"الملتقى العربي لفنون الدمى وخيال الظل"

شهد اليوم الثاني "الثلاثاء 21 أكتوبر/ تشرين الأول" من "الملتقى العربي لفنون الدمى وخيال الظل" الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، ويحتضنه المعهد العالي للفن المسرحي في تونس إقامة جلستين، تحت عنوان "تفعيل فنون الدمى في الفضاء التربوي" وأدارهما الدكتور هشام بن عيسى، وفي أولاهما قدمت كل من فاطمة المعدول وهدى اللموشي تجربتهما في هذا المجال .

وقالت فاطمة المعدول في مداخلتها "إن المسرح ملعب جميل وذو أهداف نبيلة، وأن المسرحي الحقيقي هو ذلك الذي يستمتع بعمله مثل ما يستمتع الأطفال بلعبهم، وأن المسرح بما فيه مسرح الدمى ليس وسيلة تعليمية، لكنه وسيلة لإطلاق ملكات اللعب والطاقات المعبرة عن الذات، وتحرير الإنسان من العزلة والخوف والعقد، وجعله واثقاً من نفسه، قادرا على التفاعل الإيجابي والخلاق مع محيطه" .


هدى اللموشي قدمت في مداخلتها خلاصة دراسة أعدتها حول فنون الدمى والأطفال المعاقين، ورأت أن فن الدمى يمكن أن يستفاد منه في مجالات تربوية وعلاجية عدة، خصوصاً في عالم الطفل، لأنه يستخدم وسيلة قريبة من روح الطفل وهي الدمية، وقد ركزت في رؤيتها على ضرورة مراعاة حالة الطفل المعاق عندما نريد أن نصنع له عروساً، فنصنعها على مقدار حاجته وقدراته البدنية والعقلية .


الجلسة الثانية أدارها أيضا الدكتور هشام بن عيسى، وقدم فيها نور الدين المطماطي ومعز بن شعبان تجربتيهما في مجال مسرح العرائس المدرسي، وركز ابن شعبان على غياب الدعم المادي والمعنوي لهذا النوع من النشاط الفني داخل المؤسسات التربوية بالرغم من أهميته التثقيفية والتوجيهية، وما يمكن أن يثمره من استخراج لقدرات الطلاب، وإعادة تأهيل الفاشلين منهم، وتحدث في هذا الصدد عن بعض التجارب الناجحة التي خاضها مع طلابه .
أما نور الدين المطماطي فتناول تجربته في التنشيط المسرحي في المؤسسات التربوية، التي بدأها في السبعينات، وقال إن المسرح هو وسيلة لنقل الحب والجمال إلى المتفرج، وقد كان منطلقه عندما بدأ التنشيط المسرحي من هذه الفكرة وعمل على ترسيخها، وركز على المراحل العمرية الأولى قناعة منه بأن التأسيس لا بد أن يمر بتلك المراحل التي سيكون أبناؤها هم جمهور المسرح في المستقبل .


وشهد الملتقى عرض مسرحية "الديناصورات" تأليف وإخراج حسّان السلامي، من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس، وذلك على خشبة مسرح المركز، وحاولت المسرحية أن تقدم صورة عن الصراع بين الخير والشر، وتقدم نموذجا لقوة إرادة الإنسان وذكائه، الذي يتغلب على كل الصعاب وتهزم أعتى المخلوقات الكونية، وقد لاحظ النقاد أنه كان قد أدخل في فن المسرح بشكل عام منه في فن العرائس .


وكان اليوم الأول شهد عرضا للعرائس قدمه اثنان من خريجي المعهد الوطني للفن المسرحي، هما وليد الزين ومروان الصلعاوي، وجاء العرض بعنوان "فري نمول" .