مؤسسة الشارقة للإعلام


أكد عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، رئيس جامعة "الشارقة"، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أنَّ الرؤية والرسالة اللتين على مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين أن ترفعهما عند بداية انطلاقتها التنفيذية نحو العالمية، تؤكدان دائمًا أنَّ هذه المؤسسة هي مركز رائد ومتميز في التعريف بإسهامات العلماء العرب والمسلمين في العلوم وبيان أثرهم في العلوم المعاصرة، وأنها تشكل جسرًا للحوار العالمي والتفاعل بين ثقافات الشعوب المختلفة في هذه الميادين.

وأمر بتخصيص 210 مخطوطات من مقتنياته الخاصة لمؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين لتوضع تحت الدراسة للباحثين والمتخصصين في مجال التاريخ والبحث العلمي. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده مع أعضاء المجلس الاستشاري التأسيسي لمؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين في مقر المؤسسة المؤقت في مبنى مكتبة الطالبات في جامعة الشارقة.

وشدد حاكم الشارقة، رئيس الجامعة، على أهمية دور المؤسسة في إحياء التراث العلمي العربي والإسلامي، وصيانته، والتعريف به، من خلال النشر والترجمة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وإعداد الباحثين وتدريبهم في مختلف ميادين التراث العلمي العربي والإسلامي، ورعاية المهتمين بهذه الميادين، والتعريف بنشاطاتهم البحثية العلمية والتقنية، ودعمهم محليا وإقليميا وعالميًا، والعمل على دمج مكونات هذا التراث النظرية والعلمية في المنظومة التعليمية الحديثة، باعتباره قاسمًا إنسانيًا مشتركًا خدم الحضارة الإنسانية سابقًا، ويشكل اليوم قاعدة معرفية للتواصل العلمي.

ودعا حاكم الشارقة إلى أن تعمل المؤسسة على وضع خططها واستراتيجياتها وشبكات تواصلها الدولي وتقرير ما تحتاج إليه من أدوات ووسائل وكوادر إضافية، وتحديد أنشطتها العلمية والتوثيقية، المحلية والإقليمية والدولية المختلفة، مشيرا إلى أن المرحلة التنفيذية لعمل المؤسسة ستبدأ بتشكيل مجلس أمنائها، وستضم نخبة من العلماء العرب والمسلمين والعالميين من ذوي الاختصاصات والشخصيات الاعتبارية الداعمة للتراث العربي الإسلامي، إضافة إلى وضع الخطط الخاصة بهيكلها التنظيمي، وتشكيل مجلسيها التنفيذي والعلمي، ووضع آليات عملية ومرنة لتحقيق أهدافها، وتنفيذ مشاريعها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

وأشار حاكم الشارقة إلى دور المؤسسة المهم في إعداد الباحثين وتدريبهم في مختلف ميادين التراث العلمي العربي والإسلامي، وإنشاء عدد من كراسي الأستاذية بتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين في عدد من الجامعات العالمية العريقة، وبالتعاون مع المنظمات الدولية المختصة، وتخصيص منح دراسية لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في ميادين التراث العلمي العربي والإسلامي.

وطالب المؤسسة بإنشاء مكتبة متخصصة بهذا التاريخ عند العرب والمسلمين، ووضع آليات وأطر خاصة لرعاية المهتمين بالتراث العلمي العربي والإسلامي، والتعريف بأنشطتهم البحثية، العلمية والتقنية، ودعمهم محليا وإقليميا وعالميا، فضلًا عن عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل الدولية والإقليمية والمشاركة فيها، والتعاون مع المنظمات الدولية والمؤسسات العلمية المعنية في ذلك، وفي مقدمتها المؤتمر الدولي الثالث لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين متزامنًا مع الافتتاح الرسمي للمؤسسة.

وأشار إلى وجوب إنشاء المتاحف والمعارض المتخصصة من أجل ربط التراث العلمي العربي والإسلامي بالواقع العلمي والتقني المعاصر وكشف الإبداعات العلمية، فضلًا عن ضرورة إنشاء مجلة علمية محكّمة وقناة تلفزيونية متخصصة بتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين ناطقة بأكثر من لغة، وإمكانية تخصيص وقفٍ ما لدعم هذه المؤسسة ومواجهة متطلباتها بعد أن يخصص لها المقر الدائم بإذن الله تعالى.