تجربة الماسح الضوئي

تستعد "الكلية الملكية للفنون" في لندن، لإطلاق تجربة رائدة تهدف لإعطاء الزوار فكرة عن شكلهم أو كيف يراهم الناس في الواقع. وسيحتوي معرض لندن على تكنولوجيا متطورة ستكون بين يدي الناس في أيلول/سبتمبر المقبل كجزء من تجربة تفاعلية باستخدام الماسح الضوئي "فيرونيكا كورغرافيك" والذي يلتقط صورة ثلاثية الأبعاد.

وأوضح مدير مؤسسة "فاكتوم" أدام لوي التي وضعت البداية للماسح الضوئي للأعراض الطبية " لأول مرة يحصل الانسان على شكله الحقيقي بالأبعاد الثلاثية، ولا يحب معظم الناس أن يلتقطوا الصور لأنهم كلما يرون صورهم لا يعتقدون أن هذا شكلهم حقا، ويشبه الامر أن يسمع المرء صوته الحقيقي في تسجيل صوتي له، ويعتبر الجهاز وسيلة لرسم الانسان بدون أن تمسه يد انسان أخر."

ووصف المدير الفني للكلية تيم مارلو المشروع بأنه ينم عن بصيرة جديدة، ويشير أنه ينتج رسومات تحتوي على كل التفاصيل بما في ذلك البثور والثواليل ومسام البشرة، وبين أن" حلم النحاتين اليونانيين في الماضي كان انتاج مجسمات واقعية تتجاوز التفسير الشخصي، وبغض النظر عن الشعر الذي ما نزال نعمله عليه فنحن نقترب كثيرا من الفكرة اليونانية."

ويستخدم الماسح الضوئي "فيرونيكا" تقنية عالية الدقة والتصوير الفوتوغرافي المركب، ويشتق أسمه من كلمة "فيرا" والتي تعني "الحقيقة" باليونانية, واكون والتي تعني الصورة بنفس اللغة.

وصمم الماسح في مؤسسة "فاكتوم" مانويل فرانيكلو الذي وضعه بالأصل لاستخدامات مكافحة الشيخوخة، والذي استطاع أن يلتقط صورا بنتائج غير مسبوقة، وسيتمكن زوار الكلية الملكية للفنون من مشاهدة الاخرين بينما يجري نحت صورة لهم ويطبع لهم صورة ثلاثية الأبعاد في الوقت الحقيقي لأنفسهم.

ويحتوي الماسح على ثماني كاميرات تلتقط خريطة وجه الانسان في تسلسل سريع وتلتقط 96 صورة عالية الدقة من كل زاوية والتي يجري معالجتها في نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد يستغرق أربع ثوان فقط لإكمالها بدون أي مخاطر صحية.

ووصف لوي التكنولوجيا " ان الامر تماما كما لو أن الانسان يأخذ لنفسه 96 صورة من مواقع مختلفة. بينما أشار أن معظم تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد الاخر مخيلة للامال بشكل لا يصدق لانها ليست عالية الدقة وتستخدم 150 ألف مضلع للرأس، ويتابع " نحن نستخدم ثلاثة ملايين مضلع ونسعى الى رفع العدد الى خمس ملايين لزيادة الدقة والوضوح."

وسيحظى الزوار بملف الكتروني يحتوي على الصور ثلاثية الأبعاد الخاصة بهم، ويمكنهم بعدها الحصول على تمثال شبه نصفي من خلال طابعات ثلاثية الأبعاد تعمل على الحاسب الالي ويمكنهم أيضا اختيار المواد التي يريدون أن تنحت تماثليهم بها مثل البرونز والرخام أو الخشب.

وأشار مارلو الى أن الفنانين أردوا دائما تكنولوجيا جديدة وقال " استخدم رودين الالات، والأسطورة التي تقول أن فيرمير صنع كل تماثيله بشكل حر هي أكذوبة فمن الواضح أنه استخدم العدسات كي ينظر الي بعض الظواهر البصرية."

وجرَّب بعض الأشخاص هذه التكنولوجيا مثل المحامي اللندني سيتفين روبين الذي يحتفل بعيد ميلاه الستين، وقدمت له زوجته تمثالا برونزيا مطليا بالذهب على سترة من المرمر الأبيض من أجل هذه المناسبة، ويقول " ان فكرة العرض الامبراطوري جميلة، لقد شاهدت الصور فقط حتى اليوم واعتقد أنه أظهرني بطريقة أجمل مما كنت أعتقد."