منظمة "أوبك"

اندفع المستثمرون في أسواق المال نحو بيع الأسهم مع تزايد مخاوفهم من تراجع أسعار النفط التي هوت الى قرابة 70 دولارًا عقب قرار منظمة "أوبك" بالمحافظة على سقف انتاجها من النفط عند 30 مليون برميل يوميًا دون أن تلجأ إلى خفض هذا السقف وفقًا لما كانت تطالب به بعض الدول الأعضاء في "أوبك".

وتراجع مؤشر هيئة الأوراق المالية أمس بنسبة 27.2% إلى 9.4924 نقطة لتهبط القيمة السوقية إلى 777 مليار درهم بخسائر 6.15 مليار درهم.

ومع تدفق عروض البيع الذي اتسم بالهلع والخوف الشديد هبط مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 74.4% وأغلق عند مستوى 43.4281 نقطة، في حين أغلق مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 56.2% عند مستوى 4675 نقطة، كما هبطت أسواق دول الخليج العربي دون استثناء، حيث افتتح السوق السعودي على هبوط 500 نقطة وزادت حدة هبوطه الى اكثر من 630 نقطة، ثم قلص تراجعه إلى حوالي 4.490 نقطة حوالي 7.4%. وأغلق سوق قطر على انخفاض بنسبة 28.4%، وهبط سوق الكويت 35.3%، وسوق مسقط بنسبة 21.6%، فيما كان سوق البحرين الاقل تراجعا، حيث انخفض بنسبة 57.0%.

وتم تداول أسهم 68 شركة بمقدار 52.675 مليون سهم نفذت من خلال 12705 صفقات بقيمة 674.1 مليار درهم، وارتفعت أسعار أسهم 10 شركات وتراجعت أسعار أسهم 54 شركة، واستقرت أسعار أسهم 4 شركات أخرى.

وتراجعت أسعار أسهم معظم الشركات التي تم تداولها أمس، خاصة أسهم شركات العقار والاستثمار والبنوك والطاقة.

وتصدر سهم إعمار العقارية قائمة الأسهم الأكثر تداولًا في السوق بقيمة 7.528 مليون درهم، وتراجع السهم 2.3% وأغلق عند 6.10 درهم.

واحتل سهم أرابتك المركز الثاني بتداول 6.226 مليون درهم، وهبط السهم 3.7% وأغلق عند 68.3 درهم.

وجاء سهم بنك دبي الاسلامي في المركز الثالث بتداول 5.95 مليون درهم، وانخفض سعر السهم 62.6% وأغلق عند 05.7 درهم.

فيما جاء سهم الاتحاد العقارية في المركز الرابع بتداول 1.88 مليون درهم، وتراجع سعر السهم 72.8% وأغلق عند 36.1 درهم.

واحتل سهم أمانات (الذي تم إدراجه يوم أمس الاحد ) المركز الخامس بتداول 8.81 مليون درهم، وتراجع السهم 12% وأغلق عند 88.0 درهم.

وتصدر سهم أمانات قائمة الأسهم الأكثر تراجعا في الأسعار، وهبط السهم 14% وأغلق عند 859.0 درهم، كما هبط سهم المدينة 10% وأغلق عند 387.0 درهم، وهبط سهم أبوظبي للطيران 97.9% وأغلق عند 16.3 درهم.

فيما تصدر سهم أبوظبي الوطنية للفنادق قائمة الأسهم الاكثر ارتفاعا في الأسعار، وصعد السهم 33.8% وأغلق عند 15.3 درهم. كما ارتفع سهم "وطنية" بنسبة 78.7% وأغلق عند 97.0 درهم.

اعتبر الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية، نبيل فرحات، أن تراجع أسواق المال بهذا الشكل يعبر عن حالة من الخوف والهلع مع تراجع أسعارالنفط لمستويات 70 دولارًا للبرميل على ضوء قرار "أوبك" بالمحافظة على سقف انتاجها من النفط عند 30 مليون برميل يوميًا.

وأضاف فرحات إن قرار أوبك نابع بالأساس من موقف دول المنطقة التي تعرف جيدا خلفيات هذا القرار على اقتصاداتها ولا يمكن أن تأخذ مثل هكذا قرار له آثار سلبية على اقتصاداتها.

وتابع أنَّ لدى دول المنطقة اقتصادات ذات اساس قوي واحتياطيات قوية، وتراجع أسعار الأسهم بهذه الحدة ليس له ما يبرره.

وتوقع فرحات أن تستقر أسواق المال خلال الأيام المقبلة، خاصة أن تراجع أسعار النفط مؤقت، مضيفًا أن معظم المحللين وخبراء النفط في الولايات المتحدة يتوقعون أن يكون معدل سعر النفط ما بين 80-95 دولارًا العام المقبل.

ودعا المستثمرين إلى ضرورة الانتباه وعدم التسرع في عمليات البيع المبنية على الخوف والهلع، مضيفًا أنه على المستثمرين الابتعاد عن المضاربات حاليًا، والمحافظة على الأسهم الجيدة، واعادة بناء محافظهم بحيث تكون أسهما جيدة وقيادية خاصة أسهم البنوك والاتصالات وبعض أسهم شركات العقار ذات الاداء الجيد كسهم إعمار العقارية.

وأكد المدير التنفيذي لشركة أوراق إسلامية، عطا مفارجة، أن تراجع أسعار الأسهم بهذه الحدة كردة فعل على قرار أوبك بالمحافظة على سقف انتاجها، هو تراجع غير مبرر، وأن عمليات الخوف والهلع التي سيطرت على المستثمرين هي التي أدت إلى هذا التراجع الحاد، وأضاف ان بعض الجهات الاستثمارية تدفع بهذا التراجع لكي تقوم بإعادة شراء الأسهم على مستويات أسعار افضل ومجدية لتحقيق ارباح على حساب المستثمرين الآخرين خاصة صغار المستثمرين.