الشارقة - صوت الإمارات
نظمت رابطة الأديبات في المكتب الثقافي والإعلامي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، صباح الثلاثاء، في قصر الثقافة في الشارقة "ملتقى أديبات الإمارات". وافتتح الملتقى بكلمة ألقتها الكاتبة نجلاء العبدولي عضوة الرابطة، وذلك في حضور المستشارة الثقافية في المجلس، ورئيسة المكتب الثقافي الكاتبة صالحة غابش.
وشكرت العبدولي المحاضرين والأديبات على حضورهم وحرصهم على إنجاح الملتقى، مضيفة أن هذا الملتقى يأتي من واقع سعي المجلس بتوجيهات من قرينة عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، رئيسة المجلس الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، إلى دعم الكاتبة الإماراتية وتحفيزها نحو مزيد من الإبداع .
وشهدت الفترة الصباحية جلستين الأولى أدارتها الشاعرة جميلة الرويحي وقدم خلالها رئيس قسم اللغة الإنجليزية في جامعة الشارقة الدكتور غانم جاسم السامرائي، ورئيسة قسم اللغة العربية في جامعة الإمارات الدكتورة فاطمة البريكي ورقتين حول دراسة ونقد الأدب الإماراتي، وجاءت ورقة السامرائي بعنوان "أدب المرأة الإماراتية"، أكد فيها أن هذا الأدب شهد تطورًا كبيرًا في زمن قصير لا يتعدى ربع قرن، وهو ما يثير الإعجاب والدهشة في آنٍ معًا، فقد حاولت الكاتبة الإماراتية الإمساك بفرصة تاريخية للتعبير عن المكنونات التراثية الثرية لشعبٍ يريد أن يحتفظ بهويته الوطنية في مواجهة تحديات جسيمة، وقد انشغلت هذه الكاتبة بالتفاصيل الصغيرة على أكثر من مستوى .
وجاءت ورقة الدكتورة البريكي بعنوان "النقد الأدبي وأدب المرأة في الإمارات - قراءة في الواقع"، ورأت فيها أن الفجوة بين الحركة النقدية والحركة الأدبية في الإمارات كبيرة جدًا، فهناك تدفق كبير في النشر الإبداعي في مجال الرواية والقصة والشعر، لا يوازيه مقابل في مجال النقد، بل يبدو جانب النقد شبه معدوم .
وبدأت الجلسة الثانية على شكل شهادات أدبية لثلاث كاتبات إماراتيات هن الروائية فتحية النمر، والقاصة صالحة عبيد، والروائية ريم الكمالي، وأدارت الجلسة عائشة العاجل التي قالت إن الكاتبة الإماراتية مبدعة وواعية ابتدعت مسلكها الخاص للتعبير عن ذاتها وواقعها، وارتبطت في أشكال إبداعها بهويتها الإماراتية المرتبطة بالأرض والبحر والشجر والحجر .
وذكرت فتحية النمر في شهادتها، أنها عادت إلى طفولتها، حيث كان التأثير الأول للحكايات التي كانت ترويها لها والدتها بتفنن مشوق ومغرٍ فتح خيالها على عالم القص الواسع، ودفعها إلى التعلق به، والبحث الدائم عن القصص .
واتبعت صالحة عبيد أسلوبًا حكائيًا في سرد قصتها مع الكتابة، فقالت إنها وهي في سن العاشرة كانت تخط بشكل رديء جعل والدها يدفع إليها كل يوم صحيفة ويلزمها بنسخ بعض مقالاتها ثلاث مرات، وكان تقف عاجزة عن فهم ما هو مكتوب من مقالات وأخبار لا يستطيع عقلها الصغير أن يفهمها، غير أنها عثرت في الصحيفة على الصفحة الأخيرة التي تحمل قصصًا وأخبارًا مختصرة خفيفة بدأت تستوعبها، وتتملكها الدهشة لمعرفة المزيد، ثم اكتشفت أن في حيها مكتبة بها ما هو أكبر من الصفحة الأخيرة في الصحيفة وأكثر عمقًا وهو الكتب، فبدأت القراءة، وهناك اكتشفت القصص، وتولدت لديها الرغبة في إعادة إحياء أولئك الأبطال الذين يموتون على الورق .
وأضافت الكاتبة ريم الكمالي: "أن الحوافز على الكتابة جاءتها من عدة عوامل، أولها تلك الحكايات التي كانت ترويها لها جدتها، وكانت امرأة متعلمة، وثانيها عالم القرية التي نشأت فيها في رأس الخيمة خلف الجبال على بعد أمتار من مضيق هرمز، وهي منطقة ذات طبيعة خلابة، وتقوم فيها شواهد لأبنية ونقوش من عصور مختلفة، فكانت الطبيعة الجميلة وتلك الشواهد تثير دهشتها وتأملها، وتدفعها إلى التساؤل عن هوية المكان وتاريخ المنطقة، ولما انتقلت مع أسرتها إلى دبي، اكتشفت المكتبات العامة وبدأت تقرأ، ما زاد دهشتها وفضولها المعرفي، ووسع أسئلتها" .