أسواق المال

ارتفعت وتيرة عمليات الكر والفر للمضاربين وجني الأرباح السريعة، الأمر الذي رفع من حدة تأرجح حركة أسواق المال المحلية التي تقلبت بين اللونين الأخضر والأحمر بشدة أمس الأربعاء ، وأسفرت حصيلة تعاملاتها في النهاية عن خسارة 5.7 مليارات درهم بعدما كانت رابحة ضعف هذه القيمة الأكثر من ساعتين لكنها فرطت بها بعد افتتاح السوق السعودي على تراجع قوي في خطوة تعكس زيادة معادل الارتباط بين السوقين في الفترة الأخيرة بحسب رأي الخبراء.

ومع تواصل السلبية لليوم الثاني على التوالي عادت المؤشرات العامة للتخلي عن حواجز دعم مهمة وانخفض المؤشر العام لسوق دبي المالي بنسبة 1.73% إلى 4492 نقطة، فيما تراجع المؤشر العام لسوق أبوظبي للأوراق المالية إلى 4878 نقطة وبنسبة 0.26% مقارنة بالجلسة السابقة.

واستمر الضغط الأكبر على الأسواق من أسهم العقار التي تخلت على ربحيتها وتحولت إلى الخسارة في النصف الثاني من الجلسة بقيادة سهم إعمار المنخفض إلى 10.20 دراهم ولحق به أرابتك إلى 3.92 دراهم والاتحاد العقارية 1.80 درهم وديار 1.08 درهم، وتكبد سهم إشراق المدرج ضمن القطاع في أبوظبي اكبر الخسائر وبنسبة 5.7% مغلقاً عند 1.15 درهم تلاه رأس الخيمة العقارية بنسبة 4.4% إلى 86 فلساً وتراجع سهم الدار لمستوى 3.32 دراهم.

وعلى مستوى السيولة فقد جرى تداول ما يقارب 590 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 1.33 مليار درهم منها مليار درهم سجلت لصالح سوق دبي ووصل عدد الصفقات 10810 صفقات.

وأوضح  المدير الشريك في شركة الفجر للأوراق المالية، نبيل فرحاتإن انخفاض أسعار الاسهم المحلية جاء نتيجة بيع المحافظ الخليجية والعربية في حين حاول المواطنون والأجانب استيعاب عمليات البيع، مشيرًا إلى أن أهم الأسباب التي تدفع المحافظ الخليجية للبيع هو انخفاض حاد في أسواقها المالية بعد انخفاض أسعار النفط التي قاربت اذا لم تتجاوز السعر المحدد في الميزانية .

وبالتالي دخول بعض الحكومات في عجز مالي. وأضاف أن هذه الاوضاع أسهمت في انخفاض أسعار الاسهم بشدة واضطرار مديري المحافظ إلى البيع في أسواقنا إما لتوفير السيولة وإما لتعويض الانخفاض في أصول الدولة الأم.

وأكد فرحات أن هناك سيولة كبيرة محتجزة في ارابتك والمضاربات التي حصلت على السهم والمضاربين في انتظار إتمام الصفقة بين المعنيين لتحرير هذه السيولة، كما أن هناك جزءاً من السيولة محجوزة في سهم اعمار مولز، والمستثمرون والمضاربون في انتظار قيام شركة اعمار بتوزيع الأرباح النقدية والتي قد تبلغ 9 مليارات درهم.

وكانت التعاملات في سوق دبي المالي شهدت انطلاقة خضراء ارتفعت خلالها الاسهم بنسبة جيدة وتواصلت على النهج نفسه لأكثر من ساعتين أعقبها عمليات بيع لجني أرباح سريعة وهو ما أسهم في عكس السوق لاتجاهه والتخلي عن المكاسب التي حققها وبعد ذلك الدخول إلى مربع الخسارة.

