أبوظبي - صوت الإمارات
اعتبر وزير الطاقة، سهيل المزروعي أن منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك" ليست المسؤول الوحيد عن استقرار أسواق النفط، وأكد أنها لن تخفض إنتاجها رغم تراجع الأسعار، مطالباً المنتجين من خارج المنظمة بالالتزام بالحصص السوقية والإنتاجية.وأوضح خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الإمارات للطاقة صباح أمس الثلاثاء في أبوظبي " لا تستطيع منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك"، إن تستمر في حماية أسعار النفط التي انهارت منذ حزيران/ يونيو الماضي"، معتبرا انه يجب الحد من ارتفاع إمدادات النفط الصخري، وقال " لا نستطيع أن نستمر بحماية سعر معين للنفط، وقد شهدنا فائضا في الإمدادات مصدره بشكل أساسي النفط الصخري، وكان يجب أن يصحح".
واعتبر المزروعي انه يتعين على المنتجين من خارج أوبك أن يكونوا منطقيين فيما يتعلق بمستويات إنتاجهم، مضيفا أن الأسعار الحالية غير مستدامة بالنسبة لهؤلاء المنتجين.
وأضاف " نقول للسوق وللمنتجين الآخرين، انه يتعين عليهم أن يكونوا عقلانيين، وأن يكونوا مثل أوبك، وأن يتطلعوا الى النمو في السوق".
واعتبر انه لو خفضت أوبك إنتاجها، لكان المنتجون الآخرون تدخلوا ليعوضوا الإنتاج الناقص، وستكون أوبك خسرت في هذه الحالة حصة من السوق دون أن يكون لذلك تأثير على الأسعار.
واعتبر المزروعي أن الأسعار الحالية غير مستدامة، خصوصا بالنسبة للمنتجين خارج منطقة الخليج، واعتبر أن سعر البرميل ما دون الخمسين دولارا لا يسمح لمنتجي النفط الصخري بالاستمرار في الاستثمار لرفع الإنتاج.
وأوضح" إن النفط الصخري يؤمن أربعة ملايين برميل تقريبا للولايات المتحدة يوميا، وهناك تطلع بأن تضاف أربعة ملايين برميل اخرى بحلول عام 2020. وهذا غير ممكن مع مستويات الأسعار الحالية".
وأوضح المزروعي، إن منظمة أوبك لن تغير استراتيجيتها لإنتاج النفط، واستبعد حدوث أي انتعاش مفاجئ في الأسعار، وقال "مازلت واثقا من أن قرار أوبك في تشرين الثاني/ نوفمبر عدم خفض الإنتاج كان القرار الصحيح، مضيفا أن المنظمة كانت ستندم اليوم لو أنها قررت خفض الإنتاج"، مشير إلى أن أوبك لا تنوي عقد اجتماع قبل تشرين الثاني/ يونيو، ولن يكون ثمة خفض للإنتاج. وقال "الاستراتيجية لن تتغير" مضيفا أن عدم تغيير الإنتاج "يبعث برسالة إلى السوق وإلى المنتجين الآخرين بأنه يتعين عليهم أن يتحلوا بالعقلانية، وأن عليهم الاقتداء بأوبك في التطلع إلى تنمية سوق النفط العالمية، وأن تتواءم زيادة الإنتاج مع ذلك النمو"، ولفت " لاحظنا تخمة معروض بسبب النفط الصخري، وهو ما ينبغي تصحيحه" .
ورفض المزروعي الإفصاح عن السعر الذي يعتبره عادلا، وأوضح أنه ينبغي ألا يخرج منتجو النفط الصخري كليا من السوق، بل إن يضطلعوا بدور المنتج القادر على تغيير مستوى الإمدادات حسبما تمليه السوق.
وأوضح أن فترة ستة أشهر غير كافية لإظهار تأثير تراجع النفط، خصوصا على الاقتصاديات الكبيرة ، مؤكداً أن الأسعار الحالية غير مستدامة، وأن أكثر التحليلات الحالية غير مبينة على قواعد السوق. وفي وقت سابق، انتقد المزورعي منتجي النفط الصخري، وحملهم مسؤولية تخمة المعروض، ولفت إن أوبك تتمسك باستراتيجية الإنتاج الحالية كي تبعث إليهم برسالة، وفي وقت لاحق أجاب على سؤال قائلا، إن النفط الصخري قطاع مهم في السوق، ويجب ألا يتوقف إنتاجه، وأضاف أن إنتاج النفط الصخري يبلغ حوالي أربعة ملايين برميل يوميا، وأن أي سعر يسمح باستمرار إنتاج النفط الصخري سيكون عادلا لمنتجي النفط التقليدي.
