معهد الشارقة للتراث

مهن وحرف تراثية قديمة تنبض بالجمال والحياة، ولاتزال حاضرة في المجتمع الإماراتي، ويعشقها كثيرون، ويسعى معهد الشارقة للتراث، وغيره من المؤسسات والهيئات والجهات المشتغلة في التراث إلى الحفاظ عليها وتطويرها، ونقلها للأجيال، كما يعمل المعهد على عقد دورات تدريبية للراغبين في تعلمها ومعرفتها بكل تفاصيلها. ومن بين هذه الحرف التراثية يمكن الإشارة إلى صناعة البشوت وصناعة الفروخة والزربول والتلي، وغيرها الكثير من الحرف الإماراتية التراثية التي خصص لها معهد الشارقة للتراث مساحة كبيرة في مدخله للتعريف بها بالمعلومات والصور.

صناعة "البشت"

يُصنع "البشت" من صوف الإبل أو الماعز، وتعتبر صناعته من أرقى أنواع الأزياء الشعبية وأغلاها ثمنًا أيضًا، فقيمتها تكمن في المواد التي تصنع منها، وطريقة صنعها، حيث تُحاك يدويًا. أما أشهر أنواع البشوت فهي الأسود والبني والأصفر الذهب والرمادي والأبيض، وقماش البشوت إما أن يكون رفيعًا أو سميكًا، حتى يتناسب مع الصيف أو الشتاء،

يُطرّز البشت بالزري (خيوط ذهبية أو فضية)، وهي تطريزات تتركز على القسم الأعلى من البشت إلى منتصف القامة، حيث تكون عريضة حول الرقبة، وإلى الجزء الأعلى من الصدر، ومن ثم تضيق شيئًا فشيئًا، كما تطرز فتحة اليد ابتداء من الكتف بخيط الزري الذي يكون عريضًا شيئًا ما، ويسمى هذا الخيط بـ "المكسر"، ويوجد في البشت خيوط تتدلى منه على الجانبين الأيمن والأيسر من الأمام في الأعلى، وفيهما كرتان صغيرتان، ويطلق على هذين الخيطين مع الكرتين اسم "القيطان" أو "العميلة".

صناعة "الفروخة"

"الفروخة" زينة كان يتحلى بها الرجل في الماضي، توضع بشكل مستقيم وطولي على واجهة الكندورة أو الدشداشة، وتستخدم أيضًا على دشاديش الأطفال، ويهتم الرجال بها لأنها تعطي المزيد من الهيبة والاحترام على صدر الرجل، وتقوم النساء بصياغتها من خيوط القطن باستخدام اليد والمقص والإبرة، وهي جدلة من الخيوط (الهُدب) تزين بها ملابس الرجال، إذ تتدلى من أسفل رقبة الكندورة حتى الصدر. تبدأ صناعتها بلف الخيط لفات عدة، ثم يعقد طرفها لتشكيل حلقة صغيرة لتكون أساس الفروخة، ويقطع الطرف الآخر ليحرر أطراف الخيوط التي تقسم إلى أربعة أقسام متساوية تجدل مع بعضها لمسافة معينة، وتمشط الخيوط في المسافة المتبقية وتساوى أطرافها.

صناعة "الزربول"

"الزربول" هي جوارب مصنوعة من الصوف يستخدمها الرجال اتقاءً للبرد أو تحفظًا من لدغ الحشرات السامة. وترتديها المرأة في فترة الحداد على وفاة زوجها، ويقوم البدو بصناعتها بأنفسهم من صوف الماعز والجمال، ويلبسونه من دون النعال أو الحذاء.

صناعة "التلي"

يعتبر "التلي" نواة الحرفة التراثية للمرأة الإماراتية، حيث تصنع النساء من الدحروي الأبيض والخوص الفضي لباسًا لهن يزين ملابسهن التي كانت تنقش بالخوار الذي يعطي المرأة جمالًا، وكن يستخدمن الكندورة والمخدة في صناعة التلي. وتعد صناعة التلي واحدة من أعرق صناعات التطريز في الإمارات، كونها جزءًا مهمًا من التراث الشعبي. وتعد فنًا من المقام الأول ومهنة متوارثة عبر الأجيال، وهناك أنواع متنوعة تناقلتها الأجيال لتطريز التلي، ومن أهم الأشكال المطلوبة التي تلقى رواجًا في المنطقة تلي الشطرنج، وتلي بوجنب.