دبي - صوت الإمارات
أظهر تقرير حديث أصدرته مؤسسة ماكينزي عن الأسواق الأفريقية أن القارة السمراء بحاجة لبناء 50 مدينة جديدة تشابه دبي اليوم، حسبما ذكر مشاركون في الجلسة الثانية من اليوم الثاني والأخير للمنتدى العالمي الأفريقي للأعمال 2014 التي استضافت ثلاثة رؤساء تنفيذيين لثلاث شركات متعددة الجنسيات في الأسواق الأفريقية واستعرضت تلك الشركات تجاربها في الأسواق الأفريقية وناقشت أهم التحديات والعوائق التي اعترضت مسيرة نمو أعمالها.
حيث أجمع من استضافتهم الجلسة التي حملت عنوان "الشركات المتعددة الجنسيات في أفريقيا من وماذا وإلى أين" على أن تأمين التمويلات المصرفية من البنوك في أفريقيا تعد من أبرز العقبات التي تواجهها الشركات المتعددة الجنسيات في أفريقيا، إلى جانب عدم جهوزية البنية التحتية في أفريقيا وخاصة فيما يتعلق بالماء والكهرباء أما العامل الثالث فيتمثل في تفشي الفساد والبيروقراطية وغياب المعلومات في السوق الأفريقية.
أدار الجلسة الإعلامي البريطاني المخضرم تيم سيبستيان والتي استضافت كلا من الرئيس التنفيذي لشركة محمد من تنزانيا محمد دوجي ، وفيمال شاه الرئيس التنفيذي لمجموعة بيدكو غروب، وإغهو سانومي الرئيس التنفيذي تاليفيراس غروب.
بدأ تيم سيبستيان بسؤال ضيوفه قائلا: "متى يمكن لنا أن نرى شركة أفريقية على تصنيف مؤشر فورتشن العالمي 500 " .
بدأ فيمال شاه بالحديث عن تجربة أعمالهم والتي بدأت صغيرة في نيروبي حيث كان يمتلك مصنعا لإنتاج الملابس والنسيج وتحدث عن المصاعب التي واجهها في التنقل ما بين مصرف وآخر من أجل تأمين التمويل اللازم الذي يحتاجه للتوسع بأعماله، وقال بأنه تنقل ما بين روندا وأوغندا وقيل لنا بأن الشركات المتعددة الجنسيات ستقضي علينا وبأننا لا يمكننا أن نتوسع بأعمالنا في الأسواق الأفريقية.
وتابع:حيث أردنا أن نتوسع بأعمالنا في أفريقيا انطلاقا من كينيا، واليوم وبعد مرور 28 عاماً على تأسيسنا لأعمالنا وبعد أن توسعنا بأعمالنا وأصبح هناك ثقل لنا في أسواق أفريقيا ننظر للوراء ونرى بأنه كان بإمكاننا أن نختصر السنوات الطويلة فعندما أسسنا أعمالنا قبل 28 عاما لم يكن هناك الإنترنت ولم تكن هناك تجارة إلكترونية اليوم بإمكان التاجر شراء المنتج عبر الإنترنت والتعرف على شركات العالم لدينا اليوم 40 صندوقا ونحاول البحث عن صفقات مجزية.
ودعا شاه المستثمرين الراغبين بالاستثمار في أفريقيا أن يدخلوا أفريقيا بعقلية ( المدى البعيد ) فإذا ما أراد هؤلاء تحقيق أرباح سريعة على استثماراتهم فالأجدى لهم أن يدخلوا الأسواق الأميركية ولكن دخول الأسواق الأفريقية يحتاج لنفس وصبر طويلين ولكن في نهاية المطاف ستتضاعف تلك الأرباح بشكل كبير.
ودعا شاه إلى عدم النظر إلى أفريقيا على أنها دولة واحدة فهي مُشكلة من 54 دولة كل لها بيئة الأعمال الخاصة بها وكل لها تشريعاتها وقوانينها وتحدياتها وكل فيها درجات مخاطر متباينة ولكن في نهاية المطاف تبقى الأسواق الأفريقية أسواقا حافلة بالفرص الاستثمارية الواعدة.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة محمد في تنزانيا محمد دوجي إنه وطبقاً لتقرير حديث لماكينزي عن الأسواق الأفريقية فإن أفريقيا بحاجة لبناء 50 مدينة جديدة تشابه دبي اليوم.
وأشار بأن هدفهم هو تأمين 5 مليارات دولار لتوسعة أعمالهم وبأنه يسعى إلى توظيف 100 ألف أفريقي في أعماله وخاصة أن هناك حاجة لتوفير المزيد من فرص العمل في أفريقيا حيث إن تعداد سكان القارة الأفريقية يقدر بنحو مليار نسمة في حين أن ثلث سكان القارة الأفريقية هم دون سن الثلاثين.
