برلين ـ عادل سلامة
عاشت الرسامة سابين مورينتز وعملت في وسط كولونيا ويقع الأستوديو الخاص بها في فناء مشرق قبالة الشارع الرئيسي، وأوضحت أنها تواصل عملها في هذا الفناء منذ 10 أعوام وتتقاسم الأرض مع زوجها وزميلها الفنان غيرهارد ريختر، الذي يقع الأستوديو الخاص به على الجانب الآخر.
وأضافت مورينتز "أحب هذا المكان جدا وقضيت فيه ما يقرب من 10 سنوات حيث عملت وحدي وكنت معزولة جدا، أنا شخص من طراز قديم وأحتاج إلى الضوء".
وولدت مورينتز في عام 1969 في كيدلينبرغ في ألمانيا الشرقية، وكان والدها يعمل كيميائيًا وتوفي في حادث صناعي، وانتقلت عائلتها إلى "دارمشتات" في ألمانيا الغربية في عام 1984، وكانوا جميعا يعيشون في غرفة واحدة هي وشقيقيها التوأم والكلب الألماني الذي رافقها منذ طفولتها لكنه ابتعد عن مشاكل العيش في مكان بدا مملا ومليئا بالضغوط والخوف، وتعيش والدتها بالقرب من موريتز وريختر في "دوسلدورف".
وعلمت موريتز منذ البداية أنها تريد أن تكون فنانة ودرست أولا في Gestaltung Offenbach قبل أن تدخل Kunstakademie Düsseldorf، وبدأت في فصلMarkus Lüpertz لكنها أرادت الانتقال إلى فصل ريختر.
وأضاف زوجها " يجب أن تقاتل من أجل الحصول على مكانك"، وحصلت موريتز على مكان لها ووضعت لوحاتها فيه لتعلن أن هذه هي مساحتها، ولم تكن حياتها سهلة في فصل ريختر، حيث كانت تحصل لوحاتها على الكثير من العلامات، فضلا عن زواجها وإنجاب الأطفال، إلا أن ذلك لم يدفعها لترك العمل.
وتدور الكثير من أعمال موريتز حول الذاكرة وفقدان والدها وبلدها واللجوء إلى الناطقين بالروسية في عالم غريب، واعترفت موريتز بأنها واجهت مشكلة عندما انتقلت للمرة الأولى إلى الغرب، وبيّنت "تربيت وكبرت في ألمانيا الشرقية وأشعر حاليا كأنني ديناصور، وعندما جئت إلى ألمانيا الغربية والتحقت بفصل عادي لم يكن أي شخص يهتم بقصتي، وكنت أغرب فتاة في البلوفرات التريكو".
وأوضحت موريتز أنه بعد حلمها لفترة طويلة بالحياة في الغرب فوجئت برد فعلها تجاه الحرية الجديدة وتابعت "كنت أعاني من الحنين إلى الوطن، وذهبت إلى المدرسة ولدي اللغة ذاتها ولكن لا يمكنني الفهم"، وعملت موريتز على قص الصور الصحافية الملهمة لها في عملها وتجميعها في كتب، لكنها أشارت إلى أنه من السذاجة أن تعود إلى رسوماتها السابقة عندما كانت تعيش في الشرق.