دولة الإمارات

باعتبارها مدينة عالمية مفتوحة، ستجد في كل مساحة صغيرة جدا كإشارة المرور في أي من شوارع أبوظبي، في أية ساعة خليطا مذهلاً من البشر، من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان.

وتعد الإمارات تجربة إنسانية فريدة للتعايش بين جنسيات شتى من ديانات وبلدان مختلفة، لكن ، وبحسب استطلاع أجرته صحيفة الاتحاد بالتعاون مع " ناشيونال" الصادرتان عن أبوظبي للإعلام وبالتعاون مع مؤسسة YouGov للتسويق حول أن إلى استطلاع آراء 1056 من الوافدين والمقيمين، والمواطنين، حول مستوى الاندماج الاجتماعي في الدولة هناك بعض التحديات التي يتعين تجاوزها.. ما هي؟ وكيف يمكن تخطيها؟

يحتاج الوافدون إلى دولة الإمارات والمقيمون فيها إلى معرفة الموروث الثقافي من عادات وتقاليد أهلها قبل أن يأتوا إليها أو يقيموا فيها. .

واتفقت آراء الغالبية العظمى ممن تم استجوابهم على أن من واجب الوافدين أن يعمدوا إلى توسيع معارفهم حول البلد قبل قدومهم. ولفتت الدكتورة "جين بريستول- ريز" الأستاذة الزميلة المتخصصة بعلم الأجناس البشرية في جامعة زايد " يتعين على أي إنسان أن يتعلم مسبقا أقصى ما ينبغي تعلّمه حول ثقافة البلد الذي سيقيم فيه".

 وأضافت " ويغمرني العجب والاستغراب وأنا أرى هذا العدد الكبير من الناس، الذين يعيشون هنا لعدة سنوات من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التعرّف على تاريخ البلد الذي يعيشون فيه. ونحن ننتظر منهم أن يتأقلموا مع تقاليده وعاداته وأن يحترموا ثقافته. وإن كان الأمر يتعلق باللباس المحتشم أو بالموروث الثقافي، فإن الناس غالبا ما يتجاهلون الأعراف السائدة".

وعندما طرحنا السؤال المهم المتعلق بما إذا كان من الضروري بالنسبة للوافدين الاطلاع على الموروث الثقافي لدولة الإمارات، أجاب ستة من كل عشرة(59 بالمئة) ممن استطلعنا آراءهم بالإيجاب. وعندما سألنا المشاركين في الاستطلاع عما إذا كانت معرفة عادات وتقاليد البلد ضرورية، أجاب 71 منهم بالإيجاب.

ويوافق على هذا الرأي بشكل خاص المواطنون الإماراتيون الذين رأى 84 بالمئة منهم أن الوافدين يحتاجون بالفعل لمعرفة المزيد حول الموروث الثقافي والعادات والتقاليد، التي يتمسك بها شعب الإمارات. وأوضح " خليفة المنصوري"، وهو مواطن في الأربعين من عمره يعيش في المنطقة الغربية إن من واجب الوافدين جميعاً أن يلتزموا بالمبادئ الأساسية المتعلقة بالثقافة العربية وتأثير التعاليم الإسلامية قبل أن يتخذوا قرارهم بالعيش هنا".
وأضاف المنصوري " أعتقد أن من واجب كل إنسان يرغب في المجيء إلى الإمارات أن يؤدي فروضه الضرورية لفهم الثقافة الإسلامية لأهلها. وهذا أمر بالغ الأهمية. وعندما يأتي الوافدون إلى هنا فإنهم يظهرون وكأنهم ضيوف، وعادة ما يتصرف الضيوف على هواهم ووفقاً لثقافاتهم الخاصة".

وأشارت المواطنة "سميّة البريكي" -23 عاما " مما يثير الغضب أن نرى بعض الوافدين وهم يتجاهلون هذه القواعد. وعندما أذهب إلى بلد أجنبي، فإنني أحترم عادات وتقاليد أهله، وأنا أتوقع من الوافدين إلى الإمارات أن يفعلوا الشيء ذاته. ويتحتم عليهم أيضاً احترام التعاليم السائدة في شهر رمضان وأن يلتزموا بها".
ويتفق المواطن "حسن محمد النجّاري" مع ما قالته "سميّة" حيث يؤكد " إن معرفة تقاليدنا الإماراتية التي نتمسك بها، واجب مفروض على كل من يرغب في العيش هنا، وخاصة فيما يتعلق بارتداء الملابس المحتشمة واحترام تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وعدم تناول المأكولات والمشروبات جهارا خلال أوقات الصيام في شهر رمضان".

وبدورها، شدّدت المقيمة في أبوظبي " ديالا رؤوفي" على أهمية فهم الوافدين للعادات السائدة في الدولة، وأوضحت " من الضروري جدا فهم التقاليد التي يتمسك بها أهل الإمارات قبل أن يأتي الناس للإقامة في الدولة. ومن شأن هذا الفهم أن يساعد على تأسيس مستوى مقبول من احترام تلك التقاليد وتسهيل التعايش بين مختلف الثقافات القائمة على أرض الوطن".

وأشارت المقيمة المصرية " سالي أنطون" إلى أن من واجب الوافدين إلى الإمارات أن يحرصوا على احترام الحقيقة القائمة من أنهم يعيشون في بلد عربي. وأضافت " العيش هنا يختلف عما هو الحال في أوروبا من حيث احترام مواقيت الصلاة وارتداء الملابس المحتشمة في بعض الأماكن. وبالنسبة لي، لا أجد مشكلة في اتباع هذا السلوك لأنني آتية أصلاً من بلد عربي، ولكن الأمر يختلف بالنسبة للوافدين، الذين يأتون من الدول الغربية، لأنهم يرون في هذه العادات والتقاليد شيئاً جديداً ربما يتناقض مع مفهوم الحرية الذي اعتادوا عليه".

وأشارمدير قسم البحوث في موقع "YouGov""علاء الدين غزواني"   إلى أن استطلاع الآراء أظهر أن الغالبية العظمى من المقيمين الذين شاركوا فيه يعترفون بمسؤولياتهم في معرفة وفهم التقاليد السائدة في دولة الإمارات.