مهرجان الشارقة السينمائي

كشف أطفال لاجئون في لبنان وأطفال شوارع وذوي احتياجات خاصة من السودان قصصهم من خلال كلماتهم وأفلامهم في عرض سينمائي خاص تحت عنوان "حرك، غيّر"، أمس الخميس، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل.

وصنع الأطفال أفلامهم الفنية في ورشة عمل للرسوم المتحركة قدمها مدرب الرسوم المتحركة للأطفال ضياء ملاعب، وبدعم وتعاون من برنامج "أنقذوا الأطفال"، ومنظمة أطفال الحرب الهولندية في لبنان، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومؤسسة حقوق الأطفال في السودان، ومؤسسة نبع، علما أن ضياء أقام ورش عمله في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان مثل عين الحلوة ونهر البارد. 

وشجع ضياء الأطفال على رواية قصصهم مستخدمًا بذلك الفن كوسيلة علاج، وقام الأطفال برواية قصص عن فقدان أفراد من عائلاتهم، وفقدان منازلهم، وعن الحياة تحت القصف، وترك أوطانهم والانتقال إلى مخيمات اللاجئين، ومحاولة بناء حياة جديدة، كما تحدثوا عما يعاني منه أولياء أمورهم بسبب صعوبة الحياة وغلاء المعيشة. وقال أحدهم: "أخاف أن أمرض لأنني إذا مرضت فإن أهلي لن يستطيعوا أن يتكفلوا بمصاريف العلاج".

كما تحدث فيلم آخر عن ترك الكثير من أطفال اللاجئين مدارسهم لكي يعملوا في جمع وبيع الخردة. وحذر الفيلم الأطفال من مخاطر ذلك وحثهم على البقاء في مدارسهم.

وأقام ضياء في كل مخيم ورشة عمل مدتها خمسة أيام علم فيها الأطفال مبادئ تقنية إيقاف الحركة في صناعة الرسوم المتحركة، وقال: "كنا نقوم بكتابة النص ثم صناعة المواد الفنية التي سنقوم باستخدامها ثم نصور وفي النهاية كنا نقوم بصناعة ومونتاج الفيلم. كل ذلك هو عمل الأطفال، قصصهم وأصواتهم".

وأشار ضياء ملاعب إلى أن التحديات التي واجهها المشروع كانت فقط تحديات تقنية وعملية، فأحيانًا كانت الأسباب الأمنية أو انقطاع تيار الكهرباء يمنع الأطفال من الوصول إلى ورشة العمل.

وإضافة إلى كون مثل هذه المشاريع أداة للتمكين، أوضح أنَّ العمل مع الأطفال في هذه المبادرات يجعلهم يعيشون في جو تحفيز إبداعي. وأضاف: "عندما يعيش الأطفال في هذه الظروف ثم تقوم بإعطائهم أدوات وفرص للإبداع فإنهم يتألقون فعلًا. لقد تعلمت الكثير منهم".