دبي - صوت الإمارات
كانت المدرسة هي المكان الأول الذي قدمت فيه الفنانة الإماراتية نرجس نور الدين، موهبتها ومارست الفن، حيث كانت تشارك منذ الصغر في مسابقات الفن، التي تقام في المدرسة، وتحقق الفوز في جميعها، لكنها كانت تتجه للرسم في البدايات، ثم بعدها بدأت تشارك في مسابقات الخط. بدأت تقلّد الخطوط الجميلة، سواء التي تشاهدها في التلفاز أو المدرسة، وتتمرن حتى تتمكن من تقديمه بالجودة نفسها، إلى أن تدربت على فن الخط، وبدأت مسيرتها الجدية في عام 2000. تدرس اليوم الهندسة الداخلية، إلى جانب عملها في الخط، كي تطوّع فن الهندسة مع فن الخط.
وأكدت الفنانة نرجس نور الدين، أنه ليس لديها الآن أي عمل لا تريد بيعه، مشيرة إلى أنه كانت لديها لوحة من أول أعمالها، وقد عملت على زخرفتها لمدة وصلت إلى الشهرين، وتعتبرها من الأعمال المحببة إلى قلبها، وهي ليست ممتازة من ناحية الخط والزخرفة، لكنها محطة، إلا أن مقتنياً مقرباً منها أصرّ على شراء اللوحة، ولأنه يقدر الفن ورأى فيها جماليات، باعته اللوحة.
ولفتت نور الدين إلى أن الفنان لا يبيع اللوحة إن كانت عبارة عن محطة عزيزة عليه، فتصبح القيمة المعنوية أقوى بكثير من القيمة المادية.
وشدّدت نرجس نور الدين، على أن أول الأعمال التي باعتها كانت السور القرآنية، وكانت غالباً ما تكون طلبات من المعارف والعائلة، يشترون اللوحات بعد أن يطلبوا مني تخطيط آيات معينة. وشددت على أن الأسعار في البداية كانت متواضعة، فكانت على سبيل المثال تبيع لوحة "سورة ياسين" بـ4000 درهم. بينما كانت توزع لوحاتها وتهديها للناس، فكان راتبها من البنك في البداية يضيع على الإطارات الخاصة باللوحات.
المرسم المنفصل عن المنزل ضروري، لأن المنزل فيه الكثير من المفاجآت، فالأطفال يسيرون أحياناً على اللوحات، لكنها تراها في النهاية ذكريات جميلة.
وبدأت نرجس نور الدين، بشكل جدي بدراسة الخط في عام 2000، وذلك في معهد الشارقة، حيث تلقت درساً خاصاً بالخط، ثم في عام 2002 تم منح مجموعة من الخطاطين مراسم من قبل رئيس مجمع الشارقة للأداب والفنون سابقا هشام المظلوم، فكان مرسمها الأول في بيت الخطاطين بمنطقة التراث، وبدأت وقتها تتدرب مع الفنان خالد الساعي. وشددت على أنه بعد زواجها عام 2005، اضطرت إلى ترك وظيفتها في البنك، والتفرغ للفن والعائلة، ووقتها حولت غرفة في المنزل إلى مرسم، بسبب عدم قدرتها على ترك المنزل، مشيرة إلى أن قرار ترك الوظيفة كان من أصعب القرارات التي اتخذتها في حياتها، لكنه الأصوب، مبينة أن المغامرة بهذه القرارات الصعبة في الحياة من شأنها أن تطور الفنان وتجعله يتقدم بتجربته.
وأشارت نور الدين إلى أنها استمرت بالرسم في منزلها، إلى أن اتخذت مرسمها الخاص عام 2016، الذي بات يساعدها على العمل براحة، مشددة على أن المرسم المنفصل عن المنزل مهم، لأن المنزل فيه الكثير المفاجآت، فالأطفال كانوا يسيرون أحياناً على اللوحات، وكانت تعيد العمل عليها، لكنها تراها من الذكريات الجميلة.
وشددت على أن المرسم الخاص يمثل العمل بحرية، مشيرة إلى أنها تشعر بالراحة بمجرد دخولها المرسم، فهذا يمنحها الطاقة، منوهة بأن العمل في مرسم مستقل يمنحها القدرة على التركيز، كما أنها لم تعد تقوم بأي عمل خارج المرسم، سوى البحث الذي تقوم به في المنزل، وهذا نظم عملها. ولفتت على أنها كأم تسعى دائماً إلى الموازنة بين حياتها الفنية والعائلية، لاسيما في الفترة الأخيرة، بعد أن بدأت تدرس التصميم الهندسي، ليساعدها على عملها في الخط.
ولفتت نور الدين إلى أن الدراسة أبعدتها قليلاً عن المرسم، فلم تعد تمضي فيه وقتاً طويلاً، كما في السابق، حتى زيارتها للمرسم تكون بهدف العمل على مشروعات الجامعة، أكثر من الخط والفن، مشيرة إلى أنها تستفيد من دراستها لتدخل الخط العربي فيها، فقدمت تصميماً من الإضاءة بالحروف المتدلية من السقف، فهي تسعى إلى الحفاظ على الخط في عملها. وأشارت إلى أنها تحمل رؤية غير كلاسيكية في الخط، فهي تقدم أعمالاً ثلاثية الأبعاد، لكنها مازالت تقدم الكلاسيكي، لكن بتصرف، بحيث تمنح الأعمال صبغة معاصرة.
وشدّدت على أن كونها خطاطة تقدم كل ما يرتبط بالخط وسط اللون، مشيرة إلى أنها تحب الألوان كثيراً، لكن لديها رهبة منها، وتحب إدخالها على اللوحة الخطية، لأنها تمنح اللوحة مشاهد جميلة، لكنها لا تحب الرسم الواقعي، بل التجريدي. أما الأعمال الثلاثية الأبعاد، فشددت على أنها تركز على كون الخط ليس كلاسيكياً بحتاً، فيمكن أن يقدم بأشكال جديدة ومعاصرة، لذا أدخلت "الستانلس ستيل" على العمل، لكن هذه المواد الجديدة التي تدخل على الخط، تستغرق الكثير من العمل، فهي تتطلب مجهوداً مضاعفاً من أجل التصميم المتماسك، كونه عملاً صعباً، ولا يمكن تنفيذه عبر الكمبيوتر بشكل فوري. وشددت على أن الطرق الجديدة التي تقدم فيها الخط، جعلتها تدرس الهندسة الداخلية، كي تستخدم الخط في الديكور. ولفتت إلى أن الجمع بين الهندسة والتصميم يجعل العمل أكثر تعقيداً، ويحتاج إلى الكثير من الوقت