المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي

أكد مدير المركز الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم - الشارقة) زكي أصلان أن المركز يضطلع بدور كبير في المحافظة على التراث الثقافي في المنطقة عبر حزمة من المشروعات المختلفة التي يعكف عليها، مشيرا إلى حاجة المنطقة الماسة للوعي بأهمية التراث، معربا عن شكره وتقديره لحكومة الشارقة لاستضافتها للمركز، والدور الكبير الذي يقوم به عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في الاهتمام بالتراث العربي والعمل على تعزيز مكانته .

وأبان أصلان أنه يعتبر استمرارا لبرنامج آثار بمنظمة إيكروم الذي كرس نشاطاته منذ إنشائه عام 2004 لحماية التراث الثقافي في الوطن العربي ولتوسيع مجالات التعرّف على تاريخه الثري وفهمه وتقديره .

- وأضاف أن المركز يسعى إلى تعزيز قدرات العاملين في مؤسسات التراث الرسمية في الدول الأعضاء على إدارة مواقع التراث الثقافي والمعالم التاريخية والمجموعات المتحفية وفق أسس مستدامة، وذلك تطبيقًا لرؤيته وأهدافه المبنيّة على المعرفة الواسعة التي اكتسبها والخبرة العميقة التي طوّرها في مجال التراث الثقافي في الوطن العربي .

وأنشئ في العام 2012 بدعم من عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي نتيجة لتعاون مثمر مع حكومة الشارقة منذ العام 2008 لدعم برنامج أطلقته الأيكروم في 2004 بعنوان آثار لمعالجة الاحتياجات الأساسية لحفظ التراث الثقافي في المنطقة العربية بشكل عام،وابتدرنا في الفترة الأولى في منطقة بلاد الشام ومصر، وبعدها وسعنا الاتفاقية ووسعنا نطاقه الجغرافي بحيث أضحى يخدم جميع الدول العربية ،كذلك لدينا اتفاقية مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "اليكسوم" التابعة لجامعة الدول العربية، وبهذا الدعم صارت كل الدول العربية مستفيدة من البرنامج لتحقيق أهدافه المبنية على الاحتياجات والأولويات، وهو أساس برنامج الأيكروم، الذي منذ تكوينه في روما في العام 1956 بهدف رفع ممارسات الحفاظ والترميم للتراث الثقافي وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث على المستوى الدولي .

- وأوضح أنه في العام 2004 عقد لقاء بين جميع المسؤولين عن التراث في جميع الدول العربية، وعقدنا ورش عمل مهمة لان الاحتياجات كبيرة لكن كان علينا ترتيب الأولويات، ودولياً تم كذلك ترتيب اجتماعات معهم لمراجعة الاحتياجات التي كانت في تغير مستمر وكنا نقيمها بشكل دوري كل 4 أعوام ،وعندما وقعنا الاتفاقية مع حاكم الشارقة في ،2008 كان هنالك فكرة لإنشاء مركز لاستدامة الجهود التي قمنا بها خلال ال10سنوات الماضية، فوضعت دراسة لجدوى إقامة مثل هذا المركز وبناءً عليها تمت الموافقة في إنشاء مقر للمنظمة في الشارقة لخدمة الدول العربية .

- وأكد أن محاور برنامج المركز للحفاظ على التراث في المنطقة العربية تتمثل في محور بناء القدرات والكفاءات لحماية التراث باستخدام المنهجيات المتعارف عليها دوليا بالذات للعاملين في المؤسسات المعنية بالتراث، وأقمنا في هذا الصدد مجموعة من الدورات الطويلة والمكثفة، التي تعطي المشارك جميع المهارات نظريا وعمليا في أسس الحماية والإدارة، وكان  حاكم الشارقة متابعا، وقرر في 2012 إدراج هذه الدورات ضمن برنامج تعليمي في جامعة الشارقة لكي يكون معترفا به، وخرج المشروع حتى الآن 300 مشارك من جميع الدول العربية أصبحوا أكثر تأهيلاً في مواقعهم في جميع الدول العربية، وكان كل واحد منهم يتلقى الدورة ويعود لبلاده ويطبق ثم يعود إلينا بالنتائج بعد معالجة بعض الاحتياجات حتى تمكنا من صياغة برنامج تعليمي متكامل .
أما المحور الثاني فكان في التواصل والتوعية، لأننا إذا أردنا لجهودنا في حماية التراث أن تستمر فينبغي علينا ألا نعمل كمهنيين فقط بمعزل عن الناس، لأن التوعية من أهم الاحتياجات، لدينا في الدول العربية عدم وعي بأهمية التراث، نحن بحاجة لبناء أساليب لبث هذا الوعي خاصة أننا في منطقة تعتبر مهدا لحضارات العالم، وفي عالم اليوم هنالك مهددات كثيرة للهوية الثقافية التي هي في كثير من الدول كل ما تملك، من خلال التوعية عملنا مع معلمي المدارس عبر إعداد دليل لهم، عندما يكبر الشخص يصبح تعليمه أصعب لذلك عملنا على غرس هذه القيم بشكل مبكر، فتعاونا مع المدارس ومع المتاحف كذلك لما لها من دور تعليمي، لكن المهم الآن هو كيف يمكن أن نتعامل مع وسائل الإعلام، لما للأمر من أهمية ونأمل أن نجد الطريقة المناسبة لإشراك الإعلاميين لفهم ماهية التراث ودلالاته ورسالته الإنسانية، فقبل أن نقول للمهنيين كيف نحافظ لابد أن نقول لماذا نحافظ على التراث، وكل موروثنا الديني والثقافي يحضنا على هذا الأمر .

المحور الثالث، وهو مهم كيف يمكن أن نتعاون في مرحلة التعليم الجامعي عبر إدماج التراث في المناهج التعليمية التي تمت له بصلة مثل هندسة العمارة، هم يدرسون التراث ولكنهم لا يملكون المهارات التقنية الخاصة بالمحافظة والترميم، أعددنا ورش عمل عدة لتأسيس شبكة من الأساتذة والبرامج الجامعية لدمج التراث في المقررات، حتى فيما يسمى بالمساقات الاختيارية التي يشترك فيها طلاب من جميع التخصصات، هنالك طلاب من الهندسة الكهربائية والإدارة، نحن بحاجة لهذه الأنشطة وتغذيتها لتوسيع مدارك التعليم كثقافة، هذه المواضيع الأساسية بالنسبة لبرامجنا إضافة للبحث والدراسات في جامعة الشارقة والجامعة الأميركية، هنالك مرافق مهمة وأجهزة مهمة، مختبر الأشعة السينية يخدم عملية الدراسات للمواد التراثية والتراث المادي لمعرفة إمكاناته، لكن الهدف الأكبر هو الوصول لمرحلة تستديم فيها أهمية التراث للتعريف والترويج وليس للمحافظة فقط .