تعتزم بلدية دبي افتتاح متحف مؤقت للموقع الأثري ساروق الحديد "درب المعادن"، قريباً، لعرض أهم القطع المكتشفة في الموقع، التي تثبت نشاطاً بشرياً يعود إلى أكثر من 5000 سنة، وفق مدير عام بلدية دبي، المهندس حسين ناصر لوتاه.

وأشار لوتاه إلى أن البلدية ستبني متحفاً متكاملاً لعرض هذه القطع في ما بعد، موضحاً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمر ببناء متحف متكامل بمنطقة الشندغة في دبي، وخصصت للمتحف أرض في تلك المنطقة، وأعلنت البلدية عن مسابقة بين الاستشاريين المعماريين العالميين لتقديم أفضل التصاميم للمتحف واختيارها ومن ثم البدء بها.

وأضاف لوتاه أنهم وضعوا جدولاً زمنياً لتنفيذ المتحف، إذ إن عملية اختيار التصميم ودراسته واعتماده، ستبدأ من المسابقة، وتنتهي منتصف العام المقبل، لتبدأ مرحلة إنشاء المتحف الذي توقع أن تنتهي خلال ثلاث سنوات، أي في 2020.

وأكد أن لموقع "ساروق الحديد" أهمية كبرى، إذ إن في الدولة حضارة قديمة تعود لأكثر من 5000 عام، أي قبل دخول الإسلام، وبيّن أن المنطقة التي بها "ساروق الحديد" مرتبطة بشكل متكامل مع بقية المناطق والحضارات المختلفة في الدول القريبة، بما فيها الحضارة الفرعونية في شمال إفريقيا حتى مع وجود المسافة الكبيرة التي تفصل المنطقتين.

وأفاد بأن علماء الآثار والمنقبين وجدوا آثاراً عدة، منها أختام تعود إلى الحضارة الآشورية، وغيرها من الحضارات المختلفة، وآثاراً ومشغولات ذهبية أخرى تبيّن أن "ساروق الحديد" كان في فترة سابقة منطقة تجارية وصناعية، ما دعا القوافل لزيارتها بشكل دائم للحصول على متطلباتها ونقلها إلى المناطق المختلفة، ووجود قطعة الذهب التي كانت فكرة شعار "إكسبو 2020" الذي تستضيفه الدولة.

وأوضح لوتاه أن الموقع يحوي كذلك قطعاً عدة تحمل أشكال الثعابين، وأخرى تحمل شكل الأسد، إضافة إلى سنانير صيد، في منطقة منعزلة عن البحر بآلاف الكيلومترات، أي إن المنطقة كانت تحتوي في فترة سابقة على أنهار وبحيرات عذبة، كما أنهم وجدوا أحجاراً كريمة ومقتنيات مصنوعة من الياقوت تتميز بدقة عالية ودرجة كبيرة من الاحترافية.