك، فكل المنظمات العالمية لديها نقاط اتفاق واختلاف، كلها تركز على مجالات الاتفاق وتبرزها”، وعن مؤتمر “أوبك” أول من أمس، قال: “أنا متفائل، فالسياسة التي قادتها السعودية في 2014 وكانت موضوع انتقاد من بعض الدول، أثبتت فاعليتها، إذ بدأت السوق تستعيد توازنها وبدأت الأسعار ترتفع، وأنا أمد يدي للتعاون، لكن على كل الأطراف ان يشاركوا في ذلك التعاون”.