وبالتالي هناك حاجة كبيرة لحل مشكلة البطالة في أفريقيا وحاجة لإدخال تغيير على نظام التعليم في أفريقيا. وقال بأن لديه 5 مصانع لإنتاج الغزل والنسيج في موزامبيق تنتج 120 مليون طن من الغزل أي بمساحة 4 آلاف محيط الكرة الأرضية أي أنه قادر على لف العالم بالنسيج حوالي أربع مرات.
وتحدث عن كلفة اليد العاملة في أفريقيا وقال بأنها لاتزال أرخص عن نظيرتها في الصين وقال بأن هدفهم في أعمالهم هو الوصول بإيراداتهم إلى 1.5 مليار دولار .
وأوضح أن الحكومات الأفريقية تقدم حوافز للمستثمرين ممن تحقق استثماراتهم قيمة مضافة في البلدان المضيفة وقال بأن شركته اليوم تنافس العديد من كبرى الشركات العالمية كما تنافس شركة ( يوني ليفر) وقريباً ستنافس كوكاكولا في صناعة المشروبات الغازية في تنزانيا.
وتحدث عن التحدي الذي واجهوه في توسعة أعمالهم وهو الحصول على التمويلات اللازمة من المصارف في أفريقيا وكيف أنه أضطر للذهاب إلى جنوب أفريقيا لتأمين تلك التمويلات واليوم تمكن من تأمين 200 مليون دولار بفائدة منخفضة لتوسعة أعماله.
ويشير محمد بأن عدم جهوزية البنية التحتية وتفشي البيروقراطية والفساد في بلدان أفريقيا كانت من أبرز المعوقات التي اعترضت أعمالهم، منوهًا بأن مؤشر التنمية متدن في أفريقيا باستثناء جنوب أفريقيا، وفي رواندا أيضا بفضل الإرادة السياسية لحكومة رواندا ووجه محمد تحية للرئيس الرواندي على عزيمته في إحداث التغيير.
وحذر محمد من عدم جهوزية البنية التحتية في أفريقيا للمشاريع العملاقة والتي تحتاج لتمديدات حديثة من الكهرباء والماء. وقال بأن إفريقيا تواجه مشكلات في الطاقة وعدم جهوزية الموانئ وأشار إلى أن 60 % هي نسبة الدين بالنسبة لإجمالي الناتج المحلي لأفريقيا .
وأضاف أنه وطبقا للبنك الدولي فإن معظم الدول الموجودة على السواحل لو أنها استثمرت في بناء الموانئ لتمكنت من تحقيق نمو 1.5 إلى 2 % يضاف إلى نمو إجمالي الناتج المحلي لها وبالتالي أصبح من الضرورة للبلدان الأفريقية الساحلية بناء الموانئ وأيضا الدخول في مشاريع لتوسعة الموانئ القائمة فيها لاستيعاب النمو الذي تعيشه أفريقيا.
من جانبه عرض الرئيس التنفيذي تاليفيراس غروب إغهو سانومي تجربة نمو أعماله انطلاقًا من لاغوس في نيجيريا حيث بدأ يفكر في الصناعات في نيجيريا وقال بأن مشكلة تأمين التمويل اللازم من المصارف الأفريقية تعد أكبر المعوقات التي واجهته حيث أن المصارف الأفريقية لا توفر التمويل اللازم لمساعدة الشركات الأفريقية.
وأشار إلى أن الشركات النيجيرية كانت تعتمد على الشركات النفطية في الخارج وبالتالي كان لديهم مسائل متعلقة بالمصافي الأميركية. مشيرا بأن مجموعته اليوم تعد من أكبر مجموعات النفط في أفريقيا وتعمل اليوم على التوسع في شرق أفريقيا وأضاف قائلاً رأينا أنه بإمكاننا تقديم المساعدة في مجال الطاقة حيث نجحنا في خلق مواطن العمل في أفريقيا وأسهمنا في التنمية.
ويرى سانومي بأنهم نجحوا في تغيير المفهوم المتداول عن أفريقيا وهي أنه لا يمكن الثقة بالشركات الأفريقية، فاليوم يعملون مع كبرى الشركات السويسرية. وقال بأن المجموعة اليوم تحتل المرتبة الخامسة على مستوى مصارف الاستثمار في الولايات المتحدة الأميركية.
واستكمل بأنهم نجحوا في التوسع بأعمالهم ومشاريعهم واليوم الشركات الخليجية اعترفت بنجاحهم. فيما أصبحت لديهم اليوم شراكات مهمة مثل (تيمنز) وأكد على أن الثقة تعززت لديهم لتحقيق مزيد من التوسع بأعمالهم في أسواق العالم، كما أتيحت لهم فرصة الاتصال مع الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى.
واختتم بأنهم استطاعوا المساهمة في تعزيز ثقة المصارف الكبرى في تمويل وإقراض الشركات الأفريقية حيث أثبتوا نجاحهم اليوم في أسواق العالم كما حظوا باحترام مصافي النفط الكبرى الأميركية واليوم لديهم مكاتب في دبي ولاغوس ودول أخرى عديدة.