دبي - صوت الإمارات
أكد رئيس موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي سلطان أحمد بن سليم "إن تجربة دبي الرائدة عالميا في سرعة النمو والتقدم ليست قصة نجاح عادية، بل هي تجربة تقتدي بها تجارب التنمية في كل مناطق العالم، وهي تجربة واقعية تم بناؤها بالفعل انطلاقا من رؤية عملية أثبتت نجاحها، وليست مجرد نظريات وأفكار افتراضية".
وتحدث في الكلمة الرئيسية التي ألقاها خلال افتتاح المنتدى السنوي الأول للمنظمة العالمية للمناطق الحرة عن مفهوم المناطق الحرة والذي أوضح إنه يساء فهمه في الكثير من الأحيان، وتطرق للحديث عن تجربة دبي على هذا المستوى، وعن خبرته الشخصية عندما أدركت دبي أهمية الفكرة وبادرت لإرساله عام 1983 في جولة للتعرف إلى تجارب المناطق الحرة في العالم .
ولفت " إن الإنجازات الكبرى التي حققتها دبي في تجربتها التنموية الرائدة تنطلق من رؤية نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فقد عمل على تنويع بنية الاقتصاد الوطني من خلال اطلاق المبادرات والمشروعات الهادفة لتحقيق النمو المتصاعد في مختلف القطاعات الاقتصادية وخصوصا قطاعي التجارة والسياحة، وقد انطلقت الانجازات التي تحققت تباعا خلال السنوات الماضية في هذه القطاعات من سنوات التأسيس لمسيرة النهوض في دبي ابتداء من عقد السبعينات من القرن الماضي، حيث تم إنشاء ميناء راشد في عام 1972 تبعه اطلاق ميناء جبل علي في عام 1979 وصولا إلى إقامة المنطقة الحرة لجبل علي في عام 1985، وبفضل هذه المشروعات الرائدة وما رافقها من تطوير متصاعد للخدمات التجارية والجمركية تمكنت الإمارة من أن تصبح مركزا عالميا رئيسيا للتجارة الإقليمية والدولية، وارتفعت قيمة تجارة دبي الخارجية لتصل في عام 2014 إلى 1.331 تريليون درهم".
وأشار أن التسعينات كانت مرحلة مهمة من الاستثمار في المطارات، وأضاف إن البعض توجه بالنصيحة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وقتها، قائلين إن الدراسات تحذر من تكرار تجربة شانون في إيرلندا عندما تراجع الطلب على خدمات إعادة ملء الوقود فيه بعد أن بات بإمكان الطائرات السفر لساعات أطول.
لكنه برؤيته السديدة أضاف إن الحل ليس في التوقف عن التوسع بل العمل على إيجاد أسباب أخرى تجتذب الزوار إلى دبي وتحدث هنا عن تجربة أخرى تبرز الرؤية السديدة لحكومة دبي، وتتمثل في اقناع العائلات الكبرى في دبي بالاستثمار في المشاريع طويلة الأجل، وأشار إن عقلية العمل التجاري التي تقوم عليها ثقافة المنطقة كان لها انعكاساتها في البداية وجعلت من الصعب اقناع التجار الذين اعتادوا الحصول على العائد المباشر على تجارتهم بتوظيف أموالهم في استثمارات تدر العائد على المدى البعيد.
وهنا جاء دور الشيخ محمد مجددا بالمبادرة باستثمار حكومة دبي نفسها في عدد من الاستثمارات الرئيسية مثل جميرا بيتش وبرج العرب، وغير ذلك من الفنادق، لتتوالى بعد ذلك المشاريع العملاقة.
وبدأ الأمر بتوسعة مرسى واحد بتكلفة مقبولة، وتم إعلام السوق بوجود المرسى، لكن ذلك لم يشجع شركات الملاحة.لكن عاصفة بعد أسبوعين اضطرت إحدى الخطوط لتسيير سفينة ضخمة إلى المرسى، ليبدأ بعد ذلك الطلب، ويتم مشروع زيادة عمق الميناء.
وأضاف " تستقطب المناطق الحرة في دبي 19 ألف شركة من كافة أنحاء العالم، تمثل استثماراتها نحو 50% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الإمارة لتوفر نحو 200 ألف وظيفة، وتصل مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي لدبي إلى نحو 25%.
وبين الرئيس التنفيذي لشركة صناعة الطائرات الأوروبية "إيرباص" حبيب فقيه إن سياسة الأجواء المفتوحة حيوية ومهمة لحفز نمو قطاع الطيران عالميا، وأضاف في حديث مع الصحافيين على هامش منتدى المنظمة العالمية للمناطق الحرة إن الشركة بطبيعة الحال لا تؤيد فرض الحمائية، وفي رد على سؤال حول رأيه في الهجوم الذي تشنه ناقلات أميركية وأوروبية ضد "طيران الإمارات" والناقلات المحلية والإقليمية بدعوى تلقيها تمويلات من حكوماتها، بين إن الشركة لا يسعها التعليق على الأمر، إلا عندما يطلب منها أحد الأطراف إبداء رأيها، لكنها تساعد في توصيل الرسائل بين الأطراف المعنية. وأضاف إنه من جانبه لا يرى أن طيران الإمارات أو غيرها من الناقلات في المنطقة تتلقى دعماً حكومياً، فهو في الاتفاقيات معها لم ير ما يمكن أن يعكس هذا الدعم.
وتحدث عن أهمية دور المناطق الحرة، ومن بينها المطارات، بالنسبة للاقتصادات العالمية والإقليمية وللشركات مثل "إيرباص".وأكد أن طيران الإمارات والناقلات الجوية الإقليمية لها أهمية حقيقية بالنسبة للشركة حيث تمثل 10% من إجمالي طلبيات الشركة على مستوى العالم. وأوضح إن طيران الإمارات وحدها طلبت 120 طائرة من فئة «إيرباص 380» من إجمالي 160 طلبية على الطائرة من المنطقة، وأضاف إن منطقة الخليج مثلت حوال 50% من طلبيات 380 عالمياً. وحوالي 15 إلى 20% من طائرات "إيرباص 350" أحدث شركات الطيران.