لندن ـ كاتيا حداد
سادت حالة من الاستياء بين الجمهور داخل دار الأوبرا الملكية مساء الاثنين، وسط صيحات استهجان بعد عرض مشهد اغتصاب امرأة عارية ضمن الفصل الثالث في رواية "ويليام" من إخراج الإيطالي داميانو مكياليتو.
وتضمن المشهد تفاصيل اغتصاب امرأة عارية من طرف عصابة بعد إجبارها على تناول الخمور، لكن كاسبر هولتن قرر استكماله ورفض الاعتذار للجمهور.
وأكد هولتن، في تصريحات صحافية، أنه يساند إنتاج الرواية، مضيفًا "علينا أن نشعر بالصدق والمصارحة بشأن العنف الجنسي وكونه حقيقة مأساوية للمرأة في أنحاء العالم في حالة الحرب".
وأشار إلى أنه من الضروري تسليط الضوء من طرف الفنانين على تلك الجريمة بدلاً من الصمت. وبيّن أنّ الرواية لا تناقش قصة حب ولكن تكشف عن فعل مؤسف.
ورفض هولتن الاتهامات التي تتحدث عن أنّ المشهد غير مبرر، مؤكدًا على أن الحروب في الواقع تشهد جرائم عنف جنسي تجاه النساء، موضحًا أن مهمة العمل عرض الحقيقة بدلا من الخيال العاطفي الحالم، وأضاف "العنف الجنسي هو الأمر المزعج وليس المشهد الذي يكشف عنه سواء كان في مسرحية أو فيلم سينمائي أو حتي عرض على شاشة التلفاز".
وشدّد هولتن على رفضه الاعتذار عن الإنتاج، موضحًا أن الرواية تضمنت مشهدًا عاريًا كان مهماً لإيصال رسالة إلي الجمهور، على الرغم من دعوات الرفض.
وبيّنت تقارير صدرت أخيرًا، أنّ النقاد يدعمون الجماهير المنزعجة من المشهد، ولفتت تيم آشلي من صحيفة "الغارديان" إلى أن التصويت من طرف الجمهور منح الإنتاج اثنين فقط من النجوم.
ومنح ريتشارد موريسون، الرواية نجمة واحدة في التصويت الذي أجرته صحيفة "تايمز" معللاً ذلك بأنها تمثل تدهوراً فنياً لا ينبغي أن يكون في بريطانيا عام 2015، بينما كتب مايكل شرش لصحيفة "الإندبندنت" يؤكد أن المخرج الإيطالي يناقش قضايا مهمة حدثت خلال فترة التسعينات في البوسنة ولكن الجمهور رفض تقبل الأمر.
وانتقد جورج هال المشهد، الذي يجري مراجعات نقدية، وسبق أن قدم قراءة في رواية "The Stage" التي تضم الأميركي شون أوزبورن والكندي باريتون غيرالد والسويدي سوبرانو ميلان بيستروم مع المخرج الموسيقي في دار الأوبرا الملكية.
ووافق شون أوزبون على عرض المشهد للكشف عن جرائم العنف التي تتعرض لها النساء، معتبرًا أنه كان أطول من اللازم. واعتبر أنه "إذا لم يكن هناك أي مشهد يكشف عن العنف الجنسي فستصبح الرواية للأطفال".
وأوضح مخرج العمل أنه سيبحث وجود تحذيرات قبل عرض الرواية وإذاعتها على راديو "بي بي سي" في الرابع عشر من تموز/ يوليو حتى يعرف الجمهور مسبقاً بأنها تحتوي على مشاهد توضح العنف الجنسي.