المجلس الوطني للإعلام

أكد مستشار رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام في الإمارات إبراهيم العابد، أنّ دولة الإمارات تشهد حركة نشر مزدهرة جدًا، لافتًا إلى رؤية الإمارات 2021 التي تركز على حرية التعبير والنشر، مؤكدًا على الدور الذي تلعبه الدولة في تطوير القطاعات الثقافية من خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، بالإضافة إلى تقليل الرقابة على الكتب المستوردة من الخارج إلى الدولة.

جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني لمؤتمر "الناشرين العرب" الثالث الذي يُنظم في الشارقة، وشاركه في الجلسة النقاشية التي حملت عنوان "حرية التعبير - حرية النشر" أحد أعلام صناعة النشر في جمهورية مصر العربية، وأحد مؤسسي ورئيس مجلس إدارة مجموعة الشروق المهندس إبراهيم المعلم، والرئيس التنفيذي لداري نشر مستقلتين في السويد أولا والين، والأديب التونسي الدكتور شكري المبخوت، وأدار الجلسة الشيخ المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "برجيل" للأوراق المالية سلطان بن سعود القاسمي.

وفي بداية الجلسة، تم طرح العديد من التساؤولات على المشاركين والحضور من قبل مدير الجلسة، وكان أولها، هل يوجد حرية مطلقة للنشر أم يوجد سقف للحريات والتعبير، وكان رأي الأكثرية من الحضور أنه يوجد حرية مطلقة، ولكن تعارض معهم في الرأي إبراهيم العابد، قائلًا "أنّ حرية التعبير تعتمد على الضوابط الخاصة بالنشر في البلدان حسب قوانينها ومراعاة المجتمعات فيها، حيث أنه لا يوجد صيغة واحدة للنشر في العالم، وعلينا إحترام الثقافات المتنوعة لدى هذه المجتمعات".
وتطرق إبراهيم العابد إلى العنف والكراهية والعادات الإجتماعية السلبية، كما تحدث عن أهمية النشر وعلاقته بالأمن القومي، مؤكدًا أنّ هناك ثقة متبادلة بين الناشرين والكتاب وإتحاد الناشرين في دولة الإمارات، مُطالبًا بعدم تشجيع الكتب التي تثير الفتنة.

وتكلم العابد عن تجربة دولة الإمارات في حرية النشر، حيث يعملون في المجلس الوطني للإعلام على تحويل الكتب المستوردة والصادرة إلى مجموعة من الجهات التي تعد شريك استراتيجي لهم لأخذ رأيهم فيها، لافتًا إلى الخطط الإرشادية التي يستمدونها من الإجتماعات المكثفة مع المؤسسات الإعلامية، ومقارنة معايير المحتوى المبسطة في دولة الإمارات مقارنة بالدول الأخرى، والتي تخضع أيضًا للإستثمار، مؤكدًا على إزدهار دور النشر الجديدة في الإمارات.

وتحدث أولا والين عن أهمية الترجمة في نقل الأفكار بين الأفراد والأمم والدول، مبينًا دور الإتحاد في السويد لمناصرة القضايا السياسية والإقتصادية الخاصة بالنشر وحرية التعبير، لافتًا إلى الإختلاف الموجود في النشر من حيث المنشور على الإنترنت ونسبة القراء على الشبكات الإلكترونية، كما تكلم عن سلبية الرقابة الشخصية على النشر.
ومن جانبه شكر المهندس إبراهيم المعلم، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على جهوده البناءة في تطوير الثقافة العربية، بالإضافة إلى تكريمه كشخصية بارزة في مجال النشر، موجهًا شكره أيضًا إلى المؤسس والرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتين الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، كما وجه رسالة إلى الشعوب بأهمية التوحد مع بعضهم البعض والتعاون من أجل المستقبل.

وأوضح أنّ تأثير الظروف الإقتصادية والإجتماعية في حرية التعبير والنشر مكفولة في دساتير الدول، حيث أنّ حرية النشر لها نوع آخر، كونها توفر المراجع مع احترام الحق في الإحتفاظ في الملكية والإحتراف، متطرقًا في ذلك إلى مجموعة من القوانين الخاصة بحقوق الإنسان ضمن حقوق النشر في تصدير الكتب دون رقابة عليها.
وأكد أنّ حرية النشر بالغة الأهمية ولا بد من إحترام الدساتير والقيم الخاصة بالدول، مع المحافظة على سلامة وكرامة الناشرين والمؤلفين وأصحاب الرأي كونه مرتبط بتقدم وتطور البلدان والدول، مُضيفًا أنّ الظروف الإقتصادية تؤثر على درجة الكتاب وحرية الحقيقة فيه.

واعتبر "الإنترنت" عالم جديد، فهو يفتح أبوابه الآن للكتب الرقمية التي باتت تشكل أهمية كبيرة للقارئ لما لها من إيجابيات، لافتًا إلى الدور السلبي للشركات الكبرى العربية التي لا تهتم بنشر الكتاب العربي، مؤكدًا على أنّ "الإنترنت" عمل على تشجيع القراءة وتطورت منذ عام 2006 فأصبح القارئ يناقش ويرد على الكاتب من خلال المواقع الإلكترونية.

وتكلم عن العوائق الكثيرة في الرقابة والتنسيق بينهم، مطالبًا بوجود  قواعد جديدة للنشر، والإهتمام في وسائل النشر من قبل الحكومات.
وأوضح المعلم أنّ مصر عملت على توفير 400 كتاب على الإنترنت وهي تجربة جديدة بالنسبة لهم، لافتًا إلى وجود كتب كثيرة على "الإنترنت" مزورة، ويجب على الدول إيجاد آلية جديدة للرقابة على النشر.

وعرض الدكتور شكري مبخوت، مراحل تطور الحريات في العالم، حيث أكد أنه لا يوجد بطل في الحرية والديموقراطية في العالم أجمع، مؤكدًا أنّ الأمن القومي لا يبنى على الخوف، ولا يمنع الناس من حرية التعبير، لافتًا إلى حرية الطباعة والنشر في تونس، متمنيًا أن تستمر الحريات في بلده ولكن عليها أن تتطور في مجال النشر والثقافة.
وأضاف المبخوت أنّ الناشر يمارس الرقابة على المنشورات، حيث نعيش حاليًا في زمن الرواية، ويعتبر الكتاب وسيلة للتجارة، ويجب على القراء أن يشتروه، مبينًا أنّ حظ القراءة في المدارس تكاد أن تنعدم وعلينا تشجيع الطلاب على القراءة.