أبو ظبي ـ سعيد المهيري
طغى الحذر على تداولات الأسهم العالمية مطلع الأسبوع المنصرم، وتطور في نهايته إلى درجة لم تسعف المؤشرات في تجنب خسائر متوقعة، في ظل غياب المحفزات القوية واستمرار الشعور بالقلق حيال عدد من القضايا العالمية.
وأنهت المؤشرات الرئيسية في أسواق الأسهم العالمية أسبوعها على اللون الأحمر، تحت تأثير تطورات الوضع في اليمن. ولم تسعفها تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جانيت يلين، الجمعة حول رفع أسعار الفائدة. ورغم أن ذلك اليوم شهد أفضل أداء للأسهم على مدار الأسبوع إلا أنها لم تعوض سوى جزء يسير من خسائرها الأسبوعية.
بدأت تداولات الاثنين وسط أجواء ترقب على وقع بيان لجنة الأسواق المفتوحة وتصريحات أعضاء الفيدرالي حول الخطوط العريضة للسياسة النقدية، لكن البيانات الاقتصادية التي لم يكن سواها متاحا لتحفيز التداولات، لم تستطع طمأنة المستثمرين ما أنهى تداولات اليوم الأول من الأسبوع على تراجع في الولايات المتحدة بسبب استمرار ارتفاع سعر النفط وقوة الدولار، لكن مؤشرات آسيا كان أداؤها في ذلك اليوم مغايرا وراهنت على أداء "وول ستريت" السابق وسجل مؤشر طوكيو وشنغهاي المكاسب اللافتة.
لكن بيانات أداء المصانع الصينية دفعت الأسهم هبوطا في آسيا .فقد كشفت قراءة لبنك "إتش إس بي سي" عن تراجع أداء القطاع الصناعي الصيني في آذار/ مارس إلى أدنى مستوى له منذ أحد عشر شهرا مسجلا 2 .49 نقطة مقارنة مع 7 .50 نقطة في شباط/ فبراير، ما أثار المخاوف من جديد حول تراجع زخم ثاني أكبر اقتصاد في العالم .
وأثار أداء الأسهم الآسيوية قلق الأوروبيين الذين افتتحوا تداولات الجلسة الصباحية الثلاثاء على تراجع لافت، أما في الجولة المسائية فاستعادت الأسهم عافيتها على خلفية بيانات كشفت عن تحسن أداء اقتصاد منطقة اليورو لشهر آذار/ مارس مسجلا أعلى الأرقام منذ 46 شهرا .
واستمرت الصورة القاتمة في أسواق الأسهم العالمية منذ صباح الأربعاء مكبدة المؤشرات خسائر متتالية بلغت في "وول ستريت" 1% مدفوعة بعدد من العوامل أهمها استمرار قوة الدولار واستمرار تراجع بيانات الاقتصاد الأميركي إلى ما دون التوقعات في مختلف القطاعات.
وجاءت "عاصفة الحزم" لتثير المزيد من القلق إلى البيئة المترنحة أساساً في الأسواق عكستها موجة بيع عارمة في "وول ستريت" في الجلسة المسائية الأربعاء لتجر معها أسواق الأسهم العالمية الخميس إلى مزيد من الهبوط . وسجل مؤشر "يورو ستوكس 600" أعلى معدلات التراجع .ثم جاء ارتفاع أسعار النفط الذي كسب فوق 5% في يوم واحد ليصب الزيت على نار مخاوف المستثمرين . وأعرب المحللون عن مخاوفهم من فشل الأسواق في تحقيق مزيد من التقدم بعد أسبوع بيان مجلس الاحتياطي الفيدرالي وسط مخاوف من أن هناك شيئا ما يحرك الأسهم هبوطًا.
واختتمت تداولات الجمعة وسط مشاعر مختلطة رغم امتصاص الأسواق صدمة قلق اليمن. وساعدت تصريحات جانيت يلين التي أكدت فيها أن رفع أسعار الفائدة ليس قريبا وأنه في حال اعتماد القرار فسيكون التنفيذ تدريجيا، في تخفيف قلق المستثمرين لكن ترقبهم موسم نتائج الشركات الذي يبدأ مع مطلع نيسان / إبريل عزز الضغط على المؤشرات التي عوض بعضها يوم الجمعة جزءً من خسائره .
كما انتهى الأسبوع على خسائر في مختلف المؤشرات الرئيسية العالمية وإن كانت النسب متفاوتة. وأنهى "داو جونز" الأسبوع على خسائر بنسبة 29 .2% مغلقا عند 66 .17712 نقطة . ونزل مؤشر "ناسداك" عن عرش 5 آلاف نقطة الذي بلغه الأسبوع المنصرم وختم على خسائر بنسبة 69 .2% مغلقا عند 22 .4891 نقطة . ورغم الصمود الذي تميز به أداء الأسهم الأوروبية في ظل انتعاش الصادرات على خلفية تراجع قيمة اليورو إلا أن مؤشر فايننشال تايمز100 لم يفلت من الخسائر وأنهى أسبوعه عند 02 .6855 نقطة متراجعا بنسبة 39 .2% عن إغلاق الأسبوع المنصرم .
جاءت قراءة الناتج الإجمالي الأميركي للربع الأخير من عام 2014 والتي كشفت عن معدل نمو بنسبة 2 .2% لتزيد الضغوط على سندات الخزانة الأميركية التي تراجعت فئة السنوات العشر منها أربع نقاط لتنهي الأسبوع عند 96 .1% . أما نظيرتها الألمانية فبلغ العائد عليها عند أدنى مستوى له لتنهي الأسبوع عند 21 .0% .
عززت تداولات العملات الخجولة من مكاسب الدولار الذي بلغ أعلى مستوى منذ 12 عاماً له قبل أسبوعين حيث سجل مؤشر الدولار رقماً قياسياً مسجلاً 39 .100 نقطة . وأنهى تداولات الجمعة على مكاسب بنسبة 1 .0% بعد تراجعه قليلا خلال الأسبوع مانحا اليورو فرصة الالتقاط أنفاسه متجاوزا 1 .1 دولار بعد أن بلغ في 16 مارس/آذار 04 .1 دولار .
تسببت عاصفة الحزم في إنعاش سعر النفط بعد تراجع مستمر خلال الأسبوع ليكسب 5% في يوم واحد قبل أن يستقر سعر "برنت" الجمعة عند 79 .57 دولار متراجعاً بنسبة 4 .2% في يوم واحد ومحافظاً على مكاسب أسبوعية بلغت 4% .
بعد صعود مستمر منذ أكثر من أسبوع تراجع الذهب في تداولات الجمعة أمام قوة الدولار لكن بقي مرشحا لاستمرار تحقيق المكاسب .وقد سجلت الأونصة الخميس أعلى سعر منذ مطلع آذار/مارس الحالي لتصل إلى 1219 دولار قبل أن تنهي الأسبوع عند 1200 دولار في عقود الذهب الآجلة .