وأقر المزروعي، إن تراجع السعر لا يؤثر بأي حال على استثمارات الإمارات للتوسع في طاقة إنتاج النفط لكنه لا يتوقع أي انتعاش مفاجئ لأسعار الخام، وقال، "يخبرنا التاريخ أنه كلما حاولنا التنبؤ بما سيحدث فإننا نفشل.. ما أقوله هو أنه من المستبعد أن نرى زيادة مفاجئة.. سيستغرق ذلك وقتا.. سيتوقف الأمر على ما سنراه في الربع الحالي والقادم.. أوالنصف الأول من 2015.. سيعطينا مزيدا من البيانات للتكهن بما سيحدث".
وأضاف المزروعي أن سوق النفط ستستغرق وقتا كي تستقر، لكن هل يستغرق ذلك عامين، أو ثلاثة أعوام؟.. يتوقف الأمر على مدى عقلانية المنتجين.
كما أكد وزير الطاقة،سهيل المزروعي أن اقتصاد الامارات قوي ومبني على سياسة وضعتها الحكومة تقلل فيها الاعتماد على النفط عاما بعد آخر، مؤكداً أن تراجع الأسعار عملية تتكرر كل فترة ولم تؤثر في الاقتصاد، ولن يكون لها تأثير حالياً نظرا لأن الاقتصاد الإماراتي أقوى من ذي قبل، وقال معاليه في رده على سؤال، إن الحكومة تشجع شركتي " مبادلة للبترول" و"طاقة" لاغتنام الفرص وفق أهدافهما المحددة، لكن القرار النهائي يعود لهما ولا تدفع الحكومة أيا منهما باتجاه معين، منوهاً بأن الإمارات لديها خبرة في سوق الإنتاج تقارب 70 عاما، وحصلت على تصنيفات عالية تصل إلى 90% من قبل العملاء،.
وأفاد بأن تراجع السعر لا يؤثر بأي حال على استثمارات الإمارات للتوسع في طاقة إنتاج النفط، لكنه لا يتوقع أي انتعاش مفاجئ لأسعار الخام.
وأشار إلى أن الطاقة التكريرية للإمارات ترتفع في 2015 لتصل إلى مليون برميل يوميا، جزء منها يتجه للسوق المحلي، وهذه من ضمن حصة الانتاج اليومية، لافتا إلى أن استراتيجية الإمارات للعام 2021 مستمرة دون تغيير، وهناك تركيز على كفاءة إدارة الطاقة وترشيدها.
وأفاد بأنه لن تكون هناك اجتماعات لأوبك قبل حزيران/ يونيو المقبل، منوهاً بأن تراجع الأسعار به فرص استثمارية لكافة الأطراف، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يضم خبراء من عدة أسواق يناقشون قضية أسعار النفط، وهل هي مستدامة أم سوف تشهد تغيرا؟. والاقتصاد العالمي يحتاج وقتاً على الأقل ستة أشهر ليتحسن.
وأشار إلى أن الاقتصاد المحلي ينتعش يوما بعد آخر، معربا عن اعتقاده بأن أي تراجع في الأسعار لن يؤثر على دول الخليج بسبب اقتصادها القوي.
ويرى المزروعي، أن هناك فرصة لمراجعة التعاقدات في ظل انخفاض الأسعار، الذي لا يشكل قلقا على الاقتصاد الوطني، كما أن الحالة الحالية للسوق النفطي تشكل فرصة لإنعاش الاقتصاد العالمي ورفع الطلب من جديد على النفط والغاز.
ولفت إلى أن استراتيجية الوزارة تقوم على إدارة كفؤة للطاقة تتضمن تحسين التوزيع ونشر ثقافة الترشيد، بما يضمن كفاءة الاستخدامء، إضافة إلى مراعاة توفير الطاقة في المباني من خلال مواصفات محددة للبناء.