أبوظبي – مها بدر
يُشارك نادي صقاري الإمارات في مهرجان الشيخ زايد التراثي، الذي يستمر حتى 12 الجاري في مدينة الوثبة في إمارة أبوظبي، بجناح مميز يستهدف تعريف الآلاف من زوار المهرجان بأهداف النادي لصون التراث الثقافي، والحفاظ على التقاليد الأصيلة.
ويحظى الجناح بإقبال كبير من زوار المهرجان، ويحرص كثيرون منهم على التقاط الصور التذكارية في الجناح الذي يبرز تراثًا إماراتيًا أصيلًا.
ويستعرض النادي أدوات الصقارة القديمة، ويُقدم برامج مصوّرة للناشئة بشأن رعاية الصقور ومبادئ ممارسة الصقارة والصيد المُستدام عبر استخدام وسائل تثقيفية وتعليمية تفاعلية، فضلًا عن إتاحة الفرصة للأطفال والسياح والجمهور عمومًا، لالتقاط الصور التذكارية داخل الجناح مع الصقارين بصحبة العديد من أنواع الصقور المُستخدمة.
كما يضم جناح نادي صقاري الإمارات "أرشيف الصقارة في الشرق الأوسط" باللغتين العربية والإنجليزية، الذي يشتمل على مجموعة نادرة من المخطوطات والكتب التاريخية، ويهدف الأرشيف لحفظ كل النسخ المتبقية من الرسائل القديمة حول الصقارة حتى تلك المتضررة أو غير الكاملة، حيث يعود تاريخ الصقارة إلى 4000 عام على الأقل.
ويسعى النادي كذلك لترويج "مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء"، والتي أعلن عنها في ديسمبر الماضي سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات، والتي ستسهم في زيادة الوعي بقيمة الصقارة كتراث وفن إنساني مشترك، وتهدف إلى غرس المبادئ والممارسات الصحيحة للصقارة العربية في النشء، والترويج للتقاليد المستدامة للصقارة العربية، ونشر مبادئ وأخلاقيات الصقارة العربية على المستوى العالمي، وتعزيز الطابع التراثي للصقارة وتقديمها كواجهة تراثية وثقافية مهمة في إمارة أبوظبي.
كما يستعرض جناح نادي صقاري الإمارات جهود مركز السلوقي العربي بأبوظبي، والذي يهدف للحفاظ على التقاليد العربية العريقة في اقتناء كلاب الصيد، ويُقدّم الرعاية والعديد من الخدمات المُتخصّصة لأعضاء النادي وكلابهم، ويعتبر أول مركز من نوعه في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط مُتخصّص في اقتناء أفضل الأنسال من كلاب الصيد العربية الأصيلة.
ويسعى نادي صقاري الإمارات، منذ إنشائه في عام 2001، إلى نشر الوعي حول أساليب الصيد المستدام، وأخلاقيات رياضة الصيد بالصقور، ويهدف إلى الارتقاء بالصقارة، والمحافظة على هذا التراث الأصيل، باعتباره إرثًا تاريخيًا بكل خصائصه ومميزاته، من خلال برامج التوعية التي يقيمها النادي بهدف التعرّف إلى المبادئ الأساسية والسليمة في كل ما يتعلق بعالم الصقارة من تدريب وصيد وتغذية وأمراض ووقاية وعادات، وكذلك تنظيم لقاءات دورية للصقارين، إذ يستطيع الصقارون المبتدئون الاجتماع بأقرانهم من ذوي الخبرة وتعلم المزيد حول الصيد المستدام.
وتشمل نشاطات النادي المشاركة في برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور ودعم جهود المحافظة على الصقور وزيادة أعدادها في البرية، وتقديم وعرض الإرث الوطني للصقارة في المناسبات الوطنية والمهرجانات المحلية والدولية، كما يقوم النادي سنويًا بتنظيم معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، إضافة إلى تنظيم مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة في أبوظبي بشكل دوري كل ثلاث سنوات، والذي يعد أهم محفل وملتقى للصقارين من مختلف دول العالم. وكان لنادي صقاري الإمارات الدور الكبير في نجاح الجهود الدولية بقيادة دولة الإمارات في تسجيل الصقارة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو عام 2010