سوق الإمارات المالي

فاجأت الأسهم المحلية متعامليها خلال جلسة الأمس، بموجة هبوط قاسية غير متوقعة كبدتهم نحو 14 مليار درهم، في وقت كانت التوقعات أن تدفع نتائج شركة إعمار العقارية، الأسواق إلى مواصلة صعودها، واختراق مستويات جديدة.

وتراجع مؤشر سوق الإمارات المالي بنسبة 1,8%، محصلة انخفاض سوق أبوظبي بنحو 1% وسوق دبي المالي بأكثر من 3%، أرجعه محللون إلى عوامل عدة، أبرزها الأوضاع الجيوسياسية، والتي تسبب في حالة من الخوف لدى المستثمرين الأجانب، فضلاً عن عمليات مضاربية، استغلت ارتفاعات الجلسات الماضية، وعمدت إلى البيع بعد اعلان نتائج إعمار، إلى جانب تراجع أسعار النفط قبل تحولها للارتفاع.

وأضاف هؤلاء أن الأسواق باتت أكثر حساسية للمؤثرات الخارجية سواء الجيوسياسية أو تقلبات أسعار النفط، مما يجعل المؤشرات عرضة للتذبذب الحاد صعوداً وهبوطاً، مؤكدين أن زيادة عمق الأسواق من خلال اجتذاب المؤسسات المالية الاستثمارية هو الحل لإعادة الاستقرار.

وأكد المحلل المالي وضاح الطه: "إن ما حدث في جلسة الأمس خارج عن التوقعات، حيث كان من المتوقع أن تتجاوب الأسواق بإيجابية أكبر مع نتائج شركة إعمار، وأن تواصل صعودها نحو نقاط عليا جديدة، إلا أن ما حدث يؤكد أن حساسية الأسواق باتت مفرطة سواء في التفاؤل أو التشاؤم"، وأضاف أنه قد يكون للعامل الجيوسياسي سبب في هبوط الأسواق، لكن يبدو عامل المضاربات أكثر وضوحاً في تفسير حدة التراجع في سوق دبي المالي، موضحاً أنه كانت هناك عمليات شراء استباقية قبل صدور نتائج شركة إعمار، ساهمت في رفع السهم بنحو 4,5%، وشجعت مضاربين على البيع عند مستويات أعلى، مستغلين الجو السلبي المتعلق بالوضع الجيوسياسي.
وأفاد بأن عمليات جني أرباح سريعة كانت واضحة على كل الأسهم، خصوصاً بعدما افتتحت أسواق النفط على تراجع بنحو 1%، وإن تحولت إلى الارتفاع مع اغلاقات أسواق الإمارات، وهو ما يؤكد أن أسواقنا ومنذ قرار أوبك بتثبيت إنتاجها، صارت أكثر حساسية تجاه أسعار النفط.

من جانبه، أوضح مدير شركة ضمان للاستثمار وليد الخطيب : إن العامل الجيوسياسي تضافر مع عدة عوامل محلية جاءت قراءات مستثمرين إزاءها سلبية للغاية، وتتمثل في دراسة فرض ضريبة على أرباح الشركات، ونتائج ليست مفاجئة لشركة إعمار العقارية.
وأضاف أن الأسواق عادة ما تستبق الأحداث خصوصاً ما يتغلق بفرض الضريبة، مما دفع المضاربين إلى البيع والخروج من الأسواق ليس بهدف العودة للشراء كما هو عادة كل عمليات جني أرباح، وإنما لترقب الأوضاع.
وأوضح أن تفاقم الأوضاع السياسية في المنطقة، يلقي بظلال سلبية على الأسواق المالية في المنطقة ككل، مما يزيد من ضغوط البيع.
واكد مدير شركة الأنصاري للأوراق المالية وائل أبومحيسن : إن أرباح شركة إعمار التي تعتبر جيدة للغاية، لم تفلح في حماية الأسواق من التداعيات السلبية للأحوال الجيوسياسية المتفاقمة في المنطقة.
وأضاف أن أداء الشركات وتوزيعات أرباحها لا تبرر هذا الهبوط الحاد للأسواق، لكن هناك مضاربين يستغلون الأجواء غير المواتية لتحقيق أرباح سريعة.
وعودة إلى الأداء، أغلق مؤشر سوق الإمارات المالي عند مستوى 4692,66 نقطة، وانخفضت القيمة السوقية لتصل إلى 760,65 مليار درهم، وارتفعت قيم التداولات إلى 1,3 مليار درهم من تداول 680 مليون سهم من خلال 12376 صفقة.

وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها 63 شركة من أصل 126 شركة مدرجة في الأسواق، وحققت أسعار أسهم 7 شركات ارتفاعاً في حين انخفضت أسعار أسهم 49 شركة، بينما لم يحدث أي تغيير على أسعار أسهم باقي الشركات.