معرض الشارقة الدولي للكتاب

بحث معرض الشارقة الدولي للكتاب في تعدد أساليب الكتابة الأدبية، والتي يأتي من ضمنها ما يعرف بالنص المفتوح والذي يصاحبه الكثير من الغموض، وذلك في الندوة التي حملت عنوان "تماهي الأجناس الأدبية"، والتي أُقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة الرابعة والثلاثين من المعرض التي تقام في الفترة من 4 إلى 14 تشرين الثاني / نوفمبر في مركز إكسبو الشارقة.

وشارك في الندوة ثلاثة من الروائيين العرب هم الفائز بجائزة البوكر العربية لعام 2015 عن روايته "الطلياني" الدكتور شكري المبخوت، والروائية والصحافية الإماراتية فاطمة سلطان المزروعي، و الروائية اللبنانية هدى بركات، وأدارتها الأديبة أسماء الزرعوني.

وبدأ الدكتور شكري المبخوت نقاشات الجلسة بالقول: "إن معنى النص المفتوح يرتبط بشكل كبير بنزعة التمرد على القوالب الأدبية الأخرى، ورفضه الانصياع إلى هذه القوالب والخروج عن القواعد النمطية في تقديم النص السردي، وفيه يصبح النص متحركًا، وغير واضح المعالم مثلما يحدث للشعر حينما يقف على الأطلال، ولكن نلاحظ أن هذه النصوص قليلة ونادرة جدا، فكما هو الحال في ثقافة الملبس التي نفضل فيها ارتداء الملابس النمطية والمعتادة، بالرغم من وجود خيارات أخرى أكثر إبداعًا وجمالا".

ومن جانبها أفادت فاطمة سلطان المزروعي: "في البداية أود التركيز على نقطة جوهرية وأساسية، وهي أثر الكتابة على البشرية ذلك الأثر الذي لا يخفى على الجميع، وقدرتها على التأثير الشامل في كل مفاصل الإنسان نفسه، ثم على تاريخه وحياته وتقدمه وتطوره، ولذلك نحن نبحث الآن في نوع من أنواع الكتابة، فالإنسان ومنذ فجر الكتابة في حالة بحث متواصلة عن التنويع في أساليب الكتابة، وقام من خلال هذا البحث بالزج بمصطلحات وسحب أخرى وابتكار وسائل جديدة، فكل تيار يحاول أن يقدم المتميز والأكثر حضور وتقبل".

وحول تعريفها لمفهوم النص المفتوح قالت المزروعي: "إذا وجدت النص يأتي من مؤلف معروف ويتوجه نحو قارئ معروف ولكنه لا يحمل معنى واحدًا أو أنه يتعرض لجملة من التفسيرات المتعددة، فنكون هنا أمام ما يسمى بالنص المفتوح، وعكسه تماماً النص المغلق حيث تم تعريفه من الدارسين بأنه نص قد يكون ضبابي ورمزي، لكنه وعلى الرغم من هذا فإنه لا يحمل إلا رؤية واحدة، بمعنى أن الجميع يتفقون على معناه ومحتواه دون صعوبات، فمثلًا عندما تقرأ نص علمي أو قانوني أو دراسة جغرافية أو تاريخية، فأنت تقرأ شيئًا محدد وإن أختلف الأسلوب وقوة الكلمات، فالمعنى واحد والنتيجة واحدة، وفي مجال الأدب قد تلاحظ النص المغلق في الروايات أو القصص القصيرة التي تحمل طابعًا بوليسيًا أو جاسوسيًا".

ومن جانبها ذكرت هدى بركات: "أعتبر أن المعيار الوحيد الذي يمكن من خلاله أن نحدد أن النص الذي أمامنا مفتوح  أم لا هو مدى انفتاح هذا النص على الفنون الأخرى، فللرواية وللنص سلطة قوية في هضم واحتواء الفنون الأخرى، لذلك نلاحظ مدى أهمية تفاعل الروائي مع الفنون الأخرى التي من حوله، فالراوي المثقف في عالمنا اليوم لم يغدو ذلك الراوي الذي يتميز بكثرة القراءة وغزارة المصطلحات والمفردات والمعلومات، فعندما يكتب الراوي اليوم يعتريه إحساس قوي بأنه أصبح على تواصل فيزيائي مع الرسم والألوان والضوء".

وذهبت المزروعي بعيدًا عندما أشارت إلى أنها كمؤلفة ليست مشغولة بمثل هذه المصطلحات وقالت:" من غير المهم لدي أن يقال عني بأنني أكتب نصًا مغلقًا أو مفتوحًا، لأنه لا يؤثر في جذب القارئ، فمهمة تصنيف النصوص ليست من مهام القارئ  فهو يبحث دائمًا فقط عن النص الجميل والمؤثر الذي يرافقه ويشعر به ولا يهمه جنس هذا النص بقدر ما يهمه احترامه لعقليته وتفكيره".