عادت التقلبات الحادة مجدداً إلى تعاملات الأسواق المالية التي خسرت 11.5 مليار درهم ما دفع بإجمال قيمتها السوقية للانخفاض إلى 807.8 مليارات درهم، تحت ضغط من استعجال جني الأرباح من الأفراد والمؤسسات، الأمر الذي ساهم في هبوط أسعار غالبية الأسهم إلى أدنى مستوياتها منذ نحو 4 أشهر.

وقادت أسهم العقار التراجعات الجديدة في السوقين وهبط إعمار بنسبة 3.7% إلى 10.35 دراهم وتجاوزت خسائر "أرابتك" 4.6% هابطا إلى 3.97 دراهم وتخطت النسبة في سهم الاتحاد العقارية 5.1% منخفضا لمستوى 1.85 دراهم ونحو 2.6% لسهم ديار المغلق عند 1.13 دراهم، وتكبد سهم الدار المدرج في أبوظبي خسائر بنسبة 5.4% متراجعًا إلى 3.35 دراهم في حين وصلت النسبة على سهم رأس الخيمة العقارية 4.3% مغلقا عند 90 فلساً.
وانعكست حصيلة التعاملات في السوقين على مؤشر سوق الإمارات المالي المتراجع بنسبة 1.41% ليغلق على 5136 نقطة. وتم تداول ما يقارب 465.5 مليون سهم بقيمة إجمالية بلغت 1.18 مليار درهم خلال الجلسة نفذت من خلال 10378 صفقة.
وأبرز الخبير المالي عميد كنعان "لانزال في منطقة المبالغة في ردة الفعل على كل ما هو سلبي في الأسواق العالمية واعتماد شريحة كبيرة من المتداولين على افتتحاها في بناء قراراتهم بالدخول أو الخروج من السوق وهو أمر غير صحي"، مؤكدًا أنه لا توجد مبررات للبيع بدافع الخوف الذي نشهده في الوقت الراهن في ظل وجود اساسيات جيدة لغالبية الشركات المدرجة.
وأضاف أنه من حق أي مستثمر بناء مراكز سعرية جديدة لكن يجب أن يتم ذلك استنادا إلى أساسيات السوق وليس اعتمادا على العاطفة والبيع العشوائي الذي يساهم في الإساءة إلى الأسواق المحلية التي تتميز بخصوصية عن غيرها من الأسواق الأخرى.
وانطلقت التعاملات في سوق دبي المالي على تراجع وهو ما جاء متوافقا مع التحضيرات التي سبقت افتتاح الجلسة التي ظهر خلالها التحفز للبيع في خطوة وصفت بأنها متوقعة في ظل حرص الغالبية العظمى من المتداولين على جني الأرباح بسرعة نظرا لعدم اتضاح وجهة محددة للسوق منذ أكثر من شهر والتي تقلب خلالها بين التراجع القوي والارتفاع المحدود.
وتركز الجزء الاكبر من عمليات البيع التي عكست استعجال جني الارباح على أسهم العقار الثقيلة وعاد سهم "أرابتك" لخسارة ضعف ما ربحه في اليوم السابق تقريبا هابطا بنسبة 4.6% إلى 3.97 دراهم متخليا بذلك من جديد عن مستوى 4 دراهم الذي يعد نقطة دعم مهمة خاصة بالنسبة لمن يعتمدون في قرارتهم بالدخول والخروج من السوق على التحليل الفني.
وبلغت قيمة الصفقات المبرمة على السهم اكثر من 230 مليون درهم.
ولم يكن الوضع افضل حالا في حركة سهم إعمار الذي افتتح منذ الدقيقة الأولى من التعاملات على انخفاض كبير وواصل خسارة المزيد من قيمته بمرور الوقت وسط عمليات كر وفر للمضاربين حتى أغلق في النهاية عند 10.35 دراهم بتراجع نسبته 3.72% وبتداولات بلغت قيمتها نحو 174 مليون درهم.