الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع

أكد كُتّاب وأدباء عرب على أهمية ما تبذله دولة الإمارات العربية المتحدة من جهود جادة وصادقة لدعم العمل الثقافي والمثقفين في الوطن العربي، وما باتت تمثله من مركز ثقافي جاذب لمختلف الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية والإبداعية، معربين عن تقديرهم لاستضافة العاصمة أبوظبي لأعمال المؤتمر العام الـ26 للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي انطلق صباح الجمعة ويستمر خلال الفترة من 24 إلى 29 كانون الأول/ديسمبر الجاري، بمشاركة 16 وفدًا عربيًا، بالإضافة إلى وفد الأمانة العامة، ووفد دولة أوغندا، الذي يشارك بصفة مراقب، وهو المؤتمر الذي سيشهد انتخاب أمين عام جديد للاتحاد.

وشدد وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمته، في افتتاح أعمال المؤتمر، على الدور المهم للأدباء والكتاب، في تحريك الفكر المبدع، وإثراء خيال القارئ والمشاهد، وترسيخ مكانة القراءة والكتابة والاستماع والمشاهدة في حياة الفرد، وحياة المجتمع، وكذلك دورهم في تحقيق وحدة الفكر، في جميعِ أقطار الأمة، وما يسهمون به، عبر إنتاجهم الفكرِي، من توعية الإنسان، والعمل على دعم قدرته، على طريق الإسهام الإيجابي والفاعل في مسيرة مجتمعه ووطنه وأمته، لافتًا إلى أن الأمة العربية، بفكر وإبداع أبنائها وبناتِها، قادرة تمامًا على أن تكون أمة قارئة وكاتبة ومثقفة، وواعية.

وأشار الشيخ نهيان إلى تقدير الإمارات لدور الكتاب والمبدعين الأصيل في مسيرة المجتمع، وهي "الدولة التي أعلن فيها صاحب السمو الوالد، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أن عام 2016 هو عام القراءة، باعتبار أن القراءة، والتمرس بها، هما المدخل الطبيعي والحقيقي للثقافة"، مؤكدًا اعتزاز الإمارات بالعمل الفكري والثقافي، ومكانته المرموقة في مسيرة المجتمع، ونظرتها للثقافة بمفهومها الواسع، الذي يشمل كل ما ينتجه الإنسان بيده وقلبه وعقله، فهي دائمًا في موقعِ القَلب في حياة الفرد والمجتمع، "ونحن دولة واعية تتسم مسيرتها، منذ تأسست وحتى الآن، بالحكمة وبُعد النظر، دولة تذكركم جميعًا بأن الأمة العربية اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بحاجة ماسة إلى (الحكمة) لدى الكتاب والأدباء والقراء".

ودعا وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أعضاء الوفود المشاركة في الاجتماعات إلى التعرف عن قرب على المرافق والأنشطة والفعاليات الفكرية والثقافية الرائدة والمتطورة في أبوظبي، والتعرف على الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي تركز على أهمية تحقيق الحيوية والفاعلية، في أنشطة الثقافة والفكر في الدولة، وهي الرؤية التي جعلت من أبوظبي عاصمة للثقافة، ومركزًا للإشعاعِ والحضارة، ونموذجًا ناجحا للنمو والتقدم، وفي كل المجالات.

وأكد وزير الثقافة المصري، حلمي النمنم، أهمية هذا اللقاء الذي يأتي في لحظة فارقة، وفي ظل سيطرة جماعات متشددة تحاول أن تفرض على الأمة العربية سيطرتها، مشيرًا إلى أن الكتاب والأدباء هم الطليعة، وهم المنوط بهم التصدي للقوى الظلامية لكي تعود الأمة العربية وتواصل تقدمها بعيدًا عن التطرف والتشدد.

وأعلن النمنم عن تنحي مصر عن رئاسة الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب العرب، تمهيدًا لانتخاب أمين عام جديد بعد انقضاء فترة تولي الكاتب محمد سلماوي للمنصب، وتقدم الوزير المصري بالشكر إلى الإمارات على استضافة الحدث، وما تقدمه من دعم حقيقي للثقافة والمبدعين في كل مكان.

وقدم الأمين العام للاتحاد العام للكتاب العرب، محمد سلماوي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، تقريرًا حول نشاطات الاتحاد خلال السنوات التسع الماضية التي تولى فيها المنصب، وما تحقق خلالها، معتبرًا أن ما تم في السنوات التسع هو قاعدة للبناء عليها في سبيل أن يظل الاتحاد العام للكتاب العرب قويًا وفاعلًا، ويظل منارة شامخة للفعل الثقافي العربي.

ودعا رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ، إلى العمل لتكون الثقافة قائدة، لافتًا إلى أن المؤتمر ينطلق بوعي قدرة الثقافة على التغيير، وأهمية أن يتذكر قضايا الأمة، وأهمها التصدي لـ"داعش" والتطرف والتيارات الظلامية، والقضية الأولى فلسطين، فيما ألقى رئيس الوفد الفلسطيني، مراد السوداني، كلمة الوفود المشاركة.