الشارقة ـــ صوت الإمارات
تفاوتت المناخات الشعرية في الأمسية الثالثة التي أقيمت في قصر الثقافة في الشارقة، أول من أمس، ضمن فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان الشارقة للشعر العربي. وشارك في الأمسية ستة شعراء، جاءت قصائدهم بين همس الذات لدى الشاعرة رهف المبارك من الإمارات، وكذلك قصائد مصعب الرويشد، من الكويت، مرورًا بشعرية عالية تتشابك فيها سريالية الحلم مع الزمن، في قصائد الشاعر يوسف عبدالعزيز، من الأردن، خصوصًا في قصيدته "ذئب الأربعين"، إلى توهج المفردة في قصائد أحمد قران الزهراني، من السعودية، وغنائيتها، خصوصًا في تتبعه خط الطفولة الريفية، إلى علو صوت الخطاب الشعري في قصائد تناولت أوضاع دول عربية، أثناء مخاض الثورات وبعده، كما في قصائد خالد الوغلاني من تونس، وأكرم قنبس من سورية.
وحضر الأمسية رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبدالله العويس، ومدير بيت الشعر في الشارقة الشاعر محمد البريكي، ونخبة من الإعلاميين والشعراء الإماراتيين والمقيمين وجمهور كبير لايزال يواظب على الحضور منذ افتتاح المهرجان في 13 من كانون الثاني/يناير الجاري.
وتنوعت قراءات الأمسية التي أدارها الإعلامي عبدالعليم حريص، بتعليقات لم تكن مترابطة مع أجواء القصائد، كما لم يقدم لمحة تعريفية بتجارب الشعراء، وتفاوتت الأمزجة الشعرية بين شاعر وآخر، واختلطت القصيدة العمودية بقصيدة التفعيلة، مثلما اختلط التأمل الشعري مع اللغة الخطابية العالية. ومن حيث الموضوعات تفاوتت القصائد بين المفاهيم الوطنية، والإنسانية العامة، إضافة إلى جملة الاشتغالات الذاتية المجردة، فشكلت مرجعيات الشعراء فضاءً متنوعًا.
وبدا واضحًا التركيز على الشأن العربي وما يجري على الأرض من حروب وثورات ونزاعات، إذ شكل الراهن العربي مساحة خصبة أمام الشعراء لقراءة مفارقاته، فحضر المشهدان السوري والتونسي، وكأن الشعراء بذلك يعولون على طاقة الشعر في مواجهة أشكال الظلامية والخراب.