فرقة مسرح كلباء الوطني

قدّمت فرقة مسرح كلباء الوطني، الأربعاء، على خشبة مسرح قصر الثقافة في الشارقة مسرحية "حرب السوس" من تأليف حميد فارس وإخراج فيصل الدرمكي، وهي إحدى المسرحيات المشاركة في المسابقة الرسمية .

تتناول المسرحية حياة قرية يدخل السوس نخلها وتصاب بكارثة اقتصادية خانقة، وتبحث عن طريقة تقضي بها على السوس، ويقوم أحد أبنائها مبشرا بأن الفرج آت، ويستغل جهلهم بالقراءة والكتابة، فيخرج صحيفة ليوهمهم أن دواء السوس مكتوب فيها، وقد أرسله لهم هدّال وهو أحد أبناء القرية، وسنكتشف أن هدّال هو أحد أبناء القرية النازحين عنها بسبب خلاف مع كبير القرية.

ويتصدّى كبير القرية للشاب صاحب الصحيفة، وينبه أهل القرية على أنه كذاب ونصاب، ولا ينبغي أن يثقوا فيه، ويواجهه بدلائل كذبه، لكنّ أهل القرية يقتنعون بقول الشاب لأنه يقرأ في الصحيفة، ولا يلبث أن يبشرهم بقدوم هدّال الذي سينقذ القرية من السوس، وتخرج القرية بالزغاريد والأغاني في استقبال هدّال، وعندما يحل هدّال بالقرية يعقد هو وتابعه الشاب صفقة للقضاء على كبير القرية، فيدسون السوس في بيته، ويدّعون لأهل القرية أنه هو من أطلق السوس في نخلهم وأنه يربي السوس في بيته وسينشره في القرية ليقضي على أهلها بعد أن قضى على نخلهم، في المقابل يدبر كبير القرية خطة للإيقاع بهدّال وتابعه، فيختفي ويعلن أهل القرية أنهم تخلصوا منه.

بالموازاة مع ذلك كانت تدور حكاية أخرى بين تابع هدّال وبنت كبير القرية الذي كان يرفض زواج ابنته من ذلك الفتى ويعتبره سوسة خبيثة، ونبتة فاسدة ستسمم القرية، ولكنّ البنت مأخوذة بحبه، مما ينشئ خلافاً بينها وبين أبيها، الذي لم تفهم لماذا يرفض زواجها، لكن حين يدخل هدّال ويبدأ في تدبير مكائده ضد والدها، يشرح لها والدها كل شيء حول هدال وتابعه الذي أحبته، ويقرر معها أن تذهب إلى الشاب بعد اختفائه هو لتعرف كيف سيستقبلها، وتنفذ الخطة، وتأتي للشاب فتطلب منه الزواج بها، لكنها تجده ذليلاً وخانعا لإرادة هدّال وتستشعر منهما الشر، ويكشفان لها عن نواياهما السيئة، وغطرستهما، ويعلنان لها أن كل أهل القرية أصبحوا عبيداً لهما، لكن كبير القرية يفاجئهما هو ورجاله ويقبضون عليهما بالجرم المشهود، ويعدمونهما .

"حرب السوس" هي الدسيسة التي تنخر المجتمعات، هي أصحاب النوايا الخبيثة الذين يبحثون عن مصائد يصطادونها، وعن خلافات ينشبونها بين فئات المجتمع، يستغلونها للوصول إلى أهدافهم الأنانية التي لا تقيم وزنا لما هو حق وعدل وإنساني، وقد عمد الدرمكي إلى تجسيد هذه الأطروحة عبر تشكيل بصري سينوغرافي جمع فيه بين الأغنية الشعبية والإيقاع الغربي وديكورات تعتمد على مجسمات للنخل لإعطاء طابع للقرية، وعزز تشكيله بعروض الرقص الكوريغرافي للمجموعة، وهو أسلوب بدأ يدخل العروض المسرحية في الإمارات خصوصًا مع محمد العامري، لكنّ المشكلة التي عاناها هذا العرض تمثلت في ضعف الأداء التمثيلي، وضعف بنية الضوء، فبعض نقلات الضوء وبقعه لم تكن لها دلالة، كذلك فقد اختار المخرج أن تظل الخشبة مظلمة في الأغلب، واكتفى بالبقع الموضعية، وهو ما لم يكن مناسباً لأجواء الحكاية .

أما من الناحية الدرامية فالقصة بسيطة، ليس فيها ما هو مدهش، واعتمدت في نهايتها طريقة الفيلم البوليسي، وقد جاءت مبتسرة خالية من التحليل النفسي والاجتماعي الذي يعمق الحدث ويقدم مبررات للتغيرات الدرامية الحاصلة .