الإماراتية حمدة الحمادي

أكدت الشابة الإماراتية متعددة المواهب حمدة عتيق الحمادي، قدمت نفسها للناس عبر أعمالها التشكيلية، التي تؤسس من خلالها لمشروع تشكيلي قوامه الحفاظ على اللغة العربية وإبراز جمالياتها والدفاع عنها عبر الفن، بيد أن مواهب الحمادي لا تقف عند هذا الحد، فهي ترافق الكاميرا كذلك كمصورة موهوبة حازت عدة جوائز في مسابقات مختلفة، بالإضافة لمشاركاتها المتعددة في الأعمال التطوعية ودورها ك"عريفة" حفل في المناسبات الوطنية والفعاليات المختلفة وموهبتها في الكتابة والتحرير الصحفي . ومع كل هذا التعدد إلا أن موهبتها الأساسية هي مقدرتها على المزج بين كل هذه القدرات الإبداعية المختلفة وتوظيفها في عمل واحد تفكر في عرضه من خلال معرض فني واحد في المستقبل .

تخرجت الحمادي في قسم الإعلام التطبيقي والاتصال الجماهيري من كلية دبي للطالبات في ،2014 وتقدم نفسها قائلة: "أرسم لوحات الموزاييك والفسيفياء منذ أربعة أعوام كمشروع فردي، وكل أعمالي وظفتها للغة العربية، اللوحة الأولى عن لغة الضاد باعتبارها لغة القرآن، والثانية باسم العلم نور بالخط الكوفي المربع والثالثة "العربية تنبت العقل" وهي عبارة لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهي كذلك بالخط الكوفي . كل هذه الأعمال مكرسة لخدمة اللغة العربية والدفاع عنها" .

