أقدم فستان في العالم

 اكتشف بعض الباحثين في الآثار أقدم فستان في العالم مُلقى داخل حزمة قديمة من القماش في قبر مصري منذ أكثر من قرن من الزمان، ولكن لم يتم تسليط الضوء عليه لمدة تقرب من 65 عامًا من اكتشاف المقبرة. واكتشف الباحثون في عام 1977، قميص مطوي رقبته على شكل V ملقى بين البياضات القذرة، فيما يعتقد أنه جزء من فستان طويل يدعى فستان "طرخان". وأكد الكربون المشع أن هذه المادة هي أقدم الملابس المنسوجة المعروفة في العالم، والتي يعود تاريخها بين 5100 و5500 عام.
 
 ويتكون الثوب من الكتان القديم الذي يعود لبداية الأسرة الأولى، أو ربما في وقت سابق، خلال عصر نقادة الثالث. ويعتبر الكربون المشع الذي أجري في عام 2015 من قبل جامعة أكسفورد يضع أصول الفستان ما بين 3482-3102 قبل الميلاد، استنادا إلى عينة من الملابس السليمة. ويعد فستان "طرخان" مع الأكمام المطوية هو أقرب مثال على الملابس التي كانت مصممة بشكل فردي.
 


وتم اكتشاف الملابس التاريخية المبكرة الأخرى على يد علماء الآثار، إما مطوية أو ملفوفة على الجسم، ولكن هذه القطعة تم قصها لتكون مناسبة على الجسم. ونشرت في ورقة في مجلة العصور القديمة، فسر المؤلفان أليس ستيفنسون، القيم على متحف بتري للآثار المصرية ومايكل دبليو دي، مختبر بحوث علم الآثار وتاريخ الفن، ندرة مثل هذا الاكتشاف، حيث قالا: "إن بقاء المنسوجات سريعة التلف في السجل الآثاري يعد شيئا استثنائيا، حيث من النادر أن تبقى الملابس كاملة، أو شبه كاملة حتى اليوم".
 
 وتشير علامات البلى على الفستان انه كان يستخدم في الحياة اليومية، وعلى الرغم من أن السياق ليس مؤكدا، إلا أن الباحثين يقولون إنه من المرجح أن يعود لشخصية ثرية. وعلى الرغم من أنه يبدو الآن وكأنه قميص، إلا أن الفساتين الطويلة في هذا الوقت تشير إلى أنه كان طويلا في الماضي قبل قصه. كما أن أعمال الحفر التي قام بها فريق W.M. فلندرز بيتري في طرخان، وهي مقبرة قديمة تقع على بعد 31 ميلا إلى الجنوب من القاهرة، ألقت الضوء لأول مرة على كومة كبيرة من قماش الكتان في 1912-1913. ولكن، الفريق الأصلي لم يلاحظ أبدا الملابس القديمة الواقعة داخل الحزمة القذرة.
 
 وأُرسل بعد عقود من الزمن، في عام 1977، البياضات لمتحف فيكتوريا وألبرت لحفظها، حيث تم اكتشاف الملابس ملقاة بين 17 نوعًا مختلفا من المنسوجات. ونظرا لأن اللباس ظل على حاله، رجح الباحثون أن تكون المواد تم استخدامها فقط لهذه القطعة، ولم يعاد تدويرها، ولا تخلو هذه العملية من التحديات.