مؤتمر "الهوية" الامارتية

نظّمت هيئة الإمارات للهوية مؤتمرها الحواري الثالث بين قياداتها المؤسسية وموظفيها، الهادف إلى تعزيز الاتصال الداخلي التفاعلي والتعرف عن قرب على حاجات مواردها البشرية والتحديات التي تواجههم، وصولًا إلى تحقيق أعلى معدلات الرضا الوظيفي وإسعاد المتعاملين الداخليين.

وأكدت الهيئة أنَّ التزامها بتنظيم مؤتمر "حوار الهوية" بصورة دورية، يندرج في إطار مبادرتها الأولى من نوعها على مستوى الجهات الحكومية في الدولة التي أطلقتها في عام 2013، والتي جاءت ترجمة لتوجيهات قيادة الإمارات بتحقيق السعادة لموظفي الحكومة حتى يمنحوا السعادة بدورهم للمجتمع الذي هم جزء مهم منه.

وناقش المؤتمر بحضور مدير عام هيئة الإمارات للهوية الدكتور المهندس علي محمد الخوري، ومشاركة أكثر من 400 موظف من الهيئة وعدد من الشخصيات المجتمعية، عددًا من القضايا التي ركزت على تفعيل الطاقة الإيجابية الكامنة لدى الموظف وتحفيز الذات وشحذ الهمم لتحقيق التميّز والريادة في خدمة المتعاملين وإسعادهم، حيث تم استعراض عدد من أوراق العمل في ثلاث جلسات، وعقد حوار مفتوح بين قيادات الهيئة وموظفيها على مدى ساعتين متواصلتين.

ودعا المؤتمر الذي استضافه مسرح "ندوة الثقافة والعلوم" في دبي، القيادات المؤسسية في الهيئة إلى إيلاء أقصى درجات الاهتمام بالموظفين ومتابعة شؤونهم عن قرب وتفهم حاجاتهم وتطويرهم وتدريبهم ومنحهم الصلاحيات وتوفير البيئة المحفّزة لهم ومكافأة المتميزين والمبدعين منهم، لاستخراج قدرات وطاقات فرق العمل وضمان تنفيذ الخطط والأهداف الاستراتيجية بجودة وكفاءة وفاعلية، وصولًا إلى تحقيق رسالة ورؤية الهيئة.

وقدّم الدكتور الخوري ورقة عمل أثناء المؤتمر، أكد فيها أهمية الطاقة الإيجابية في تحقيق النجاح للفرد والمؤسسات التي تطمح إلى الريادة، معتبرًا أنّض الطاقة الإيجابية سر الناجحين في صناعة مستقبلهم وأهم دعائم المؤسسات الساعية لتحقيق مستهدفاتها.

وأشارت الورقة إلى تعزيز ثقافة وممارسات التفكير الإيجابي لتوفير بيئات عمل محفزة تقوم على مبدأ الحوار وتبادل المعارف والآراء وتقبل الآخرين والتعاون معهم من أجل الارتقاء باسم المؤسسة وتعزيز التواصل التفاعلي، لتحقيق التغيير الناجح والتطوير الجاد وتقليل تبعات وخسائر التغيير ذاته.

وطالب الخوري موظفي الهيئة بالاهتداء بنهج القيادة لرد الجميل للوطن عبر الحرص على تحقيق التميز والإبداع والابتكار في الخدمات التي تقدمها الهيئة لمتعامليها، وكذلك تعميق ولائهم الوظيفي والمؤسسي وبث الطاقة الإيجابية في نفوسهم للارتقاء بكل مناحي العمل.

وأوضحت الورقة أنَّ الدراسات تشير إلى أنَّ السلوك الإيجابي يمثل 40% من شخصية الفرد، في حين يمثل الاجتهاد والالتزام 59% من تلك الشخصية، ويتبقى ما نسبته 1% فقط للذكاء والعبقرية، وذلك يثبت حتمًا أهمية الطاقة الإيجابية في تشكيل السلوك الإيجابي لدى الفرد.

ونبّهت الورقة إلى خطورة تغلغل الطاقة السلبية في الموظف نظرًا لكونها سببًا لأكثر من 75% من الأمراض التي يشهدها العصر، منوهة إلى أنَّ الطاقة السلبية سلوك قابل للعدوى وتأثيراته على الفرد وعلى المؤسسة تكون وخيمة، وذلك حين ينشغل صاحب الطاقة السلبية عن زيادة مخزونه المعرفي، مما يعمّق لديه الجهل ويزيد عدائيته تجاه الآخرين، فيتوالى هروبه من أخطائه، وهو ما يؤدي بالمؤسسة للانحدار.

وتضمّن المؤتمر ثلاث جلسات عمل، عُقدت الأولى تحت عنوان "المعرفة والإبداع في هيئة الإمارات للهوية" وأدارتها مشرفة مركز خدمة المتعاملين في رأس الخيمة خديجة الطنيجي وتم أثناءها استعراض ورقتي عمل قدمت إحداها مديرة قسم التدريب والتطوير صفية الياسي وتمحورت حول "إدارة الموارد البشرية بالمعرفة"، وقدمت مشرفة مركز البرشاء أسماء زينل، الورقة الأخرى التي تمحورت حول "الإبداع وثقافة التغيير".

واستضافت الجلسة الثانية التي أدارها مدير إدارة دعم مراكز الخدمة في الهيئة ناصر العبدولي، بعنوان "التحفيز والتفعيل الذاتي للموظفين"، كلًا من المدير التنفيذي للشؤون الهندسية والإسكان في برنامج الشيخ زايد للإسكان المهندس عبد الله الخديم، الذي قدّم ورقة بعنوان "تفعيل الذات"، وأخصائي التميّز في شرطة أبو ظبي سعيد المرزوقي الذي قدّم ورقة بعنوان "التحفيز الذاتي".

في حين شهدت الجلسة الثالثة تنظيم جلسة "عصف ذهني"، أدارها مدير مكتب الحوكمة والتميز المؤسسي الدكتور أحمد الجابري، وتم أثناءها فتح آفاق الحوار بين قادة الهيئة وموظفيها وتقديم المقترحات الرامية إلى الارتقاء بآليات العمل وتذليل العقبات التي تواجه الموظفين لتقديم أرقى الخدمات للمتعاملين.

وقدّمت "فرقة الجوالة" المسرحية عرضًا فنيًا بعنوان "الحوار الإيجابي"، تضمّن عددًا من المشاهد التي أكدت أهمية مشروع بطاقة الهوية في تعزيز وتطوير الخدمات التي تقدمها مختلف المؤسسات في الدولة.

وفي ختام المؤتمر، كرَّم مدير عام الهيئة المحاضرين الذين قدّموا أوراق عمل وشاركوا في إدارة جلسات المؤتمر وعدد من الشخصيات المجتمعية الفاعلة، إلى جانب أعضاء فرقة الجوالة.