الشارقة ـ فاديا الداعوق
أكّد المشاركون في فعاليات الدورة الثالثة لمؤتمر"الرؤية نحو الحقيقة"، التي إنطلقت في مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات، تحت شعار "أفكار جديدة للمستقبل"، أنّ الإمارات صنعت بيئة جاذبة للقطاعات الإستثمارية كافة، وتميزت بقرارات حكيمة لإدارة الحراك الراهن، بما يسلط الضوء على متانة مستقبلها الاقتصادي.
وحضر المؤتمر أكثر من 400 شخص من قادة المال والأعمال والمتخصصين بالشؤون الإستثمارية، وبدعم وتنظيم إدارة التميز لقطاع الأعمال في دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، بالتعاون مع أكاديمية مصرف الشارقة الإسلامي.
وحرص المشاركون في فعاليات المؤتمر، الذي انعقد برعاية كل من: الرعاة القبضة، وأنفاسك دخون، والإمارات أندستريال ليبرتوري، وإنديغو للمقاولات، وجي بي أم، والعربية للطيران، على إبراز وتعميم التجارب الناجحة التي قاموا بها أو شاركوا في إنجاحها في قطاعات الدولة كافة، واستعراض السبل الكفيلة التي تدعم مد المزيد من جسور العلاقات بين المشاركين، وفتح قنوات واسعة للتواصل وتبادل الخبرات، والتعرف إلى الفرص المتاحة للتعاون، بما يضمن تميز وجاذبية القطاع الإستثماري في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح نائب المدير العام لشؤون التخطيط والتنمية في دائرة التنمية الاقتصادية في دبي علي إبراهيم، الذي استهل المؤتمر بكلمة ترحيبية، أنَّ "المؤتمر يشكل منصة للتابحث على مختلف ميادين العمل، لذا نؤكد على المشاركين من القطاعين العام والخاص نقل تجاربهم واستعراضها للحصول على أفضل النماذج والنتائج الإيجابية التي يمكن الإستفادة منها في شتى المجالات، بما ينعكس إيجابًا على المناخ الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة".
ومن جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي محمد عبد الله إلى أنَّه "نحرص عبر هذا التجمع على أن نجعل من الأفكار المطروحة مصدر إلهام كبير لنا، وفتح دروب ذكية نحو المستقبل، يستطيع معها الأشخاص والمؤسسات أن يكونوا أحلامهم الخاصة إلى وقائع طموحة، ويبنون فيه مستقبلاً يعيشون فيه متناغمين، ونعكس عبره الروح التي تتسم بها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتدعمنا لتأسيس مستقبل التميز بالتفكير الجماعي من السعي نحو تحقيق الطموحات".
وتم تكريم الرعاة والمتحدثين، وتضمن المؤتمر، الذي بث على الهواء مباشرة عبر الإنترنت في خطوة هي الأولى في الدولة والمنطقة، جلستين، شملت الأولى 7 كلمات، والثانية ندوتان حواريتان متخصصتان، تحدث في الأولى كل من مدير عام الموارد البشرية في "دوكاب" الدكتور سعيد محمد البرواني عن "العمل والإزدهار في بيئات متعددة الثقافات".
وأبرز البرواني "لقد استطعنا، في 30 عامًا إنجاز كل هذا التقدم، الذي احتاجت دول أخرى إلى قرون عدة لكي تصل إلى هذا المستوى، ولا شك أنّ أبرز الأسباب وجود القيادة القادرة على قيادة القطاعات المختلفة ذات الثقافات المتعددة، التي جعلت من الإمارات بيئة جاذبة ومنافسة".
وتناول رئيس مجلس إدارة شركة "ليفن بيرت" الدكتور أحمد تهلك، موضوع "تحويل مواطني دولة الإمارات إلى مهنيين محترفين"، مبيّنًا أنَّ "أكثر الأشياء التي نحتاجها لتحقيق هذا الطموح يكون عبر التدريب والتشجيع والدعم، وستكون النتائج كبيرة، وعلى أبنائنا المواطنين في الجانب المقابل أن يعلموا على تحقيق وتنفيذ الأفكار التي ينتجونها بأنفسهم، وإلا سيتعرضون إلى خسارة تتمثل في ذهاب الفكرة إلى من يقدر على التطبيق، وتحويلها إلى واقع، وهناك نماذج مشرقة في هذا المجال نسعى إلى تعزيزها في المجتمع".
وناقشت الجلسة الحوارية الأولى للمؤتمر موضوع "تطوير المواهب الوطنية"، وأدارها مدير عام "نكست ليفيل" للإستشارات الإدارية عبد المطلب الهاشمي.
ولفت مدير تنفيذي التوطين في مجموعة "إعمار" للضيافة حمد إغذاني إلى أهمية إشراك الطاقات المواطنة تحت قيادات واعية تسمح لها بممارسة مهاراتها، والتعلم من المواقف المختلفة، وعدم التذمر والشكوى من الضغوط بل استخدامها كوسيلة للمزيد من التفوق والنجاح.
وبيّن المتحدث الثاني، مدير التوطين لدى بنك رأس الخيمة الوطني فهد خلف أنَّ "هناك انتشارًا متزايدًا للتوطين في القطاع المصرفي، على خلاف ما يذكر، لكن يتعين على الجهات المصرفية إيلاء الثقة بهم، ومنحهم فرصة لاتخاذ القرارات المهمة، وإلا كانت الدورات التدريبية والتطويرية الخالية من منح المواطنين الفرصة للتقدم والتميز مجرد قضاء وقت بلا قيمة تذكر على أرض الواقع".
وعلى صعيد متصل، أشار رئيس مجموعة الخدمات المصرفية للأفراد في مصرف الشارقة الإسلامي جاسم البلوشي، في كلمة له عن "نموذج قيادة"، إلى أنَّ "التحدي يعطي الفرصة لاستكشاف المستقبل، والبحث المستمر عن المجالات التي تسهم في تحقيق الأهداف، وعلى قادة الأعمال تمكين الموظفين من تحقيق أهدافهم، بالإستماع إليهم وتحفيزهم، ولدينا تجربة جيدة في مصرف الشارقة الإسلامي، عبر برنامج النجوم السبعة الذي حقق الكثير من طموحاتنا المذكورة".
وتطرق المدير العام التنفيذي لمعهد "جينيسيس" بينود شانكر عن "الخبرة المالية"، والمفاهيم الشائعة عنها في العالم، ودور شبكات التواصل الإجتماعي في تطوير الأعمال.
وقدمت 3 عروض لطلبة إماراتيين متميزين لايزالون يواصلون مشاريعهم الناجحة في جامعاتهم بدولة الإمارات.
وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة "موتيفاليويت" شريدهار سامباث عن "الإدارة والتخطيط الإستراتيجي"، وبيّن معنى وأهمية وتطبيق الإستراتيجية، وسرد بعض الأمثلة من الواقع العملي.
واختتم المؤتمر بالجلسة الحوارية الثانية "التطوير القيادي والمؤسسي"، وأدارها شريدهار سامباث، وشارك فيها كل من الدكتور أحمد تهلك، والمؤسس والمدرب التنفيذي لشركة "كي توك" مروة كرورة، واتفق الجميع على أهمية التطوير المستمر والمنسجم مع التغيير اللافت في الحياة والمحافظة على المستوى المتقدم من الأداء للبقاء في دائرة المنافسة، وتحقيق أفضل النتائج.