وتعكس حالة عدم الاستقرار التي سيطرت على حركة الاسعار انخفاض الثقة في التعاملات، حيث اصبح غالبية المتداولين يميلون للمضاربة وتحقيق المكاسب السريعة بغض النظر عن نسبتها، الامر الذي يفسر حدة تأرجح الاسعار خلال الجلسة الواحدة والتقلبات الكبيرة للمؤشرات بين اللونين الاخضر والاحمر كل ساعة تقريباً.

وفي خطوة تظهر مدى سيطرة المضاربات على التعاملات فقد افتتح سهم إعمار مع بداية الجلسة على ارتفاع عند مستوى 10.50 دراهم ثم واصل تحسنه حتى بلغ 10.60 دراهم لكنه عاد للتراجع بعد انتصاف الجلسة هابطاً إلى 10.20 دراهم وبنسبة 1.45% وسط تداولات بلغت قيمتها نحو 220 مليون درهم.

ومع الاغلاق السلبي للسهم لليوم الثاني على التوالي فقد مرشحا للتخلي عن حاجز مقاومة جديد دون مستوى 10 دراهم في حال استمرار الدخول والخروج السريع عليه من قبل الافراد والمؤسسات.

وسار ارابتك في الاتجاه الذي سيطر على حركة إعمار، حيث أطلق السهم في الدقائق الاولى صعوداً إلى 4.12 دراهم ثم عكس مسيرته وتحول إلى التراجع التدريجي والذي ارتفعت وتيرته في الساعة الاخير من التعاملات هابطاً إلى 3.87 دراهم قبل ان يقلص من خسائره ويغلق عند 3.92 دراهم بانخفاض نسبته 1.26% مقارنة باليوم السابق. ولحق به سهم الاتحاد العقارية الذي وصلت نسبة خسائره 2.7% مغلقاً عند 1.80 درهم.

وعلى الاتجاه الآخر من الصورة تواصل التراجع في سوق أبوظبي للأوراق المالية لكن بنسب أقل من تلك المسجلة في جلسة أمس الأول وجاء الضغط الاكبر على السوق من أسهم العقار على وجه التحديد واغلق المؤشر العام عند مستوى 4878 نقطة بخسارة نسبتها 0.24% بحسب الأرقام التي صدرت عقب انتهاء التعاملات.

وتكبد سهم بنك رأس الخيمة الوطني أكبر الخسائر في قطاع البنوك منخفضاً بنسبة 2.6% إلى 8.72 دراهم وهبط سهم بنك أبوظبي التجاري إلى 8.30 دراهم ومصرف أبوظبي الاسلامي 6.46 دراهم وبنك ابوظبي الوطني 14.45 درهماً ولم يطرأ تغيير على سهم بنك الخليج الاول المستقر عند 17.75 درهماً، وخالف سهم بنك الاتحاد الوطني الاتجاه مرتفعاً إلى 6.48 دراهم.
وفي قطاع العقار ارتفعت وتيرة خسائر سهم اشراق الهابط بنسبة 5.7% إلى 1.15 درهم وفقد سهم رأس الخيمة العقارية نحو 4.4% من قيمته مغلقا عند 86 فلسا، في حين تراجع سهم الدار إلى 3.32 دراهم.

وبات سهم أبوظبي للطاقة أقرب من أي وقت مضى من التخلي عن قيمته الاسمية بعدما أغلق أمس عند 1.01 درهم وثبت الدانة غاز عند 62 فلسًا. وبلغت قيمة السيولة المتداولة في سوق العاصمة 326 مليون درهم فيما وصل عدد الاسهم المتداولة 152 مليون سهم نفذت من خلال 2491 صفقة.

بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب في سوق دبي المالي أمس 267.260 مليون درهم، في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 199.880 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين، 181.470 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 189.960 مليون درهم. أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 54.090 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم 82.790 مليون درهم خلال الفترة نفسها.

ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب 502.830 مليون درهم لتشكل ما نسبته 50.210% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 472.630 مليون درهم لتشكل ما نسبته 47.200% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 30.200 مليون درهم كمحصلة شراء.