قامات فنية مغربية معروفة "الفنان المقيم"

افتتح مدير مجمع أبوظبي للفنون أحمد اليافعي، بصحبة محمد آيت علي السفير المغربي في الدولة، مساء أمس الأول السبت ، في المجمع في منطقة المصفح في أبوظبي، معرض الفنان المقيم لشهر كانون الثاني/ يناير الخاص بالفن التشكيلي المغربي بمشاركة 7 فنانين، وهم: عبد الحق ارزيما، عبد الفتاح هراوي، سعيد قديد، محمد سرحاني، أحمد زبيطة، لمياء منهل، لبنى عبد الكريم . ينظم المعرض بالتعاون بين مجمع أبوظبي للفنون، والفنانة لمياء منهل وبرعاية السفارة المغربية في أبوظبي، حضر حفل الافتتاح جمع من الفنانين والمهتمين .

وأوضح أحمد اليافعي "إن المعرض يشكّل لمحة مهمة في إطار العلاقات الثقافية والفنية بين الإمارات والمغرب، وهو يأتي في سياق سعي المجمع الدائم إلى الانفتاح على مختلف التجارب الفنية المهمة عربيا وأجنبيا، مشيراً إلى أن برنامج الفنان المقيم يمثّل حلقة وجسراً للتواصل الفني والثقافي والتبادل الحضاري" .

وعبّر محمد آيت علي عن فرحته بمشاركة قامات فنية مغربية معروفة "الفنان المقيم"، مشيرا إلى أن المشاركين، بتنوع تجاربهم وثرائها، يعكسون بوضوح حركة الفن التشكيلي الناهضة في المغرب واتجاهاته المختلفة .
وتنطلق أعمال الفنانين المشاركين من وحدة التراث لتشكّل عنصرا جامعا رغم اختلاف مشاربهم الفنية واتجاهاتهم التشكيلية، ويجمع الفنان عبد الحق ارزيما في أعماله بين ثنائية الواقعية والتجريد مستخدما اكريلك في رسم رموز تاريخية وتراثية إماراتية، مثل لوحة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،والحصان العربي الأصيل، والنخلة، وتمزج أعمال الفنان عبد الفتاح هراوي بين إيحاءات الخط العربي واللون التراثي، الذي ينّم عن ارتباطه بالمؤثرات التراثية، عاكسا جمالية الحرف العربي بين أحضان اللون، مع نزوع واضح إلى التجديد، وهذا ما يتجلى في لوحاته ذات الوسائط المتعددة، مثل لوحة: "الجمل"، "البحارة والغوص"، "الصقر"، ويجسّد الفنان سعيد قديد في لوحاته تجربته الصباغية التي ظلت مخلصة لما يمكن تسميته، تجاوزاً، الاتجاه الانطباعي في جغرافية فن التصوير المغربي المعاصر، مع المراهنة على إعطاء مدلول الفضاء المفتوح كيمياء جديدة، وهذا ما يتضح في لوحاته التي يستحضر فيها عناصر من البيئة التراثية الإماراتية مثل "الكلب السلوقي"، "الصقر"، "الجلسة الشعبية"، "بيئة البحر والغوص" .
وتتناغم أعمال الفنان محمد سرحاني على المستوى البصري من خلال استلهام إيحاءاته اللونية عبر الإيقاع الموسيقي المتحرك أثناء اشتغاله على اللوحة مما يخلق عالماً خاصا به، يتجلى ذلك في لوحاته التي تمزج بين التراث المغربي والإماراتي، أما الفنان أحمد زبيطة فيحاول في أعماله بلورة كل الأبعاد مجتمعة على مساحة اللوحة، مع طغيان الألوان، مستهدفاً البادية وطابعها القروي ومنافها الاجتماعي والاحتفالي، وتحيل لوحاته التي يزاوج فيها بين البيئة التراثية المغربية والإماراتية إلى هذه الثيمة، مثل "لوحة قصر الحصن"، "برج المقطع"، "الأبواب التراثية"، "الخيمة"، و"الأزياء" و"الرقصات المغربية"، وتظهر الفنانة لمياء منهل في لوحاتها شكلاً من أشكال التواصل الثقافي والتراثي بين المغرب والإمارات، والقاسم المشترك بينهما من خلال لوحاتها المعروضة وبخاصة لوحتها "حشد الخيول" التي ترمز لأصالة البلدين ومصدرهما التراثي الواحد، ولامست الفنانة لبنى عبد الكريم في لوحاتها الطبيعة والمعمار والزي التقليدي المغربي، وقدمت مزيجا من التجريد والانطباع .