الشارقة - نور الحلو
ويتيح جناح الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، المشارك في فعاليات الدورة الـ33 من المعرض، لزوار فرصة مشاهدة مقتطفات حصرية من العمل الفني الملحمي الذي دشنت من خلاله إمارة الشارقة احتفالاتها باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، إضافة إلى التعرف على كواليس إنتاج وقصة العمل، بداية من الفكرة والبحث عن الملحن والممثلين، وصولًا إلى إقامة مسرح المجاز الذي كان "عناقيد الضياء" أول عمل فني يعرض فيه.
وعُرض العمل خمس مرات أمام جمهور يقدر بنحو 20 ألف شخص، إلى جانب الملايين حول العالم، الذين تابعوا تفاصيله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأفردت له المئات من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والإلكترونية، مساحات واسعة نظرًا لدوره في إبراز صورة الإسلام الحقيقية، بكل ما ينطوي عليه من حب وتسامح وعدل وخير لجميع البشر.
وصرّح رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، بأنَّ "العمل الفني الملحمي "عناقيد الضياء" حقق نجاحًا كبيرًا عند عرضه في مسرح المجاز، نظرًا إلى ما تميّز به من إمكانات فنية وتقنية هائلة أبهرت الحضور، ولدوره في إبراز صورة الإسلام الحقيقية المبنية على التسامح والمحبة والسلام، ومن خلال عرض كواليس العمل ومقتطفات منه أمام زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب، نتطلع إلى الوصول إلى عدد أكبر وأوسع انتشارًا، خصوصًا أنَّ المعرض يحظى بزيارة مئات آلاف الأشخاص من مختلف الجنسيات، ومن داخل دولة الإمارات وخارجها، لتعريفهم بما يحمله ديننا الإسلامي الحنيف من قيم سامية وآفاق رحبة".
ولاقت كواليس ومقتطفات العمل التي تعرض في الجناح إقبالًا كبيرًا من الزوار، خصوصًا أنَّ كثيرًا منهم لم تتاح له فرصة متابعة العمل مباشرة في مسرح المجاز في نهاية شهر آذار/ مارس ومطلع شهر نيسان/ أبريل الماضيين، بسبب نفاد تذاكر العروض الخمسة، لذلك شكلت فرصة مشاهدة هذه العروض من خلال شاشة تلفزيونية فرصة رائعة أمامهم للتعرف على الجهد الكبير الذي بذل في إنتاجه وتصويره.
وأحدث العمل الذي يروي سيرة النبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، ومسيرة الإسلام وقيمه السامية، تحولًا في المشهد الفني العربي والعالمي، لما تمتع به من إمكانات فنية وتقنية هائلة أبهرت الحضور، وأكدت على أنَّ الشارقة قادرة على تقديم عروض فنية عربية الهوية وإسلامية الروح وعالمية الأداء، يمكنها أن تؤسس لمفهوم فني شامل، يستطيع أن يغير في بنية الإنتاج الفني العربي، ويخرجه من نمطيته وتشابهه إلى مستوى عالمي قادر على المنافسة وإبراز هويتنا وقيمنا وتقديم إنجازاتنا الحضارية إلى العالم بأسلوب رفيع المستوى.
وجاء اختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية في إطار برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وذلك بعد مطابقتها للشروط والمعايير الأساسية للعواصم الثقافية الإسلامية التي وضعتها المنظمة، وحظيت الشارقة بهذا التتويج بمصادقة المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد في الجزائر في كانون الأول/ ديسمبر 2004، نظرًا لما تتمتع به من تاريخ ثقافي بارز وآثار مادية وفكرية تستحق التعريف.