مجموعة قماش هندي يرجع إلى ألفي عام

يعرض بقايا سجاد هندي عمره يكاد يصل إلى ألفي عام، صنع من صبغات عديدة من الأحمر اللامع وأعماق الأزرق النيلي والذهب والفضة والحرير المطرز، في معرض حول متحف "فيكتوريا وألبرت" يحتوي على عدد ضخم من الألوان.

وترتبط الأقمشة ارتباطًا وثيقًا بالثقافة الهندية، ومنها قماش "خادي" البسيط الذي يعد رمزًا للفكر والاستقلال في الهند للسجاد المزخرف المليء بالألوان.

وخصصت غرفة بالكامل إلى معلقات من ولاية غوجارات في الهند، والتي عثر عليها أحد المقيمين في بروكلين ملقاة في مخزن على رصيف نيويورك قبل 20 عامًا، حيث جمع هذا الرجل المعلقات، ونقلها إلى منزله، حسبما أفادت مدير نسيج الهند روزماري الجامعة الذي سوف يتم افتتاحه هذا الأسبوع .

وفي رحلة إلى لندن بعد ذلك بوقت قصير أعطى الرجل الأميركي  لوحة "موكب الناس والأفيال" المصنوعة في أوائل القرن الـ 20، والتي يصل طولها إلى 17 مترًا إلى المتحف البريطاني، والآن تستخدم اللوحة التي تعد الأبرز من بين 200 معلقة أخرى لتزيين غرف الاحتفالات.

وعلى صعيد آخر وجد الفنانون صعوبة في التعامل مع خيمة تيبو، وهي عبارة عن خيمة كبيرة متنقلة كان يستخدمها  السلطان تيبو والتي  خصصتها بريطانيا غنائم حرب بعد هزيمة السلطان في معركة "سيرينباتم" الشهيرة.

وكان من الصعب إنشاء الخيمة التي يعتمد تصميمها بشكل أساسي على تثبيتها بالحبال، في مسافة صغيرة فهي تستند على مسافة 58 مترًا مربعًا من القماش القطني، ولكنها أيضًا تستطيع جذب الزائرين للدخول وتخيل عالم السلطان المترف في القاعة الملكية.

وجذب الثوب المزخرف الذي يعتقد أنه صنع في حيدر أباد عام 1850 الانتباه، ومع الفحص الدقيق يكشف الثوب عن العديد من الجواهر القرمزية اللون، وفي جانب الفستان هناك العديد من الجواهر على شكل خنفساء وحشرات طائرة  تعبر عن جمال خلاب.

واحتوى المعرض أيضًا على شال مطرز بخيوط فضية، تم إهداؤه إلى الملك جورج الخامس عام 1911 عندما حضر إلى دلهي دوربار في احتفال التتويج، والذي يعد من أفضل الأمثلة على الملابس الملكية.

 

وتضمن المعرض أيضًا معلقات وسجاجيد مخصصة للصلاة والعديد من الآثار المصنوعة من الذهب والفضة والحرير  مثيرة للاهتمام، وعلى مدى قرون دخلت المنسوجات في العديد من الديانات المختلفة في الهند وبنغلاديش وباكستان الهندوس والمسلمين والسيخ، والبوذيين والمسيحيين وغيرهم.

وتم اكتشاف قميص إسلامي نادر يعود إلى القرن الـ 19 منقوش عليه آيات من القرآن بماء الذهب ومطرز بخيوط ذهبية، وتم صنعه في جنوب شرق الهند للكنسية الأرمينية.

ويركز المعرض على الأهمية التاريخية والمستمرة للمنسوجات في اقتصاد الهند، وترجع الأهمية الكبيرة للمنسوجات في اقتفاء أثر تاريخ المنسوجات والنباتات الطبيعية والصبغات للدولة الأكبر توريدًا في العالم للأقمشة حتى قبل أن يكتشف دا غاما طريقًا ما بين الهند وأوروبا.

وترقد مجموعة من الكنوز غير المرئية على مدار اليوم، وبعيدًا عن فخامة حرفيتها وجودة القطن فيها، منحت الصناعات الهندية بريطانيا أسماء مثل "كاليكو، دونجراس، جنجام، كاكي، شوال، وساش"، أما كلمة "تشينز" ارتبطت بكلمة "فالسنسكريتيه"، وتعني ملونًا أو منقطًا، وأفاد ديفيد باتيل: "الأقمشة لها علاقة وثيقة أيضًا بالحركات الاحتجاجية حيث كانت رمزًا للسلطة والاحتجاج".