دبي – صوت الإمارات
ربما لا يعرف كثيرون أن المصور الإماراتي أحمد المازمي الذي يمتلك تجربة مهمة في فن التصوير الضوئي عموماً، ورصد ملامح الوطن بصفة خاصة، يعمل في وظيفة لا علاقة لها بمجال الفنون عموماً، إذ يداوم المازمي، الذي كشف عن أحدث إصداراته "دار العز"، في هيئة كهرباء ومياه الشارقة بوظيفة "فني كهربائي".
وصف المصور الإماراتي ذاته ومزاجه الفني، بأنه "شتوي الإبداع". وأضاف: "لا أنشط في التصوير إلا خلال فصل الشتاء، وحينما تتبعت هذه الحالة وجدتها منطقية ومنسجمة مع حالات فنية، فدرجات الألوان وصفاؤها تتبدل بفعل درجات الحرارة المرتفعة في بلدنا، والتي تنعكس سلباً أيضاً على المصور، وتجعله أكثر تعجلاً في إنهاء مهامه".
واعتبر المازمي الجبال والوديان والفيافي عالمه الفني المفضل، مضيفاً "لا أحبذ التصوير في الأماكن المغلقة، وتظل الطبيعة ملاذي الأول مع كاميرتي". وأضاف: "لايزال هناك كثير من الأماكن البكر التي لم تصل إليها عدسات المصورين في الدولة، لذلك فإن مشاريع التصوير في رحاب الإمارات لم تُستهلك بعد".
المجال الوظيفي للمازمي لم يكن عائقاً بل محفزاً باتجاه التغني بالوطن، وتتبع ملامحه عبر العدسة، إذ يقول: "اكتسبت مزيداً من الثقة من خلال تشجيع زملائي، على الرغم من أن ما أبدع فيه لا علاقة له بعملي الوظيفي، لذلك أوائم تماماً بين مهام المجالين". وأضاف المازمي "لن أتوقف عن تتبع محاسن وطني بعدستي، فـ140 صفحة ليست كافية، لكن في ما يتعلق بالخطوة المقبلة تحديداً، فقد أعود فيها إلى تجربة كتابي الأول (زوم المحبرة) لأصدر الجزء الثاني منه".
وأشار المازمي إلى أنه احتاج إلى نحو ثلاث سنوات كي ينهي "دار العز"، مضيفاً: "هي رصد مصور لمواطن جمال عديدة تزخر بها الإمارات، من الفجيرة إلى أبوظبي، مروراً بدبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة".
وتابع المازمي أن هاجسه التأليفي انبثق من حالة انبهار كانت تحيط بمن يطالع صوراً لمعالم يحتفظ بها في ذاكرة كاميرته، أثناء تجواله خارج الدولة، "الانبهار بلغات شتى وفق جنسية من يتواصل معي، كان لسان حال من تصل إليهم تلك الصور، وهو ما كان بمثابة الشرارة الأولى لفكرة إنجاز كتب مصورة عن الدولة، تكون بمثابة الدليل والإضاءة بلغة جمالية".
ويرى المازمي أن تجربته في "دار العز"، أصبحت أكثر نضجاً عن التجربتين السابقتين، التي بدأت بـ"درة الأوطان"، وهو الكتاب الذي طرحته "كتاب كافيه"، و"زوم المحبرة" التي جمعته بقلم الكاتبة خولة الطائر، وقامت بنشره دار مداد، في حين أن "درة الأوطان" بادر بطباعته "المجلس الوطني للإعلام"، وهو ما اعتبره المازمي تنويعاً أضفى إلى تجربته الفنية خبرة مختلفة في مجال تحويل نتاجه الضوئي إلى مطبوع ومنشور.
وأضاف المازمي: "تجولت عدستي بشكل حر في ربوع الوطن، فالتقطت من زوايا خاصة مسجد الشيخ زايد، خصوصية صحراء ليوا، مسجد النور، بحيرة خالد، الحياة البحرية في شواطئ مختلف إمارات الدولة، الأسواق الشعبية، المواقع السياحية ذات الصبغة التراثية، سباقات الهجن والفروسية، وغيرها".
وحول لجوئه إلى النشر، عوضاً عن المعارض والاندماج في ما تنظمه المظلات الثقافية والفنية المختلفة في الدولة من أنشطة، قال المازمي: "أسهمت المعارض والمسابقات الرسمية في نشر ثقافة التذوق الجمالي للصورة، فضلاً عن كونها رئة حقيقية لهاوٍ ومحترف فن التصوير الضوئي، لاسيما جائزة سمو الشيخ حمدان بن محمد للتصوير الضوئي".