بغداد – نجلاء الطائي
دُشّن أخيرًا، في دائرة قصر المؤتمرات، ورشة للأعمال اليدوية بواسطة عدد من السيدات والشباب العاملين، في مديرية العلاقات والمؤتمرات ومديرية الشؤون الهندسية وقسم التخطيط والتطوير، اللوحات هي عبارة عن قصاصات ورقية تشكل لوحة ذات أبعاد ثلاثية، والتي لم ترسم بريشة أو قلم وإنما تم إنجازها عبر تركيب قصاصات ورقية ملمترية الحجم بشكل رأسي.
وتضمنت الورشة كيفية صناعة الجداريات الورقية والورود والصناعات اليدوية الورقية في خطوة لتدوير الورق التالف واستعماله في مجالات فنية جميلة، كما تم توزيع الأعمال اليدوية الجدارية على أروقة المبنى لغرض تزينه وإضفاء اللمسة الفنية والثقافية لذلك الصرح.
وأكّدت مهندسة الديكور والفنانة التركمانية نبراس أحمد، والتي تحب الرسم والتشكيل منذ نعومة أظفارها أنّ "أعمالي الفنية تعود إلى حلم كان يراودني وأدهشني بعد الاستيقاظ منه، حيث رأيت نفسي أجمع قصاصات صغيرة من الورق ، فضلا كان إحساسي مليئاً بالسعادة إلى أن استيقظت لتظل جملة "الرسم بالورق" عالقة في ذهني وأصبحت أكرر الجملة عدة مرات خلال يومي حتى وصلت لفكرة تنفيذها وبدأت بالقص واللصق وكأني ما زلت أحلم"، مشيرة إلى أنّ "الرسم بالورق علمني الصبر والإتقان والجمع ما بين الرسم وألوان الأكرليك واستخدام مواد متعددة كالرمل، كما أحرص على إسقاطات الضوء والظل وتفاصيل كثيرة لينتج عملاً دقيقاً يخيل إلى الرائي بأنها مرسومة بريشة دقيقة".
وبجانب عملها في هندسة الديكور فهي تعمل في مجال تصميم الأزياء الذي يتطلب عناية ودقة في اختيار الأقمشة والألوان وهو ما يشابه رسمها وهندستها على اللوحات التي تعتمد على تركيب قطع متناهية الصغر، ومرسومة بالأوراق الملونة والسوداء والتي تضعها بشكل متراص ودقيق لتشكل لوحة ذات أبعاد ثلاثية.
ويندهش المتلقي لدقة الفنانة في إنجاز اللوحة، إضافة إلى الصبر والدقة والإتقان حيث تقوم بقص الورق في شرائط رفيعة ولصقها من حوافها التي لا يتعدى سمكها مليمتراً واحداً، وقد شاركت الفنانة بأعمالها بعدة معارض وذهب ريع هذه المعارض للأعمال الخيرية وقد لاقت إعجاب الكثير من متذوقي الفن، فيما تشير الفنانة إسراء الموسوي عن بداياتها في صناعة الأعمال اليدوية بتزيين الأواني و الكؤوس بالكريستال أو ما يسمى محلياً (بالسـتراس)، و منها إلى تزيين كروت الدعوة و الملابس، حتى تحولت إلى شـغف، و بعد سـفري خارج العراق الهمني زوجي بالعمل على فن لف الورق ( Quilling Art) و وجدت متعة فريدة بالعمل عليه، مضيفة إلى أول لوحة قامت بها وهي لف الورق، حيث شـدها جمال الورق وأصبحت تعشـق السـاعات التي تقضيها في ورشـتها الصغيرة مسـتمتعة بالعمل عليه.
وذكرت الموسوي أنّها "عملت العديد من اللوحات التي حازت على إعجاب الناس حتى نشـرت مواقع أجنبية بعض من أعمالي، كذلك بدأت بالعمل على أنتاج رسـومات لبعض مجلات الأطفال كمجلة (قنبر) و (المهدي) اللبنانية، وبالنسـبة للعمل فهو هواية أكثر مما يكون مصدر للرزق"، لافتة إلى مشاركتها في معرض في أربيل عام 2014 بأعمال في تزيين الأواني والكؤوس بالكريستال"، وأكدت على تحضيرها إلى مشروع قد يرى النور في تركيا قريبًا.