تشير إلى أنها اكتسبت كل هذه القدرات عبر الجهد الذاتي والاطلاع حتى تمكنت من التعرف إلى الخامات وتطوير قدراتها، مبينة أن الرسم عندها كان يترافق مع الكتابة التي بدأتها بالمسابقات المدرسية منذ الإعدادية، كما شاركت في مسابقات عدة فازت فيها بالمركز الثاني على مستوى منطقة دبي التعليمية، وشاركت بالكتابة في بريد القراء بصحيفة "الخليج" تؤكد أنها كانت تشعر بالثقة حين يجد أي عمل من أعمالها صدى لدى الناس، الأمر الذي دفعها للمزيد من التجويد والعمل على صقل قدراتها بما يكسبها الاحترافية المطلوبة عبر بذل جهد إضافي .
تكشف الحمادي عن ولعها بالبحوث التي استهوتها في المرحلة الثانوية، مشيرة إلى أنها حينها كانت تميل للمشاركة في جميع المسابقات التي تشجع على البحث، ومازال بحثها عن منزل الشيخ سعيد في قرية التراث بالشندغة الذي أبرزت خلاله أصالة وجماليات التراث الإماراتي، عالقاً بذاكرتها، حيث نالت به جائزة أفضل بحث، الأمر الذي شجعها على الاهتمام أكثر بالتراث الإماراتي والعمل على توثيقه وتعريف الناس به .
تقول: "اكتشفت ولعي بالفنون والبحوث والكتابة منذ وقت مبكر جداً وكان لأسرتي دور كبير في تنمية مواهبي وتشجيعي كل هذا جعلني متحفزة للانخراط في الحياة الجامعية التي أضافت لي الكثير، فشاركت في مسابقات القصص القصيرة التي كان موضوعها الرئيسي تعزيز الهوية الوطنية على مستوى الكلية إضافة لمسابقة طيران الإمارات" .
تضيف أن كل هذه الاهتمامات المتعددة لم تكن مثار قلق بالنسبة لها، حيث كانت تمضي بها جنباً إلى جنب من دون أن تغفل الجانب الأكاديمي، الذي اختارت أن يكون في الصحافة، حتى توجته بالمشاركة في مشاريع التخرج مع زميلاتها عبر تحرير مجلة "فجر الصحراء"، التي أصدرتها الكلية، مشيرة إلى أنها حاولت توظيف الكتابة كذلك في دعم اتجاه مشروعها الفني القائم على الدفاع عن اللغة، لتكتب موضوعات في ذات السياق عبر رصد الأخطاء الإملائية وتناول جماليات اللغة في قوالب صحفية .
وعلى الرغم من تعدد مواهبها واهتماماتها إلا أن الحمادي صاحبة مجموعة من اللوحات، تجعل من التعبير عبر الرسم محوراً لكل هذا الزخم الفني، وتقول عن لوحاتها: "في شغلي على اللوحات الفنية المختلفة امزج بين هواياتي المختلفة، وأحب رسم الطبيعة، أصورها أولاً ومن ثم أكبرها وأطبعها وأرسمها من جديد حتى يتسنى لي الوقوف على إمكاناتي في الرسم والتلوين وضبط الزوايا، حتى قبل فترة قصيرة كانت مثل هذه الطريقة في الرسم طريقتي المفضلة، لكن الآن بدأت أتجه للتجريب عبر نمط مختلف أسميته "شخابيط" أشتري لوحة "كانفس" وأضيف عليها خطوطاً مختلفة، اشتغل على التلوين وأستخدم ألوان الإكريليك والكانفس وأرسم على كراسة الرسم العادية بالرصاص ثم ألونها، وأميل للألوان الفسفورية، أما في الكانفس فأستخدم أقلام الحبر مع الاكريلك، فأنا أجد راحة في الرسم عليه" .
وتبين الحمادي أن اهتمامها بالتصوير الفوتوغرافي بدأ منذ نحو 7 أعوام، مشيرة إلى أنها كانت تستخدم كاميرا عادية في بداية الأمر، تصور من خلالها صوراً طبيعية للرسم وأخرى لتوثيق المناسبات والرحلات العائلية . وأكدت أنها لم تفكر في عرض حصيلتها من التصوير حتى أطل مهرجان الإبداع الشبابي الثاني، الذي شاركت فيه في مسابقة التصوير الفوتوغرافي ب3 صور، وعندما أعلنت عن النتائج فوجئت بحصولها على المركز الأول مع أنها أخذت الصور بكاميرا عادية، إلا أن اللجنة سببت اختيارها بجودة الفكرة والزوايا .
توضح "موضوعات صوري كانت بسيطة وتحكي روعة التراث الإماراتي، فإحدى لوحاتي كانت ل "بارجيل"، والأخرى لشرار النار، قدمتها دون أن أدخل أي تعديلات عليها ، وتكلل جهدي بالحصول على الجائزة، الأمر الذي شجعني الجائزة فواصلت وشاركت في مسابقة أخرى نظمتها هيئة التنمية الأسرية في أبوظبي بعنوان "أسرتي في عيوني" أحرزت فيها المركز الثاني، وشاركت في معارض تصوير في الكلية وكانت لوحاتي تقدم كهدايا لضيوف الكلية" .
التطوع في بطولة فزاع للرياضة لذوي الاحتياجات الخاصة، ومهرجان كويت السلام إمارات الوفاء، ومنتدى الإعلام العربي، جائزة الصحافة العربية، بالإضافة لمجموعة من المشاريع كانت محطات مهمة في تكوين شخصية الحمادي التي تشير إلى أنها تعمل على خدمة وطنها عبر الفنون، مبينة أنه يجب على الجميع تقديم كل ما يستطيع لأجل الوطن، معربة عن سعادتها بمساندة الأسرة والأصدقاء وتشجيعهم . متمنية أن تتمكن من رد هذا الجميل لهم وللوطن .
وتلخص الحمادي مشاريعها المستقبلية قائلة: "أعمل على تطوير فن الموزاييك حتى أتمكن من خدمة اللغة العربية، بما يتسق مع توجهات الدولة في حماية اللغة وتطويرها، وأفكر في معرض متنوع لكل ما افعله وليس للأعمال التشكيلية فقط" .